لقب أوروبا حائر.. «سيتي غوارديولا» أو «ريال أنشيلوتي»

لقب أوروبا حائر.. «سيتي غوارديولا» أو «ريال أنشيلوتي»

  • ١٩ آذار ٢٠٢٤
  • محمد فوّاز

تحمل المباراة المثيرة بين «ريال مدريد» الإسباني، حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (14)، و«مانشستر سيتي» الإنكليزي، بطل الموسم الماضي، في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في طيّاتها سلسلة مواجهات بين الناديَيْن والمدربَيْن ونجوم الفريقين.

وقد سبق أن إصطدم الفريقان في المواسم السابقة في مراحل مختلفة من البطولة، حيث كانت المباراة الأبرز بينهما في نصف نهائي الموسم الماضي. وتعادلا ذهابًا في مدريد 1-1 قبل أن يحقق «مانشستر سيتي» إنتصارًا كاسحًا في الإياب على أرضه برباعية نظيفة، في طريقه لإحراز اللقب الأول في تاريخه على حساب «إنتر» الإيطالي.
ولم تكن مواجهة الموسم الماضي الأولى بين الفريقين، إذ تقابلا معاً في دور المجموعات في موسم 2012-2013 حين كان «سيتي» في بداية صعوده مع ملاكه الإماراتيين، وفاز «ريال» 3-2 ذهاباً ثم تعادلا 1-1.
وإصطدما بعدها في نصف نهائي موسم 2015-2016 حين فاز «ريال» 1-0 بمجموع المباراتين، ومرة أخرى في ثمن نهائي موسم 2019-2020 وفاز «سيتي» ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 2-1، ثم نصف نهائي موسم 2021-2022 حين حقق «ريال ريمونتادا» نتيجة رائعة إياباً في الوقت القاتل وفاز 3-1 بعد التمديد بفضل ثنائية البرازيلي «رودريغو» وهدف الفرنسي كريم بنزيمة، معوضاً خسارته ذهاباً خارج الديار 3-4.
بالإضافة إلى ذلك، تمّ سحب قرعة نصف النهائي أيضًا، وقد أسفرت هذه القرعة عن وضع «ريال مدريد» أو «سيتي» ضد الفائز من مواجهة «أرسنال» و«بايرن ميونيخ».
«مانشستر سيتي» و«ريال مدريد» هما من الأندية الكبيرة والمعروفة عالمياً في عالم كرة القدم، وكلاهما لديه تاريخ طويل من النجاحات والإنجازات على المستويات المحلية والقارية والعالمية. 
«مانشستر سيتي»:
* «مانشستر سيتي» يعتبر واحداً من أقوى الفرق في العالم حالياً، حيث حقّق نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة تحت قيادة المدرب «بيب غوارديولا».
* يملك الفريق تشكيلة متميزة من اللاعبين الموهوبين والمخضرمين في مختلف المراكز، بمن في ذلك اللاعبين المتألقين مثل «رودري وكيفن دي بروين وإرلينع هالاند».
* «مانشستر سيتي» يتمتع بأسلوب لعب جماعي متقدم وتحكم في الكرة وضغط مكثف على المنافس، مما يجعله منافسًا قويًا في أي مباراة يلعبها.
«ريال مدريد»:
* «ريال مدريد» هو واحد من أكبر الأندية في تاريخ كرة القدم، إذ يملك سجلًا حافلاً من البطولات والألقاب محلياً وقارياً وعالمياً.
* يتميز الفريق بتشكيلة قوية من اللاعبين العالميين مثل «فينيسيوس جونيو وتوني كروس ولوكا مودريتش وتيبو كورتوا».
* يتميز «ريال مدريد» بالخبرة الكبيرة في المنافسات الأوروبية، حيث يمتلك الفريق تاريخاً حافلاً في دوري أبطال أوروبا وقدرة كبيرة على التألق في المباريات الكبرى.
بالنظر إلى كل هذه العوامل، يمكن القول إن كل فريق لديه فرصته المتساوية في التأهل إلى الدور التالي، ومن المتوقّع أن تكون المباراة بينهما مثيرة جداً للإهتمام.

