هل يتحوّل الحلم البرازيلي برؤية المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي يقود منتخب السيليساو إلى هوَس؟ مع شغور منصب المدير الفني منذ إقالة دوريفال جونيور (عقب الهزيمة 4-1 أمام الأرجنتين)، قرّر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم (CBF) تسريع وتيرة البحث عن مدرب جديد.
دوريفال تولّى تدريب البرازيل في كانون الثاني 2024 خلفًا لفرناندو دينيز، بعقد يمتد حتى 2026. بقيادة دوريفال (62 عاما)، فازت البرازيل بسبع مباريات، وتعادلت في سبع أخرى، وخسرت مباراتيْن. وسجل الفريق 25 هدفًا وتلقّى 17 هدفًا. وفي كوبا أميركا العام الماضي، خرجت البرازيل من ربع النهائي أمام الأوروغواي بركلات الترجيح.
ويحاول مسؤولو الاتحاد البرازيلي التعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد. كما أنّ ثمّة مرشحين آخرين، بينهم البرتغالي خورخي جيسوس مدرب الهلال السعودي، وآبل فيريرا (بالميراس) وفيليبي لويس (فلامينغو).
وأبدت الجماهير البرازيلية حماسة كبيرة تجاه البرتغالي خورخي جيسوس، مدرب نادي الهلال، حيث تفاعلت بشكل واسع مع منشوره الأخير على حسابه الشخصي في "إنستغرام".
تعليقات المشجعين كانت مليئة بالدعوات للمدرب للعودة إلى البرازيل وتولّي قيادة المنتخب الوطني الأول خلفًا لدوريفال جونيور. هذا التّفاعل يعكس شغف الجماهير البرازيلية بكرة القدم ورغبتهم في رؤية جيسوس، الذي حقّق نجاحات ملحوظة في مسيرته التدريبية، يقود منتخب السامبا نحو تحقيق الألقاب، ممّا يزيد من الضغط عليه للاستجابة لهذه الدعوات.
في المقابل، ووِفقًا للمعلومات التي كشفها الصحافي إدواردو إيندا في برنامج "El Chiringuito"، يعتبر الاتحاد البرازيلي أن أنشيلوتي هو أولويته المطلقة، وقد حدّد له مهلةً واضحةً: يجب على المدرب الإيطالي تقديم ردّه قبل نهاية الموسم الأوروبي. وقال إيندا: "قيل لي إنّ الاتحاد البرازيلي طلب من أنشيلوتي اتخاذ قرار بشأن قدومه إلى البرازيل قبل نهائي دوري أبطال أوروبا"، مضيفًا: "لقد منحوه مهلة شهريْن". الرسالة واضحة: البرازيل تريد معرفة ما إذا كان بإمكانها الاعتماد على "المِستر" لإعادة بناء فريق يمر بمرحلة شكّ، أو إذا كان عليها البحث عن خيارات أخرى، مثل خورخي جيسوس. تأتي هذه الضغوط في وقتٍ ينافس فيه أنشيلوتي على ألقاب مهمة مع ريال مدريد.
مع ذلك، تتعارض هذه المعلومات حول المهلة البرازيلية مع الموقف الذي أعلنه كارلو أنشيلوتي نفسه قبل أيام، حين نفى مدرب ريال مدريد هذه الشائعات بحزم، وقال: "لا، ببساطة. لديّ عقد هنا حتى عام 2026"، قاطعًا الطريق أمام أي تكهنات. وأضاف: "لم يتمّ الاتصال بي، ومستقبلي هنا. عقدي يوضح كل شيء". هذا النّفي القاطع يبدو وكأنه رفض للتقديمات البرازيلية، إذًا، من نصدق؟.
لتعقيد الأمور أكثر، أفاد إدواردو إيندا أيضًا بأنّ هناك أصواتًا داخل مجلس إدارة ريال مدريد غير راضية تمامًا عن أداء المدرب الإيطالي هذا الموسم. وقال إيندا: "في مجلس الإدارة، هم غاضبون من المدرّب لأنهم يقولون إنّه فقد السيطرة على الفريق وخصوصًا وقت اللعب للوكاس مودريتش. سواء كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا، فإنّها قد تضيف ضغطًا داخليًا إلى الضغوط الخارجية التي تمارسها البرازيل".
