خطة حزب الله المضمرة: الهروب إلى «صراع المخيمات»؟

خطة حزب الله المضمرة: الهروب إلى «صراع المخيمات»؟

  • ٠٩ آب ٢٠٢٥
  • أنطوني سعد

الحزب يراهن على أنّ القوى الفلسطينية غير الموالية لعباس، لن تقبل بتسليم سلاحها بسهولة. ويتوقع الحزب أن يؤدي أي قرار من الدولة بإدخال الجيش إلى المخيمات إلى صدام دموي. السؤال الجوهري: هل ستنجح خطة الحزب؟

في الوقت الذي تُجمع فيه القوى السياسية على ضرورة تنفيذ القرار الحكومي بنزع سلاح حزب الله، يبدو أنّ الحزب قرر ألا يسلّم السلاح، وألا يصطدم بالجيش، وألا يذهب نحو إستقالة سياسية. فكيف يمكن لهذا «الثلاثي المستحيل» أن يتعايش في مشهد سياسي واحد؟

 

الجواب، كما تكشفه تسريبات من دوائر مراقبة، يكمن في خطة مضمرة وخطيرة: دفع الجيش نحو صراع مع المخيمات الفلسطينية.

 

ففي حزيران الماضي، عادت إلى الواجهة خطة تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية، لكن هذه الخطة أُجهضت في اللحظات الأخيرة. اليوم، تتضح خلفيات ذلك: حزب الله لم يرِد لأي تسليم للسلاح أن يبدأ من مكان آخر. لأنّه ببساطة، يعرف أنّ أي تجربة ناجحة لنزع سلاح الفلسطينيين ستفتح الباب واسعًا أمام سحب سلاحه تحت السقف ذاته.

الحزب يراهن على أنّ القوى الفلسطينية غير الموالية لعباس، خصوصًا في مخيمي عين الحلوة والمية ومية، لن تقبل بتسليم سلاحها بسهولة. بل أكثر من ذلك، يتوقع الحزب أن يؤدي أي قرار من الدولة بإدخال الجيش إلى المخيمات إلى صدام دموي.

 

وهنا، يدخل الحزب على الخط: صراع فلسطيني – لبناني مسلح سيكون خط الدفاع الأول عن سلاح حزب الله. فبمجرد وقوع هذا الإشتباك، سيتم تقديمه كدليل على هشاشة الدولة، وعلى خطورة تفكيك أي سلاح من دون تفاهمات شاملة، وبالتالي كذريعة لتجميد أو تأجيل تنفيذ خطة نزع سلاحه إلى أجل غير مسمى.

 

السؤال الجوهري: هل ستنجح خطة الحزب؟

يعتمد ذلك على عدة عوامل: مدى قدرة السلطة السياسية على التماسك، موقف الرئيس نواف سلام من الضغط الشعبي والدولي، قدرة الجيش على الحسم في المخيمات من دون الإنزلاق إلى حرب إستنزاف، وموقف الفصائل الفلسطينية المعتدلة.

لكن الأكيد أنّ لبنان مقبل على إختبار جديد: إما أن تكون الدولة قادرة على نزع السلاح من دون الوقوع في فخ الفتنة، أو أنّ حزب الله سينجح مجددًا في تدوير الزوايا وتفخيخ الطريق أمام أي إصلاح سيادي.