من متحف اللوفر إلى الشرق والغرب: هل مرت آثار اللوفر من بيروت
من متحف اللوفر إلى الشرق والغرب: هل مرت آثار اللوفر من بيروت
مصدر أمني متخصص في تتبع شبكات التهريب الدولية: لبنان منصة ترانزيت أساسية للآثار المسروقة في عمليات تهريب وتخزين وتوصيل الآثار المسروقة إلى وجهتها
تُعدّ سرقة الآثار واحدة من أكثر الجرائم المربحة في العالم، حيث تتحوّل ذاكرة الشعوب إلى سلعة في أسواق سوداء يديرها تجّار ببدلات رسمية، وميليشيات تلوّث أيديها بتراب التاريخ. من العراق وسوريا إلى ليبيا، سُرقت آلاف القطع التي لا تُقدّر بثمن خلال سنوات الحرب والفوضى، وخرجت إلى النور في متاحف الغرب وصالات العرض الفاخرة في مدنه، تحمل أرقاماً جديدة بدل أسمائها الأصلية.
تاريخ هذه الجريمة ممتدّ منذ عقود، لكن الحروب الحديثة فتحت الباب واسعاً أمام نهبٍ منظم ترعاه شبكات دولية متشابكة. أمراء الحرب تاجروا بالآثار كما تاجروا بالنفط والسلاح، فيما كان تنظيم داعش الوحيد الذي تفاخر علناً بتدميرها وبيعها في آنٍ معاً، ليحوّلها إلى مصدر تمويل وإرهاب. وباتت الأسواق الأوروبية، وخاصة في لندن وباريس، المحطة الأبرز لعرض القطع المنهوبة تحت غطاء «إقتناء خاص» أو «تراث إنساني منقذ من الدمار».
في كل مرة تعمّ الفوضى، تصبح السرقة أقل كلفة وأكثر سهولة. من مواقع التنقيب غير الشرعية إلى المعابر السرّية، تُهرَّب القطع الأثرية نحو وجهاتها النهائية: متاحف أوروبية وأميركية وخليجية، أو خزائن تجّار سلاح ومخدّرات يسعون إلى تبييض أموالهم عبر الفنّ المسروق. في هذه السلسلة الطويلة، تتورّط أحياناً مصارف معروفة وشركات نقل دولية، إضافةً إلى خبراء آثار يزوّرون شهادات المنشأ لتبدو القطع «قانونية».
وبين المصدر والوجهة، تمتدّ شبكة معقّدة من الفاعلين: علماء آثار، مهربون، موظفو جمارك، تجّار، محاسبون، وحتى جهات في أجهزة إنفاذ القانون. تجارة تقدَّر بمليارات الدولارات تُدار بصمت، تحت غطاء «الإقتناء الثقافي» و«الترميم التاريخي».
الإهتمام بالآثار ليس ترفاً، بل دفاع عن ذاكرة البشرية. فحين تُسرق الحضارة، يُسرق التاريخ نفسه. وإن فقد الإنسان ذاكرته، لم يعد يعرف من هو، ولا من أين أتى. كذلك الشعوب، حين تُنهب آثارها، تُقتلع جذورها من الزمن، ويُعاد كتابة تاريخها بأيدي الآخرين.
هذه السرقة ليست فقط جريمة ضدّ الماضي، بل ضدّ المستقبل أيضاً. فالأوطان التي تفقد آثارها تفقد قدرتها على تعريف نفسها، وتتحوّل من حضارة قائمة إلى مجرد أرضٍ بلا هوية.ونقلاً عن مصدر أمني متخصص في تتبع شبكات التهريب الدولية. يعتبر لبنان منصة ترانزيت أساسية للآثار المسروقة فكبار تجار الآثار المسروق هم لبنانيون ويستخدمون الإنتشار اللبناني في عمليات تهريب وتخزين وتوصيل الآثار المسروقة إلى وجهتها
ومن هنا انتبهوا قد تمر آثار اللوفر من لبنان...!