لبنان اليوم.. إنحدار الإستراتيجية بين واشنطن وإسرائيل.. الجنوب ضمن الشروط!

لبنان اليوم.. إنحدار الإستراتيجية بين واشنطن وإسرائيل.. الجنوب ضمن الشروط!

  • ١٩ حزيران ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

مؤشرات حول تعرقل المفاوضات بين إسرائيل وأميركا، حيث شروط الولايات المتحدة، بعيدة المنال

«الأميركيون غاضبون.. فيديو بيبي نتنياهو تسبّب في أضرار جسيمة».. هذا ما صرّح به مسؤول إسرائيلي كبير للعربية، فعلى ما يبدو العلاقة بين إسرائيل وأميركا تزداد توتّراً يوماً بعد يوم، وإصرار وزير حكومة الحرب بنيامين  نتنياهو على حرب غزّة، ينعكس في مواقف تغضب الإدارة الأميركية. إلى ذلك، ألغى البيت الأبيض اليوم، إجتماعاً حول إيران كان من المقرّر أن يعقد يوم غد، بعدما نشر مقطع فيديو يوم أمس يزعم أنّ الولايات المتحدة تحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل. 
الجدير ذكره، أنّ حجب المساعدات يؤثّر  حتماً على إستراتيجية إسرائيل العسكرية، ومن اللافت أنّه تمّ إيقاف شحنة واحدة فقط من الأسلحة منذ بدء الحرب، في حين تدفقت أسلحة بمليارات الدولارات دون عوائق. وفي هذا الإطار، أشارت السكرتيرة الصحفية كارين جان لموقع أكسيوس أنّ لا أحد يعرف ما الذي يحدث.
لا يخفى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يشعر بالصدمة والخوف من جحود نتنياهو، كما أنّ وزارة الخارجية الأميركية لم تسدل الستار على توقيع صفقة تمنح إسرائيل بموجبها «مقاتلاتُ إف 15»، بل جعلت الباب موارباً بشأنها. 
من هنا، تكثر المؤشرات حول تعرقل المفاوضات بين إسرائيل وأميركا، حيث شروط الولايات المتحدة، بعيدة المنال. بحسب وول ستريت تطالب واشنطن  إجراءات تحسينية على جبهة جنوب لبنان، للوصول إلى التهدئة، كما تشترط على إسرائيل تقليل الخسائر في المدنيين في حرب غزّة. 
تتزامن هذه الأجواء المشحونة بالترقّب، مع تصريحات وزير الخارجية أنطوني بلينكن الذي قال إنّ واشنطن تواصل الضغط ، وتواصل مراجعة شحنة واحدة في ما يتعلّق بقنابل زنة 2000 رطل بسبب مخاوف بشأن استخدامها في منطقة مكتظة بالسكان مثل رفح، في إشارة إلى المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
من جهة أخرى، أشار وزير الحرب بيني غانتس، إلى أنّ نتنياهو يضرّ بالعلاقات الإستراتيجية مع واشنطن لأسباب سياسية، ويخلق أزمات وهمية، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
من الواضح، أنّ الضغوط على الحكومة الإسرائيلية تكثر من الخارج والداخل، ناهيك عن ضغوط واشنطن، الإعتراضات داخل الحكومة الإسرائيلية تشكّل عائقاً أساسياً أمام نتياهو، مما يجعله، على الرغم من التهديدات، التأنّي بإجتياحه الجنوب كاملاً. إضافة على ذلك، إنّ المبعوث الأميريكي آموس هوكشتتين الذي استهلّ جولته  إلى المنطقة بزيارة إسرائيل حمل في جيبه رسالة أميركية واضحة بضرورة تبريد الجبهة مع لبنان، ليبقى السؤال هل العلاقة  بين إسرائيل وأميركا، ستخفض إحتمالية الحرب على جبهة الجنوب؟ 
إذا رصدنا التهديدات الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأول للبنان، فهناك  178 تهديدًا، أطلقها ستة  من كبار المسؤولين الإسرائيليين( نتنياهو، بني غانتز، غالانت، هاليڤي، بن غافير وسموتريش). وتراوحت عبارات التهديد من: «سنعيد لبنان إلى العصر الحجري»، «سنقضي على حزب الله»إلى «سنجعل بيروت كغزة»..
وحتى اليوم، لم يشهد الجنوب إلا تصعيداً متوازناً بين الطرفين، في حين أنّ اختراق قواعد الإشتباك، وقع منذ اليوم الأول. 

بالمحصّلة، فإنّه مع إقتراب الإنتخابات الأميركية، وساطات واشنطن لتهدئة الحرب مستمرّة، وتدله عليها عرقلة الإستراتيجية السياسية بينها وبين إسرائيل.