لبنان اليوم.. البلاد منهكة والقلق يتصاعد من توسّع الحرب
لبنان اليوم.. البلاد منهكة والقلق يتصاعد من توسّع الحرب
القلق يتصاعد كل يوم يمرّ، على وقع التوترات جنوباً التي تهدّد بتحويل كلّ لبنان إلى ساحة معركة جديدة، تضاف إلى سلسلة طويلة من الحروب والإضطرابات التي شهدتها وتشهدها هذه البلاد المنهكة.
ليلة الامس الثلاثاء لم تكن كسابقاتها لحزب الله ولن يكون الوضع بدءًا من الأمس كالأشهر الماضية. 4 من عناصر من حزب الله لقوا مصرعهم في ضربة إسرائيليّة إستهدفت منزلاً في قرية جويا قضاء صور في جنوب لبنان، وهم: سليم صوفان، محمد صبرا الملقب بباقر، حسين حميد الملقّب بالساجد و القيادي «أبو طالب». ولم يلبث خبر مقتل أبو طالب على مواقع التواصل الإجتماعي ليحظى بالتفاعل الكبير من داخل البيئة الحاضنة للحزب مما يدل على محورية وجوده الحزبي والقيادي. وبذلك يبدو أنّ إسرائيل تسعى منذ طوفان الزقصى لعمليات نوعية تطال القيادات المؤثرة داخل الحزب. وفي تصريحات لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي لصحيفة «هآرتس» أعلنوا أنّ الحكومة لم تقرّر إذا كانت ستشنّ ضربة عسكرية واسعة النطاق على حزب الله في لبنان، لكنها ستواصل الضربات النوعية لاستهداف الأشخاص.
فمن هو «الحاج أبو طالب عبدالله» الذي أستهدفته إسرائيل؟
طالب سامي عبدالله أو المعروف بـ «الحاج أبو طالب عبدالله»، من مواليد 1969، يتحدر من بلدة عدشيت إحدى قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوب لبنان.
وهو من أبرز قيادات حزب الله ومن الأرفع رُتبة. فمنذ بداية الحرب في الجنوب، بين حزب الله وإسرائيل، يمكننا القول بأنّ إسرائيل قد اغتالت الشخصيّة الأبرز والقيادي «الأحب» والأبرز لدى حزب الله . وهو قائد «وحدة نصر» على الجبهة الجنوبيّة (إشارة إلى وجود ثلاث وحدات في الجنوب الللّبناني وهي وحدة بدر، وحدة نصر ووحدة عزيز). و«وحدة نصر» والتي لا تقتصر على عمليّة قطاعيّة فقط بل تُعد المسؤولة عن نشاط حزب الله في القطاع الشرقي من بنت جبيل حتّى مزارع شبعا أو كما تسمّيها إسرائيل جبل دوف. و كان الحاج أبو طالب ضمن قادة الصف الأوّل في حزب الله برفقة وسام حسن طويل القيادي الآخر الذي اغتالته إسرائيل منذ أشهر ودورهما لا يقل أهمية عن بعضهما.
قصف إنتقامي
وإثر إستهداف القيادي أبو طالب البارز بدأ حزب الله صباح اليوم الأربعاء الرّد من الجنوب بإتجاه إسرائيل، بمئة وسبعين صاروخاً بإتّجاه إصبع الجليل و صفد وطبريا ليُعلن من بعدها حزب الله في بياناته عن استهداف مصنع للصناعات العسكريّة في سعسع إضافة إلى قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي بعين زيتيم واستهداف قاعدة ميرون الجوية كرد على عمليّة الإغتيال.
تجدر الإشارة أنّ بلدة جويا لم تتعرّض للقصف منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣، إلّا أنّ المعلومات تشير بأنّ إجتماع أمني كان يجمع القيادي مع العناصر الثلاث داخل منزل في هذه البلدة .
رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين في تشييع أبو طالب، أكّد أنّ إغتيال القادة يزيد الحزب ثباتا، ومؤكداً على إستمرارالعمليات كماً ونوعا و أنّ الآتي سيكون أشدّ وأقسى.