السعودية في مجموعة الموت ومواجهات عربية في تصفيات المونديال
السعودية في مجموعة الموت ومواجهات عربية في تصفيات المونديال
تحسنت مستويات المنتخبات العربية وكبرت طموحاتها مع الوقت، خصوصاً بعد بلوغ قطر والأردن نهائي كأس آسيا، في حضور منتخبات قوية مثل اليابان، إيران، أستراليا وكوريا الجنوبية التي اعتادت التواجد في نهائيات كأس العالم، والمرشحة مجددًا للتأهل هذه المرة.
تأمل الجماهير العربية أن تحقق منتخباتها لكرة القدم نجاحات كبيرة في التصفيات الآسيوية المقبلة لكأس العالم 2026 المقررة في أميركا وكندا والمكسيك، وأن ترفع من مستوى المنافسة على الساحة الدولية.
ورفعت القرعة من سقف الطموحات، خاصة مع إمكانية تأهل تسعة منتخبات من قارة آسيا، نصفها عربية. وتتطلع المنتخبات العربية للاستثمار في زيادة عدد المتأهلين إلى تسعة، مع رفع عدد المشاركين في النهائيات إلى 48 منتخبًا.
وتحسنت مستويات المنتخبات العربية وكبرت طموحاتها مع الوقت، خصوصاً بعد بلوغ قطر والأردن نهائي كأس آسيا، في حضور منتخبات قوية مثل اليابان، إيران، أستراليا وكوريا الجنوبية التي اعتادت التواجد في نهائيات كأس العالم، والمرشحة مجددًا للتأهل هذه المرة.
ومن المقرر أن تقام التصفيات الآسيوية (الطريق إلى كأس العالم 2026)، ما بين أيلول 2024 وحزيران 2025، وتم تقسيم المنتخبات ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات، ويتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، لتحجز ستة من المقاعد الثمانية المتاحة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في حين سيجري التنافس على المقعدين المتبقيين من خلال ملحق التصفيات الآسيوية، علماً أن هنالك فرصة للحصول على مقعد إضافي من خلال الملحق العالمي.
ويشار إلى أن المنتخبين الحاصلين على المركزين الثالث والرابع في كل مجموعة (المجموع 6 منتخبات)، ينتقلان إلى ملحق التصفيات الآسيوية، الذي تُقسَّم فيه المنتخبات إلى مجموعتين، تضم كل منها ثلاثة منتخبات تتنافس بنظام الدوري من مرحلة واحدة، ويتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة إلى النسخة الـ23 من كأس العالم التي تقام في كندا والمكسيك وأميركا.
في المقابل، يتواجه المنتخبان الحاصلان على المركز الثاني بعد ذلك في مباراتي ذهاب وإياب لتحديد المنتخب المتأهل إلى الملحق العالمي. على صعيد متصل، تنضم المنتخبات الـ18 التي لم تتأهل إلى الدور الثالث في نهاية منافسات الدور الثاني، إلى أعلى المنتخبات تصنيفاً من بين الخاسرين في الدور الأول من التصفيات الآسيوية (بوتان، لاوس، المالديف)، والمنتخبات الثلاثة التي تحقق الفوز في ملحق تصفيات كأس آسيا 2027 في السعودية، لخوض الدور النهائي من تصفيات كأس آسيا 2027 في السعودية، التي تنطلق منافساتها اعتباراً من شهر آذار/ مارس 2025.
قطر مع إيران وأوزبكستان
وضمت المجموعة الأولى منتخبات إيران، قطر، أوزبكستان، الإمارات، قيرغيزستان، كوريا الشمالية، وعليه يملك منتخب "العنابي" فرصة كبيرة لمواصلة المشوار والتأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، بعد استضافة نسخة 2022.
وستخوض قطر معركة مع الجار الإماراتي في مجموعة تضمّ منتخبي إيران وأوزبكستان المرشحَين لاقتطاع ورقتَي التأهل، لكن عودة المُنتخب الإماراتي إلى الواجهة مع اعتماد سياسة تجنيس اللاعبين المتميزين التي انتهجها مؤخراً، قد تخلط أوراق المجموعة، وتصعّب من مهمة المنتخب القطري الذي يمرّ بمرحلة انتقالية على الرغم من تتويجه بكأس أمم آسيا وتجديد المسؤولين ثقتهم في مدربهم الإسباني ماركيز لوبيز الذي خلف البرتغالي كارلوس كيروش، ولم يكن بحاجة إلى وقت طويل حتى يتأقلم باعتباره مدرباً سابقاً لنادي الوكرة ويعرف جيداً لاعبي الدوري القطري، والكرة الآسيوية خاصة بعد تجرِبته الأولى الموفّقة في كأس آسيا الأخيرة.
وقال المدير التقني للمنتخب القطري النجم الأسترالي السابق تيم كايهيل: "يتعين علينا دائما أن نؤمن بحظوظنا. ندرك الآن هوية المنتخبات التي سنواجهها، والأمر بات يتعلق بالتحضير والأمور اللوجيستية والتأكيد على جاهزية المنتخب من الناحيتين الذهنية والجسدية".
