هيهات منّا الذّلة… شعار تلاشى وواقع ينهار
هيهات منّا الذّلة… شعار تلاشى وواقع ينهار
فهل الشيخ نعيم قادر على إستعادة خطاب السيد حسن وشعار «هيهات منّا الذّلة»؟ أم أنّ الشعار إنتهى مع القيادة القديمة بلا رجعة؟
في رسالة إفتراضية من السيد حسن إلى الشيخ نعيم، يختصر الواقع المأزوم لحزب الله اليوم: «كل ما ناضلت لأجله تبخّر». كلمات تختزن حجم الخيبة والتراجع، بعدما كان الحزب يرفع شعار «هيهات منّا الذّلة» ويترجمه في الميدان، فإذا بالمشهد الحالي يكشف إنكساراً غير مسبوق.
فلا ردع متبقٍ، ولا توازن رعب كما كان يُسوّق. الإعتداءات تتوالى، والردود غائبة، لتتكرّس صورة حزب فقد زمام المبادرة. لم يعُد هناك قيادة للمحور الممتد من لبنان إلى اليمن، ولا حتى إحتضان للبيئة التي طالما تباهى بأنّه حاميها. سؤال مؤلم يتردد: ماذا فعلت القيادة الجديدة بالحزب حتى استسلم هذا الإستسلام المذّل؟
من كان يوماً «العين التي قاومت المخرز»، أين إرادة القتال التي صنع منها أسطورة المقاومة؟ أين مشروع التحرير والمواجهة مع إسرائيل وقد تحوّل إلى صمت وعجز أمام قصف يستبيح الحجر والبشر على حد سواء؟ القرى مهدّمة، العائلات مهجرة، والبيئة الحاضنة باتت تشعر أنّ الحزب تركها وحيدة في مواجهة قدرها.
المفارقة أنّ الشعار الذي ردّده السيد حسن مراراً «هيهات منا الذّلة»، يبدو اليوم بعيداً كل البعد عن واقع مجتمع حزب الله، الذي يعيش الذّلة نفسها: نزوح، إستباحة للكرامة، وصمت مطبق من قيادة اختارت الإنحناء للعاصفة بدل مواجهتها.
فهل الشيخ نعيم قادر على إستعادة خطاب السيد حسن وشعار «هيهات منّا الذّلة»؟ أم أنّ الشعار إنتهى مع القيادة القديمة بلا رجعة؟