من الأخت مايا إلى رواد طه.. رحلات بين القمع وحريّة الرأي
من الأخت مايا إلى رواد طه.. رحلات بين القمع وحريّة الرأي
أقلّ من أربعٍ وعشرينَ ساعةٍ، هو الوقت الذي إستغرقتْه رحلة الممانعة من النشاط العصريّ الحثيث في الدفاع عن قدسيّة حرّيّة الرأي إلى التبّجّح في قدسيّة القمع والإسكات والتخوين وهدر الدم. عارضٌ ملازمٌ للشيزوفرينيا السياسيّة في لبنان.
طقوس القمع وهدر الدم لا تغيب طويلًا
غياب الصدق عن خلفيّات النضال الحقوقيّ
حريّة التعبير عن الرأي تتضمّن، أيضًا، حريّة عدم الموافقة عليه. جلّ ما يلزم هو، باختصار، تقبّل مفهوم الإختلاف. ليس صائبًا أن يُعاقب المرء على مجرّد إبداء رأيٍ مغايرٍ، أو على عدم الموافقة عليه. وإلّا، فَما حاجة النقاش والحوار والديموقراطيّة والإنتخاب والإستفتاء؟ ليس، على سبيل المثال، التوافق على دعوة الراهبة زيادة إلى الصلاة لمقاتلي حزب الله مُلزمًا. وجميلٌ هو دفاع الممانعين عن حريّة رأيها. الإشكاليّة الوحيدة في كلام مايا زيادة هي أنّها، بدعوتها تلك، لم تترك خيار عدم تلبيتها مُتاحًا. فهي أفتت في خيانة من قد لا يلبّونها، وفي ذلك تعدٍّ على حريّة مغايِري الرأي في التعبير. تفصيلٌ غاب عن نضال الممانعة، غير المألوف، في حقوق الإنسان. الواضح والمضحك في عُقم الجدل، حول ما قالته الراهبة، بين الممانعين والسياديّين هو الغياب المؤكّد لصدق خلفيّات النضال الحقوقيّ عن حملتَيّ الدفاع والتهجّم.
شتّان ما بين التشكيك والجدل وبين التخوين وهدرِ الدم
قدّم الصحفيّ رواد طه شريطًا من الوقائع في مسيرة الصراع الحمساويّ الإسرائيليّ. كانت أحقّية القضية الفلسطينيّة وحقد وإجرام إسرائيل جليَّين في تقريره المصوّر. أدان، بوضوحٍ، إستمتاع العدوّ بجنوحه نحو الإبادة وقتل الأطفال في غزّة. وثّق، أيضًا، تطرّف اليمين الإسرائيليّ وميول وزيرَيه، سموتريش وبن غفير، الإرهابيّة والحاقدة والفاسدة. مرّرَ، بعدها، لمحةً عن الوصول الحمساويّ العنفيّ إلى السُلطة، ضدّ الفتحاويّين، وعن حماس الحركة المُعلن في رفضها السلام عقب إتّفاقيّة أوسلو. ودلّ، بما لا جدال فيه، على إستثمار قادة حماس العملاق في غزّة السفليّة، دون أيّ التفاتٍ، منهم، لنوعيّة حياة مواطنيهم فوقها.
إستحواذ حركات الدين السياسيّ على سماتٍ إلهيّة