بالفيديو -ايران واسرائيل من ربح الحرب؟
بالفيديو -ايران واسرائيل من ربح الحرب؟
خسرت إيران أحلامها التوسعية في المنطقة العربية لكنها لم تخسر القدرة على تهديدها.
لقد وضعت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية أوزارها، وإيران لن تعود إيران النووية ولا التوسّعية. فإنّ الخرق الأمني لأهم المراكز الحسّاسة أفقد أجهزتها الأمنية هيبتها وعلى رأسها الحرس الثوري، فقُطّعت أذرع إيران العسكرية، ووصلت أذرع الموساد الإسرائيلي إلى داخل المنشآت النووية، وطالت آلة الإغتيالات الإسرائيلية بيوت العلماء النوويين وقيادات الصفّ الأول، كما اخترقت القدرات التجسسية الإسرائيلية هواتف كبار الضبّاط والجنرالات الإيرانيين.
وقد تفوقت إسرائيل على إيران من ناحية نوعية الضربات وتحقيق الأهداف العسكرية وإنجاز بنك الإغتيالات بنجاح باهر، مما أظهر ضعف الإيرانيين الإستخباري. ورغم تلقّي إيران ضربات أكبر، إلا أنّ الجغرافيا كانت لصالحها، فتمكنت من امتصاص الضربات، بعكس إسرائيل التي تسيطر على مساحة محدودة، فإنّ ضربةٌ واحدة في اسرائيل تعادل عشرات الضربات في إيران من ناحية استهداف المدنيين.
تجرأت إيران على تجاوز خط أحمر هو الأهم في المنطقة، وهو استهداف الصواريخ الإيرانية العمق الإسرائيلي وإحداث تدمير هائل، وإسقاط مهمة المنظومات الدفاعية المتطورة في حماية الدولة العبرية. أما إسرائيل فقد نفذت أهدافها منذ الأيام الأولى، لأنّها استجمعت كلَّ قوتها وطاقتها ومعلوماتها لتحدث ضربة قاضية لإيران، غير أنّ إسقاط النظام لم يتحقق، بخلاف ايران التي تدرجت في ردودها بشكل تصاعدي، بسبب قوة الضربات التي وضعت الدولة في حالة ضياع في الساعات الأولى.
ولكن لماذا استُبعد هدف إسقاط النظام الإيراني؟
مراقبون أكدوا أنَّ إسقاط النظام الإيراني سيستنزف مقدّرات الولايات المتحدة على المدى الطويل، وربما يعود النظام من جديد بعد عشر سنوات أو أكثر كما حصل في أفغانستان. إضافة الى أنّ الخليج كله يخشى تهوّر إيران جديًا، وما ضربة إيران الأخيرة الرمزية سوى دليل على قدرة طهران في إيصال هذه الرسالة: «لدى إيران قدرات تهدد الجوار العربي الحليف لأميركا.»
لذا فإنّ الرابح في هذه الحرب هو من استطاع إيقافها.
علاوة على ذلك، إنّ تقاطع المصالح الغربية والعربية والتركية أفضى إلى قناعة بعدم الحاجة إلى إسقاط النظام الإيراني لما له من تداعيات على المنطقة وتحويلها الى منطقة فوضى ونزاع على غرار ما حصل في العراق وما يحصل في ليبيا.