بين المهلة البرازيلية المزعومة، والانتقادات الداخلية المفترضة، وتصريحاته الخاصة بالولاء لريال مدريد، يجد كارلو أنشيلوتي نفسَه في قلب لعبة معقّدة. على الرَّغم من نفيه القاطع، يبدو أن الاتحاد البرازيلي مصمّم. الأشهر المقبلة، حتى نهاية الموسم الأوروبي، ستكون حاسمة لمعرفة نهاية هذا المسلسل المثير.
هل تفوز البرازيل بكأس العالم 2026؟
يبدو أن منتخب البرازيل، الذي سحقته الأرجنتين (4-1) ضمن تصفيات أميركا الجنوبية لكأس العالم لكرة القدم 2026، قد فقد بريقه. ومع ذلك، لا داعي للقلق على منتخب السيليساو، لأنه سيفوز بكأس العالم 2026.
وهذه الهزيمة هي الأسوأ للبرازيل في تصفيات كأس العالم، علمًا أنها تحتلّ المركز الخامس في ترتيب مجموعة أميركا اللاتينية. وتتأهل الفرق الستة الأولى تلقائيًا إلى نهائيات المسابقة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
لكن لماذا سيفوز منتخب البرازيل بكأس العالم 2026؟ إليكم الأسباب:
* لأن هذه الخسارة الثقيلة أمام الأرجنتين تعتبر إهانةً وهي فعل تأسيسي: المشكلة عندما تتحدّث كثيرًا قبل المباراة، هي أنه يجب عليك تحمّل المسؤولية وعدم الفشل تمامًا في الملعب. على الأقل، سيتعلّم رافينيا، الذي سخر منه المشجعون المنافسون، درسًا جيدًا. فريق الألبيسيليستي، الذي تأهل للنهائيات قبل الجولة الـ15 من تصفيات كأس العالم، وبطل العالم الحالي، صفع البرازيل في مونومنتال بوينوس آيرس (4-1) ومدّد سلسلة انتصاراته على البرازيل إلى ست سنوات (4 هزائم، 1 تعادل). هذه الهزيمة القاسية ستترك آثارًا، بالتأكيد، لكنها ستسمح لفريق فينيسيوس جونيور بالنزول إلى أرض الواقع، وإدراك مستواه الحقيقي، والعودة إلى العمل الجاد. بعد الخسارة، كان مهاجم ريال مدريد واضحًا: "ليس هناك الكثير لنقوله. لقد لعبنا بشكل سيئ للغاية، ولعبت الأرجنتين مباراة ممتازة أمام جماهيرها... يجب أن نُعيد التفكير في كل ما نفعله. لم يتبقَّ سوى عام واحد قبل كأس العالم، لقد لعبت بالفعل في كأس العالم ولا أريد أن أخسر مرة أخرى". لقد ذهبت سخرية الأرجنتين إلى حدّ أنهم وقفوا دقيقة صمت "لموت كرة القدم البرازيلية". لم يتبقَّ سوى إحياؤها.
* لأن كارلو أنشيلوتي سيغيّر كل شيء: بعد هذه الإهانة المتكررة، وهي أسوأ هزيمة في تاريخ منتخب السيليساو في التصفيات، أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إقالة دوريفال جونيور، والعمل على إيجاد بديل له. هذا لا ينبغي أن يزعج الرجل كثيرًا، الذي درّب ما بين عامي 2002 و2023، عشرين ناديًا مختلفًا في البرازيل بمتوسط سبعة أشهر قضاها على مقاعد البدلاء. ووفقًا لـ"Globo Esporte"، يدرس قادة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم خيارات استبداله، وهو سبب إضافي لإحلال الاستقرار مع كارلو أنشيلوتي. ليست هذه المرة الأولى يتمّ الطلب من "دون كارلو" تولّي هذا المنصب، ولكن في مواجهة يأس كرة القدم البرازيلية، التي لم تفز بأي شيء منذ كوبا أميركا 2019 (ودورة الألعاب الأولمبية 2020). على غرار بلجيكا مع رودي غارسيا، لا شكّ أن المدرب يمكنه إعادة منتخب السيليساو إلى المسار الصحيح.
