نجم التنس اللبناني هادي حبيب يستهدف "المئة الأوائل"
نجم التنس اللبناني هادي حبيب يستهدف "المئة الأوائل"
قال حبيب: "كثيرون يسألونني لماذا اخترت تمثيل لبنان، بالنسبة لي كان القرار سهلًا. فمهما كانت الصّعوبات التي تمرّ بها البلاد، أنا فخور جدًا بكوني لبنانيًّا". وتابع: "شكراً للشعب اللبناني على دعمه في الأسابيع الأخيرة، في ملبورن وفي مختلف أنحاء العالم. لقد أعطاني ذلك الكثير من الطّاقة لمواصلة التألق".
أهدى اللاعب اللبناني الدولي للتنس هادي حبيب الإنجاز الذي حقّقه مؤخرًا في بطولة أستراليا المفتوحة، إحدى البطولات الأربع الكبرى، إلى لبنان واللبنانيين الذين يعانون ظروفًا صعبة، مشيرًا إلى أنّه تقدم إلى المركز الـ160 عالميَّا وأنّ هدفه المقبل دخول لائحة المصنفين المئة الأوائل في العالم.
وعبّر حبيب عن سروره بالمستوى العالي الذي يتمتّع به في الفترة الأخيرة منوّهًا بدور الجالية اللبنانية في أستراليا التي واكبته ودعمته وشجّعته.
وأكّد حبيب انه سيبذل قصارى جهده مع زملائه في فريق كأس ديفيس للفوز على البيرو الاسبوع المقبل والتأهل الى المجموعة العالمية الأولى ليكون لبنان في طليعة الدول في العالم.
وشكر حبيب اتّصال التشجيع الذي تلقّاه من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي هنأه على المستوى الذي يقدمه، مُشيدًا بدعم الاتحاد اللبناني برئاسة ألان الصايغ.
وكان النجم اللبناني عاد الى بيروت الأسبوع الماضي بعدما شارك في بطولة استراليا المفتوحة وحقق ثلاثة انتصارات في الدور التمهيدي وفوزًا واحدًا في الدور الأول من البرنامج النهائي.
وقال حبيب على موقعه الشخصي: "كثيرون يسألونني لماذا اخترت تمثيل لبنان، بالنسبة لي كان القرار سهلًا. فمهما كانت الصّعوبات التي تمرّ بها البلاد، أنا فخور جدًا بكوني لبنانيًّا". وتابع: "شكراً للشعب اللبناني على دعمه في الأسابيع الأخيرة، في ملبورن وفي مختلف أنحاء العالم. لقد أعطاني ذلك الكثير من الطّاقة لمواصلة التألق".
وتطوّر أداء حبيب بعد تعاقده مع طاقم تدريبي من الأرجنتين، وقال في هذا الصدد: "وجدت فريقًا رائعًا إلى جانبي دفعني بقوّة للوصولِ إلى هنا بقيادة مدربي الجديد باتريسيو هيراس. تطوّرت كثيرًا في الأشهر الستّة الأخيرة، وأيضًا لياقتي بمساعدة معدّي اللياقة البدنية. لم أكن لأصل إلى هنا لولا مساعدتهم. لقد أتى هذا التغيير بثماره وحقق فارقًا كبيرًا".
وقال حبيب إنّه "يحب" مواجهة الأسطورة نوفاك (الصربي ديوكوفيتش حامل لقب 24 بطولة كبرى): "أعتقد أنه أفضل من مارس هذه اللعبة. أحب أن أواجهه قبل أن يعتزل"، لكن الحلم لم يتحقق في بطولة أستراليا المفتوحة.
لكنه أعرب عن أمله في دخول "لائحة المئة الأوائل عالميًّا، لأنه سيكون منعطفًا كبيرًا في مسيرتي. كي يحصل ذلك، أنا بحاجة لتطوير أدائي بشكل كبير. أنا متحمّس وأتطلع لتحسين لعبي من أجل بلوغ هذا المستوى".
