المتحف المصري الكبير.. ٧٠٠٠ عاماً في صرح واحد

المتحف المصري الكبير.. ٧٠٠٠ عاماً في صرح واحد

  • ٠٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥

الهندسة المعمارية الفريدة المتناغمة مع الأهرامات، وإتساع المساحة، ثمّ الرحلة الزمنية التعاقبية للمعروضات، والمجموعة الكاملة لتوت غنخ آمون، الى جانب كونه مركزاً بحثياً عالي المستوى. هذه العناصر تجعل منه تجربة متحفية غير مسبوقة



المتحف المصري الكبير، الذي يُعد من أكبر المتاحف الأثرية في العالم التي تغطي حضارة واحدة. يستوعب حوالى ١٥٠٠٠ زائر يومياً ويمتد على مساحة تبلغ ٥٠٠ ألف متراً مربعاً، وترجمة فورية للمعلومات ب ١٣ لغة. ويقدم للزوار رحلة وفق التعاقب التاريخي عبر ٧٠٠٠ سنة من  حقبة ما قبل التاريخ حتى الحقبة اليونانية والرومانية. والمعروضات هي مزيج من العرض التقليدي للمتاحف و تقنيات التكنولوجيا الحديثة، التي تلاقي كل الأذواق ومن كل الأعمار وتتيح البحث والرفاهية والوسائل التربوية مجتمعة.   

المشروع الذي إستغرق ٢٠ عاماً، إفتتح جزئياً في عرض ضخم العام ٢٠٢٤، إلى أن استكمل البارحة السبت في الأول من تشرين الثاني ٢٠٢٥ في القاهرة الإفتتاح النهائي في حفل مهيب حضره ٨٠  وفداً رسمياً وتضمّن عرضاً مذهلاً للطائرات المسيّرة جسدت توابيت ونقوشاً وشخصيات فرعونية في سماء الجيزة.

بدأت الدولة المصرية  العمل على المشروع منذ العام ١٩٩٢، ووضعت حجر الأساس بعد ١٠ سنوات. والمبنى المختص بالحضارة الفرعونية التي تعود الى ٧٠٠٠ سنة من التاريخ وتمتد على ٣٠ سلالة ملكية، يتوقّع أن يستقبل خمسة ملايين زائر سنوياً.
  أوكل التصميم الى مكتب معماري إيرلندي «هينجن بنغ»، عبر مباراة دولية في العام ٢٠٠٢، في تصميم يجمع بين فن العمارة الحديث والطابع المعماري الفرعوني الضخم والمهيب. وقد تيسّر للزوار معاينة هذا الإنجاز المعماري منذ ١٦ تشرين الأول  ٢٠٢٤ عندما افتتحت بعض أجنحة المتحف وعددها ١٢ معرضاً تضم قطعاً أثرية تعود الى عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني، فضلاً عن القاعة الكبرى التي  يتوسطها تمثال رمسيس الثاني، بطول ١١ متراً ووزن ٨٣ طناً.
ولقد كان نقل القطع الأثرية من مختلف المستودعات والمتاحف في مصر، أكثر العمليات تعقيداً وتتطلب عملاً لوجستياً دقيقاً إستدعى خبرات متخصصة عالية وإجراءات أمنية غير مسبوقة. 

وأيضاً أتيح للزوار منذ عام ٢٠٢٤ رؤية الدرج الكبير، وهو معرض عامودي خلاب مساحته ٦٠٠٠ متر مربع، يشبه الهرم، لاكتشاف عشرات التماثيل والأعمدة والتوابيت وصولاً الى إطلالة بانورامية على أهرامات الجيزة.
 المتحف الذي افتتح بشكل كامل أمس في الأول من تشرين الثاني، يضم قطعاً أثرية لم تكن معروضة من قبل منها ٤٥٠٠ قطعة جنائزية، بالإضافة الى ١٠٠ ألف قطعة كانت معروضة في المتحف المصري  القديم في ميدان التحرير وهو متحف افتتح منذ ١٩٠٢. ومن أبرز معروضاته، كامل مقتنيات توت غنخ أمون التي تمّ اكتشافها في العام ١٩٢٢، في وادي الملوك، الى جانب تمثال رمسيس الثاني العملاق وأعمدة ضخمة من الغرانيت الوردي.
القطع التي كانت منتظرة وباتت متاحة للزوار، هي المركب الشمسي الكبير للملك خوفو، وهو قارب خشبي يزن ٢٠ طناً ومصنوع من خشب أرز لبنان اكتشف عام ١٩٥٤ في الجيزة، وقد عرض بين عامي ١٩٨٥ و٢٠٢١، ثم جرى تفكيكه لاحقاً ليعرض في قاعة خاصة في المتحف الكبير، فضلاً عن قطع من مراكب أخرى قيد الترميم.  
يلي حفل الإفتتاح إغلاقاً حتى ٣ تشرين الثاني، لإجراء التعديلات النهائية، ليعاد فتحه في ٤ تشرين الثاني نهائياً أمام الجمهور. 

يعتبر المشروع حدثاً تاريخياً لمصر ، فهو يهدف الى تعزيز السياحة، ورفع المكانة الثقافية العالمية لمصر ورمزاً لهويتها، وتسعى الدولة المصرية أن يمثل المتحف مرجعاً ثقافياً وعلمياً ما يجعله نقطة جذب للباحثين وعلماء الأثار من مختلف دول العالم على  غرار المتاحف الكبرى في العالم كاللوفر في باريس، والمتروبوليتان في نيويورك وغيرها.