* لأن نيمار سيكون البطل: فينيسيوس جونيور لطيف، لكنّ المنقذ الحقيقي سيكون نيمار. نعم، لقد غاب مرّةً أخرى عن تجمّع مع منتخبه الوطني بعد إصابة في الفخذ اليسرى، بينما كان ينتظر ذلك لأكثر من عام ونصف؛ نعم، لقد لعب 7 مباريات رسمية فقط مع الهلال في موسميْن، ويرجع ذلك أساسًا إلى هذه الإصابات اللعينة؛ لكن لاعب باريس سان جرمان السابق يستعيد أخيرًا ألوانه مع سانتوس، بتسجيله 3 أهداف وصناعته 3 أهداف في أوّل سبع مباريات له، بما في ذلك ركلة ركنية مباشرة رائعة. وستكون هذه على الأرجح كأس العالم الرابعة له، وبالتالي فرصته الأخيرة للفوز بلقبٍ كبير مع بلاده، ممّا سيسمح له بالدخول نهائيًا إلى قاعة مشاهير هذه الرياضة. سيتطلّب الأمر أكثر بكثير من الإيمان لتحقيق ذلك، ولكن كرة القدم هي إحدى الرياضات التي ينتصر فيها اللاعقلاني غالبًا. على أي حال، لن يقول فيليبي ميلو العكس: "إذا قلت إنك لا تحتاج إلى نيمار، فسأحظّرك! نيمار، بساق واحدة، هو اللاعب الرقم 10 الأساسي للمنتخب البرازيلي"، كما قال بعد المباراة على إنستغرام. من الصعب دحض ذلك.
* لأنه يمكن أن يصبح أيضًا فريقا: على الورق، يخيف منتخب البرازيل، الذي فاز بخمس مباريات فقط من آخر 12 مباراة، بوجود أبنر فينيسيوس (ليون)، وفاندرسون (موناكو)، وإيغور خيسوس (بوتافوغو)، وجواو بيدرو (برايتون) في التشكيلة الأساسية. لكنّ البرازيل أيضًا أليسون، صحيح أنه يتقدّم في السّن، ولكنه لا يزال قادرًا على تقديم أداء رائع، وماركينيوس، الأكثر موثوقيّة من أي وقت مضى مع باريس سان جرمان، وبرونو غيماريش، الذي لا يقاوَم مع نيوكاسل، ناهيك عن الثلاثي الهجومي المكوّن من فينيسيوس ورافينيا، الذي يكاد يكون تحوّله أكثر صدمةً من تحوّل عثمان ديمبيلي، وقبل كل شيء رودريغو، أفضل لاعب في ريال مدريد بفارقٍ كبير. يجب الاعتراف بأنّه في بعض المراكز، وخاصة المدافعين الجانبيين، فإنّ عمق مقاعد البدلاء يثير القلق، ولكن إذا صعد المدرب صاحب الشخصية الكاريزمية، المعروف بمهارته في إدارة المجموعات، إلى القطار، فهناك كل المكوّنات لتشكيل فريق قادر على تجاوز أوجه القصور لديه للفوز بالكأس، الذي يفلت منهم منذ عام 2002.
* لأنه في عام 2000، تلقّوا أيضًا هزيمة قاسية في التصفيات: البرازيل، التي تحتل المركز الخامس في تصفيات أميركا الجنوبية لكأس العالم 2026، نادرًا ما كانت في موقف سيئ في هذه التصفيات، التي تمنح بسخاء تذكرة لكأس العالم لستة فرق من أصل عشرة. الدولة الوحيدة في العالم التي تأهّلت دائمًا لكأس العالم، وعشر مرات في المركز الأول في منطقة أميركا الجنوبية ولم تلعب أبدًا في الملحق، شهد منتخب السيليساو مع ذلك بعض الانتكاسات في الماضي. خلال حملة تصفيات شاقة للغاية عام 2002، خسر رجال فاندرلي لوكسمبورغو أمام التشيلي في أغسطس/آب 2000 في إستاديو ناسيونال دي تشيلي (0-3). ولم تمنعهم هذه النغمة الخاطئة من الفوز بكأس العالم بعد ذلك بعامين.

المنتخبات المتأهلة حتى الآن
* أميركا - كندا – المكسيك (بصفتها الدول المضيفة للمونديال).
* اليابان – إيران (أول المتأهلين من قارة آسيا).
* نيوزيلندا (متصدرة تصفيات أوقيانوسيا).
* الأرجنتين (بعد اكتساح البرازيل والتربع على صدارة تصفيات أميركا الجنوبية).
كأس العالم 2026
* المكان: الولايات المتحدة، كندا، المكسيك (أول بطولة تستضيفها 3 دول معًا).
* الموعد: حزيران – تموز 2026.
* عدد المنتخبات: 48 منتخبًا (أول مرة بدلًا من 32).
* الملاعب: 16 مدينة مُضيفة (11 في أميركا، 3 في المكسيك، 2 في كندا).
* عدد المباريات: 104 مباريات (زيادة عن 64 في النسخ السابقة).