في المقابل، اعتبر مدرب الإمارات البرتغالي باولو بينتو أن "المهمة ستكون صعبة بسبب جودة المنتخبات التي سنقابلها، من الناحية اللوجيستية فإن الأمور ليست سيئة بالنسبة لنا، هذا الأمر مهم لأنه أحيانا لا يكون لاعبونا معتادين على السفر كثيرا، ونحن لن نكون بحاجة للتأقلم كثيرا".
نكهة عربية
ولفتت المجموعة الثانية الأنظار لأنها ضمت خمسة منتخبات عربية من أصل ستة، وهي العراق، الأردن، فلسطين، الكويت، عُمان، ومعها منتخب كوريا الجنوبية الذي جاء من التصنيف الأول في القرعة ويُعتبر أبرز المنافسين على بطاقة التأهل من المركز الأول.
هذه المجموعة ستسفرُ رسميًا عن تأهل مُباشرٍ لمُنتخب عربي واحد على الأقلّ، وتأهُّل منتخبين آخرَين إلى الدور الرابع والأخير، والذي يتشكلُ من مجموعتَين من أربعة منتخبات، يتأهل منها الأوّل بشكلٍ مباشرٍ، ويلعب الثاني مباراة الملحق، وهو الأمر الذي يرجّح كِفة العراق للعودة إلى النّهائيات بعد أربعين عامًا من الغياب عن المحفل العالمي، ويفسح المجال للنشامى لأوّل مرة في التاريخ بعد أن بلغوا نهائي كأس أمم آسيا الأخير بجدارة، وأظهروا قدرات وإمكانات فنية ومعنوية كبيرة على الرغم من الرحيل المفاجئ للمدرب المغربي حسين عموتة.
وأكد المدير الإداري لمنتخب الأردن محمد منجو أن القرعة وضعت منتخب النشامى في "مجموعة متوازنة ليست سهلة وليست صعبة". وقال: "ثقتنا بالنشامى كبيرة في تحقيق حُلم بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى. المنتخبات العربية تعرف بعضها جيدا وهذا من شأنه أن يرفع من شدة المنافسة، منتخب النشامى سيكون جاهزا للتصفيات ولديه خطة ومرحلة إعداد تناسب هذه المرحلة الهامة في تاريخ كرة القدم الأردنية".
ورأى المدرب التونسي لمنتخب فلسطين مكرم دبوب أن مهمة فريقه لن تكون سهلة، وقال: "أعتقد أن القرعة صعبة في المجموعات المختلفة، وسيكون المشوار على مدار 10 أشهر تقريبا، نحن فرصتنا قائمة، وهدفنا هو أن نكون من بين أول 4 منتخبات في المجموعة، ونأمل أن يكون اللاعبون عند مستوى التوقعات".
مجموعة الموت
أما المجموعة الثالثة في الدور الثالث للتصفيات الآسيوية فضمت منتخبات اليابان، أستراليا، السعودية، البحرين، الصين، إندونيسيا.
هذه المجموعة هي الأقوى والأصعب على المنتخبَين العربيَين: السعودية والبحرين؛ لأنها تضم اليابان وأستراليا، وهما اثنان من أقوى المنتخبات الآسيوية التي اعتادت المشاركة في المونديال، لكن مع ذلك فإن فرصة التأهل مباشرة في أحد المركزَين: الأول والثاني تبقى قائمةً، وفرصة التعويض في الدور الرابع واردة أيضاً بالنسبة لصاحبَي المركزين الثالث والرابع، لذلك سيكون تواجد السعودية في مونديال 2026 تحصيل حاصل نظرياً، وعلى الورق باعتباره أحد أحسن المنتخبات الآسيوية.
ولن تكون مهمة السعودية الساعية إلى بلوغ العرس العالمي للمرة الثالثة تواليا والسابعة في تاريخها، سهلة. ولم يصل منتخب السعودية إلى أفضل مستوياته الفنية بعد مع المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، إذ ما زال الفريق يبحث عن الانسجام والتناغم المطلوبين لتحقيق الأداء المنتظر، وهذا ينعكس على خسارته صدارة المجموعة في الدور الثاني على الرغم من أنه كان المرشح الأبرز.
وبغض النظر عن كل ذلك، يبقى الأخضر أحد المرشحين الذين يتمنى الجميع تجنبهم، نظراً لوجود العديد من اللاعبين المميزين، والذين يقودهم مدرب خبير سبق له تحقيق إنجازات عظيمة في الكرة الأوروبية، ويبدو أن المنتخب يحتاج إلى الوقت فقط لكي يترجم أفكاره على أرضية الميدان.
وقال مدير المنتخب الياباني ماساكوني ياماموتو: "نحن في مجموعة صعبة جداً وحافلة بالتحديات، لدينا مباريات أمام منتخبات سبق لها المشاركة في كأس العالم، وفي الوقت عينه سنلعب في مناطق ذات أجواء مختلفة، وسيكون لدينا تحديات في السفر، يجب أن نضمن الاستعداد بأفضل صورة للاعبين، لأن هناك الكثير من التحديات".
في المقابل، بدا مدرب أستراليا غراهام آرنولد واثقا بقوله: "أؤمن بأننا أصبحنا أقوى كفريق، في التصفيات السابقة لم يكن لدينا العُمق كما هي الحال الآن، الكثير من الناس يفكرون في أن هناك 8 مقاعد ونصف متاحة من أجل التأهل، وأن الأمور ستكون أسهل، لكن القرعة أثبتت أن هناك 3 مجموعات قوية".