لبنان اليوم.. قضية شادن فقيه تعيد سجال «الحريات»

لبنان اليوم.. قضية شادن فقيه تعيد سجال «الحريات»

  • ١٠ أيار ٢٠٢٤

المشهد الداخلي بين ملف النزوح وجبهة "المشاغلة"

تشهد مواقع التواصل اليوم، زحمة من التغريدات التي تطال الفنانة الكوميدية شادن فقيه، بعد أن تقدّم أمين دار الفتوى لدى الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، بإخبار ضدّها، بناء الى توجيهات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.
ليس مستغرباً أن يثير «السكتش» الذي قدّمته فقيه جدلاً واسعاً في بلد لا تعلو فيه صرخة إلّا وكانت طائفية. وتضمّن السكتش نكتة قدّمتها بإطار السخرية من رجال الدين الإسلامي والصلاة والنبي محمد، إذ إنّ تعرّض الفنانة لمقدّسات الدين الإسلامي (النبي محمد)، حثّ كبار المشايخ على الرّد فوراً.
 إثر ذلك، دعا الشيخ حسن مرعب، القضاء والأجهزة الأمنية، للضرب بيد من حديد وإنزال أقصى العقوبات بحقّ الكوميدية.  
وقال عبر منصّة «أكس»: «درج وميغافون وحلم ومن يدفع لهم واحد (جورج سوروس)، هم رأس الماسونية في العالم». كما توجّه للإعلامية ديما صادق قائلاً: إن كنت غير مؤمنة بين قوسين (ملحدة) فخذي راحتك ما في عتب ولكن لا تلومي من يسبُّ أباك وأمك وأهلك أجمعين».  هذا وكانت الإعلامية ديما صادق قد أعلنت  تضامنها مع فقيه عبر منشور على «أكس».  وتوزّعت الإتّهامات عبر مواقع التواصل، فوصل الأمر بالبعض إلى حدّ إعتبار أنّ سكتش الكوميدية شادن فقيه هو أحد إستثمارات السفارات لتشويه صورة المقاومة. وبين هذا وذاك، أعاد ناشط عبر مواقع التواصل نشر مقطع فيديو للهجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» في فرنسا، ليعيد هذه الحادثة إلى الواجهة.بالإشارة إلى أنّه رافقت هذه الحملات تظاهرات شعبية هُدّدت فيها شادن بـ«الدعس» و«التكسير» داخل منزلها. 
المبالغة في طرح هذه القضية، ليس جديداً على الجيوش الإلكترونية التي اعتادت الإستهجان بالعقول وتحوير  «حرية التعبير» عن مسارها الحقيقي. مع العلم، إنّ القانون اللبناني، يحرص على هذا الموضوع. وقد ذُكر في المادة 474: «إنّ كلّ من أقدم (..) على تحقير الشعائر الدينية التي تُمارس علانية أو حثّ على الإزدراء بإحدى تلك الشعائر عُوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات». 
 في المقابل، لم ينفّذ القضاء حكماً بالسجن بقضية «رأي وتعبير»، على الأقل منذ عشرين عاماً. وتنتهي تلك الدعاوى باعتذار، أو بتعهد وتراجع عما قيل، وهو ما حدث في «سكتش»سابق للمثل الكوميدي نور حجار، الذي أيضاً أقحم الديانة الإسلامية، وقرآنها الكريم، بـ «سكتش» قدّمه. 

من جهة أخرى، إنّ إلتهاء الرأي العام بهذه الجدليات البسيطة، يعدّ «مضيعة للوقت» وسط أزمة لبنان الحقيقية،  التي تحمل الفراغ السياسي والاقتصادي والفلتان الأمني أيضاً.

داخلياً، لاتزال الهبة الأوروبية تستأثر اهتمام القوى الداخلية، التي تتأرج بين جهات تبرّر قبول الهبة على اعتبار أنَّه الحل الوحيد، وجهات تصف الأمر بالصفقة. وقد حذّر رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، في السياق من قوافل إعادة النازحين. معتبراً أنَّها تجري «غبّ الطلب»، والهدف منها  إمتصاص النقمة الشعبية والسياسية والوطنية وطي الملف. وعلى الضفة الأخرى من حدود لبنان، حيث جبهة الاسناد والإشغال، تغتال إسرائيل مزيداً من الضحايا، إذ سقط اليوم قتيلان، وأصيب آخرون بجروح، جرّاء غارة نفّذها  الطيران المسير بالقرب من محطة شركة «MTC» في بلدة طيرحرفا، مستهدفاً المنطقة بصاروخين. وقد أطلق حزب الله في المساء، عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنة كريات شمونة، معلناً عن فشل القبّة الحديدة في إعتراض عدد كبير منها. 

وفي السياق نفسه، كشفت وكالة «فرانس برس»، أنَّ لبنان سلَّم اليوم ردّه على المبادرة الفرنسية لحل الصراع بين لبنان وإسرائيل، والتي كان قد قدّمها وزير الخارجية الفرنسية «ستيفان سيجورنيه»، للرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الأسبوع الماضي. وكانت «بيروت تايم» قد تناولت تفاصيل هذه المبادرة، القائمة على 4 مراحل تبدأ بوقف تبادل القصف وتقوية قوات «اليونيفيل»، وتتضمن تراجع حزب الله لكيلومترات. 
وفي السياق، كشفت وكالة «فرانس برس»، أنَّ لبنان قد تحفّظ عن بعض النقاط لاسيّما إنسحاب «حزب الله» لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل. 
ووفق معلومات خاصة، هناك مبادرة قطرية في طور التبلور، حيث كشف عن  دعوة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب «التقدّمي الإشتراكي» السابق وليد جنبلاط.