الجنوب ينتخب على صفيح ساخن
الجنوب ينتخب على صفيح ساخن
تجلى إصرار الدولة اللبنانية على إجراء الإنتخابات بالرغم من المخاطر عبر زيارة وزير الداخلية احمد الحجار الى سرايا صيدا حيث ترأس اجتماع الأمن الفرعي، آملاً "أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب.
في الجولة الرابعة والأخيرة من الإنتخابات البلدية تتجه الأنظار إلى الجنوب اللبنانيّ، حيث تستعد محافظتي الجنوب والنبطية لإنجاز الاستحقاق الإنتخابي وسط تحليق للمسيرات الإسرائيلية وتنفيذ عمليات إغتيال كان آخرها صباح الثلثاء على طريق المنصوري-مجدل زون. وسط الإعتداءات المتكررة
تجلى إصرار الدولة اللبنانية على إجراء الإنتخابات بالرغم من المخاطر عبر زيارة وزير الداخلية احمد الحجار الى سرايا صيدا حيث ترأس اجتماع الأمن الفرعي، آملاً "أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب"، مؤكداً أنّ "الدولة اللبنانية والحكومة، بدءًا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية تقوم بكل الإتصالات اللازمة لوقف الخروقات عمومًا وتحديدًا خلال فترة الإنتخابات ومواكبة عملية الفرز وإصدار النتائج." مشيدًا بالجيش المكلف تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار الدولي ١٧٠١.
تواجه السلطات اللبنانية تحديات اضافية في التحضير للإستحقاق الإنتخابي في الجنوب، إذ أنّ منسوب التوتر يرتفع في هذه المنطقة، أكان بسبب المنافسة الإنتخابية أو بسبب تداعيات الحرب الأخيرة وتأخر عملية إعادة الإعمار، و بسبب الخروقات الإسرائيلية، وأيضاً الإشكال مع اليونيفل، التي تعرضت يوم الثلثاء المنصرم إلى اعتداء من قبل "الأهالي" في شقرا، بعد أيام عديدة من انتشار شائعات أنّ عدداَ من عناصرها حاولوا رمي صور الشهداء في حاوية للنفايات بعد انزالها من المكان المثبتة فيه.
ينتظر الكثيرون نتائج انتخابات الجنوب باعتبارها الاستفتاء الشعبي الأول لحزب الله بعد حرب الإسناد. حاول الحزب تخفيف تداعيات خسائره الجماهرية والظهور بأنّ بيئته الحاضنة ما زالت ثابتة على موقفها الداعم لل"مقاومة"، محاولًا بذلك استيعاب الغضب الشعبي الناتج عن غياب دعم المتضررين وتأخر عملية إعادة الإعمار. وليس مستبعداً أن يتكرر مشهد إنتخابات بعلبك-الهرمل بفوز الثنائي الشيعي في جميع البلديات المعني بها جنوبًا، خصوصًا أنّه يعتمد استراتيجية فوز البلديات بالتزكية، حيث فازت اكثر من ٤٠ بلدية بالتزكية من أصل ١٠٩، يقع معظمها في المنطقة الحدودية، كمارون الراس، يارون، حومين الفوقا، ربة الثلاثين، طلوسة وغيرها. الا أنّه فشل في عدد من المناطق بتزكية مرشحيه بعد ترشح معارضيه إلى الإنتخابات البلدية. يخوض الحزب منافسة انتخابية محتدمة في صور ضد لائحة "صور مدينتي" التي تضم شخصيات ذو خلفيات أكاديمية رفيعة، وفي النبطية بلائحة غير مكتملة بعد. إنّها الإنتخابات البلدية الأولى التي يترشح فيها معارضون لحزب الله ، خصوصا بعد تضاؤل نفوذ الحزب بعد الحرب الأخيرة، وفقدانه قوته العسكرية وهيمنته على قرار البيئة الشيعية. تواجه المعارضة التحدي في قدرتها على تشجيع الناخبين الشيعة الإدلاء بأصواتهم بشكل كثيف من أجل تأمين خرق لوائح الثنائي الشيعي في مناطق المنافسة.
انسحبت الحماسة الإنتخابية التي شهدتها سائر المحافظات إلى بعض مناطق المحافظتين الجنوبيتين، إذ تتجه الأنظار إلى صيدا وجزين حيث تدور معارك تحمل الطابعين السياسي والعائلي.
في صيدا، تتنافس ٤ لوائح على ٢١ مقعدا بلديا، محاولة تسويق برامجها الإنتخابية والحصول على دعم بعض الشخصيات والفعاليات الصيداوية، إذ زار أعضاء لائحة "سوا لصيدا" النائب عبد الرحمن البزري في دارته، حيث أكد أهمية التفاعل الديمقراطي دون الإعلان عن دعم أي من اللوائح الأربعة، مع الإشارة إلى أنّ لائحة "سوا لصيدا" برئاسة عضو المجلس البلدي مصطفى حجازي مدعومة من رئيس البلدية السابق محمد سعودي، ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي وعدد من العائلات الصيداوية. في حين دعم النائب أسامة السعد "نبض البلد" برئاسة محمد دنشلي. وتدعم الجماعة الإسلامية لائحة "صيدا بتستاهل" التي تتألف من الإختصاصيين. وتحظى لائحة "نبض البلد" برئاسة عمر مرجان بدعم المجتمع المدني وعدد من العائلات.
اما في جزين، فالمعركة سياسية بامتياز، تخوضها لائحتين، واحدة مدعومة من القوات والكتائب برئاسة بشارة عون، وأخرى برئاسة دافيد الحلو مدعومًا من التيار الوطني الحر والنائب السابق ابراهيم عازار. تحاول القوات من خلال هذه الجولة الإنتخابية تثبيت وجودها السياسي في جزين وإيصال مرشحيها بعد أن استفرد التيار بالبلدية لدورتين. مع الإشارة إلى التحول في التمثيل النيابي بمقعدين لصالح القوات في قضاء جزين بعد أن كانا من حصة التيار الوطني الحر.