الأولمبياد وأول لقب تشالنجر
وهادي حبيب هو لاعب محترف، وُلد في 21 آب 1998 في هيوستن، تكساس، الولايات المتحدة، لأب لبناني وأم إيرانية – أميركية. بدأ مسيرته في سن التاسعة بعد انتقاله مع عائلته إلى بيروت. وفي عام 2015، بدأ تمثيل لبنان في منافسات كأس ديفيس.
بعد سنواتٍ عدة من التّواجد ما بين المركزين 400 و800 في العالم، اقترب حبيب تدريجيًا من أفضل 200 خلال الموسميْن الماضييْن.
وفي عام 2024، أصبح حبيب أول لاعب لبناني يشارك في الألعاب الأولمبية، حيث خاض منافسات فردي الرجال في أولمبياد باريس. في كانون الاول من العام عينه، حقق إنجازًا تاريخيًا بفوزه بأول لقب له في سلسلة تحدّي الاتحاد الدولي (ATP Challenger) في تيموكو، التشيلي، ليصبح أول لبناني يحقق هذا الانجاز. وبعد فوزه في كانون الأول الماضي بلقبه الأول في دورات التّحدي (تشالنجر)، وصل حبيب إلى أفضل تصنيف له (219). وكان تتويج اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا بلقب تيموكو بوابته لخوض تصفيات بطولة أستراليا.
وفي كانون الثاني 2025، تأهل حبيب إلى الجدول الرئيسي لبطولة أستراليا المفتوحة، ليصبح أول لاعب لبناني يحقق هذا الإنجاز في حقبة البطولات المفتوحة. وفي الدور الأول، فاز على اللاعب الصيني بو يونتشاوكيت، مسجلًا أول انتصار للبنان في البطولات الكبرى. وفي الدور الثاني، واجه الفرنسي أوغو أومبير وخسر المباراة. لكنه وعلى الرغم من "الوداع" المشرّف تمكن حبيب من التربّع في قلوب اللبنانيين، الذين واكبوه بمباراة الحلم امام نجمٍ مصنفٍ بالمركز الـ14 عالميًا سواء في الملعب او عبر شاشات التلفزة. ومع وصول حبيب إلى الدور الثاني في إحدى بطولات الغراند سلام، وجد لبنان فيه سفيرًا رائعًا له.
وتعود آخر مواجهة له مع لاعب من بين العشرين الأوائل إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حيث كان حاضرًا في الدور الأول وخسر أمام النجم الإسباني كارلوس ألكاراس 3-6، و1-6 على ملاعب رولان غاروس.
كما خسر إلى جانب مواطنه بنجامان حسن مباراة الزوجي بمجموعتين أمام الأستراليين ماتيو إبدن وجون بيرز 6-7 (5-7)، و2-6.
وبعيداً عن الألعاب الأولمبية، فاز حبيب أيضًا بمباراة في كأس ديفيس، في المجموعة العالمية الثانية (الدرجة الثالثة) ضد جنوب أفريقيا في أيلول إلى جانب مواطنه حسن (29 عاماً).
وفي حال فاز لبنان على البيرو في الدور الفاصل في شباط المقبل في القاهرة، سيصعد إلى المجموعة العالمية الأولى، وهي البوابة لنخبة التنس العالمي.
ولكن لا ينبغي أن ننظر إلى هذه الإنجازات باعتبارها تألقًا للتنس اللبناني ككل. اللاعب اللبناني الثالث في تصنيف رابطة اللاعبين المحترفين يحتلّ المركز 1243 فقط. وفي فئة السيدات، لا تظهر أي امرأة لبنانية في تصنيف رابطة المحترفات.
وقبْل حبيب، مثَّل لبنان بالبطولات الكبرى، خلال حقبة الهواة، لاعبون أمثال فيرا مطر، نديم حجار، سمير خوري وكريم فواز في أربعينيّات القرن الماضي وخمسينيّاته وستينيّاته.
وكان آخر لبناني يضمن تأهله في منافسات الفردي إلى القرعة الرئيسية لبطولة غراند سلام هو كريم فواز حتى الآن، وذلك عندما خرج من الدور الاول لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 1962 عندما كانت البطولة الأميركية الكبرى لا تزال تُلعب على العشب وكانت مخصصة للاعبين الهواة.