«غوارديولا» و«أنشيلوتي»
المدربان «بيب غوارديولا» و«كارلو أنشيلوتي» مخضرمان في عالم كرة القدم، ولكلاهما سجل حافل بالنجاحات والإنجازات. 
«بيب غوارديولا»:
* «غوارديولا» يُعتبر واحدًا من أفضل المدربين في التاريخ، إذ حقّق العديد من البطولات مع أندية مثل «برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي».
* يتميز بأسلوب لعب هجومي جذاب يعتمد على الاستحواذ على الكرة والضغط المستمر على المنافس، وقد نجح في تطبيق هذا الأسلوب مع «مانشستر سيتي» بشكل ممتاز.
* يتمتع بخبرة كبيرة في دوري أبطال أوروبا، وفاز باللقب مرتين مع «برشلونة» في 2009 و2011 ومرة مع «مانشستر سيتي» الموسم الماضي.
«كارلو أنشيلوتي»:
* «أنشيلوتي» يعتبر أيضًا من المدربين البارزين في عالم كرة القدم، وحقّق العديد من الالقاب مع أندية مثل «ميلان وريال مدريد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وسان جرمان وتشلسي».
* يتميز بالتكتيكية والخبرة الكبيرة في التعامل مع اللاعبين وتحفيزهم لتحقيق النجاحات، وقد حقق العديد من الإنتصارات الكبيرة في مختلف الدوريات الكبرى. هو المدرّب الوحيد الذي فاز بالألقاب المحليّة للبطولات الخمس الكبرى إيطاليا وفرنسا وانكلترا وألمانيا واسبانيا.
* لديه سجل ممتاز في دوري أبطال أوروبا، إذ فاز باللقب 4 مرات مع «ميلان» في 2003 و2007 و«ريال مدريد» في 2014 و2022.
بالنظر إلى خبرة كل منهما ونجاحاتهما السابقة، فإنهه من المتوقّع أن يقدّم كلّ من «غوارديولا» و«أنشيلوتي» فرقهما بشكل ممتاز في المباريات المقبلة، ومن الصعب تحديد فريق مفضل في هذا السياق، إذ يعتمد الأمر على العديد من العوامل بما في ذلك تكتيكات المباراة وأداء اللاعبين في يوم المباراة.
برشلونة وذكريات الـ«ريمونتادا» 
وستكون ثاني أبرز مواجهة في هذا الدور بين باريس «سان جرمان» الفرنسي و«برشلونة» الإسباني، فيما يلعب «أرسنال»، متصدّر الدوري الإنكليزي حالياً، مع «بايرن ميونيخ» الألماني، و«أتلتيكو مدريد» الإسباني مع «بوروسيا دورتموند» الألماني.
وبعدما بلغ ربع النهائي لأول مرة منذ 2020 حين خسر 2-8 أمام «بايرن» في مباراة أقيمت في لشبونة بسبب تداعيات فيروس كورونا، يعود «برشلونة» في مواجهته مع «باريس سان جرمان» ونجمه «كيليان مبابي» الى ذكريات الـ«ريمونتادا» التاريخية في ثمن النهائي عام 2017 حين فاز الفريق الفرنسي ذهاباً على أرضه 4-0 قبل أن يقلب النادي الكاتالوني الطاولة عليه إياباً بفوزه 6-1 بقيادة الأرجنتيني «ليونيل ميسي» والبرازيلي «نيمار» اللذين إنتقلا لاحقاً للعب في «بارك دي برانس».
وعاد الفريقان للتواجه في ثمن النهائي عام 2021 وخرج حينها «سان جرمان» منتصراً من كاتالونيا 4-1 قبل التعادل إياباً 1-1.
وتحمل المواجهة نكهة خاصة إضافية إذ تجمع مدرب برشلونة «تشافي هيرنانديس» بزميله ومدربه السابق في برشلونة «لويس أنريكي» الذي قاد العملاق الكاتالوني إلى لقبه الخامس والأخير في المسابقة القارية عام 2015.
وكان حينها الموسم الأخير «لتشافي» كلاعب في «كامب نو» قبل الإنتقال للعب مع «السد» القطري الذي بات مدربه عام 2019.
وسيكون «أرسنال» الذي يتصدّر ترتيب الدوري الإنكليزي، أمام مهمة ثأرية ضد «بايرن ميونيخ» الذي أقصى النادي اللندني في آخر ظهور له في الأدوار الإقصائية بإكتساحه 10-2 بمجموعة مباراتي ثمن النهائي عام 2017.
ويعود هداف «بايرن» الجديد الإنكليزي «هاري كاين» الى شمال لندن حيث دافع عن ألوان الغريم «توتنهام» من 2009 حتى 2023 بعدما مر ب«أرسنال» بالذات خلال بدايته في الفرق العمرية بين 2001 و2002.
وستكون المواجهة الأخيرة في ربع النهائي مفتوحة بين «أتلتيكو» الذي أقصى «إنتر» وصيف بطل الموسم الماضي من ثمن النهائي، و«دورتموند» الألماني الذي يبقى من دون فوز في هذا الدور في ثلاث محاولات، وتحديداً منذ تخطيه ملقة الإسباني موسم 2012-2013 في طريقه لخسارة النهائي أمام مواطنه و«غريمه بايرن» (2-1).