استهداف «الضيف»: نهاية الحرب في غزة؟
استهداف «الضيف»: نهاية الحرب في غزة؟
بعد تعرّض مخبأ محمد الضيف للإستهداف، هل ستتوقف الحرب إذا تحقق هدف إسرائيل في القضاء على قادة حماس ؟
بعد مرور تسعة أشهر على إطلاق عملية طوفان الأقصى، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من ٤٠ ألف فلسطيني من بينهم أكثر من ١٤ ألف طفل، ناهيك عن التشرّد وإنتشار الأمراض والمجاعة وتدمير البنى التحتية بشكل شبه كامل.
يأتي ذلك في وقت تزادد فيه الإدانة الدولية، حيث قامت حكومات متعددة بسحب سفرائها من إسرائيل، الى الإحتجاجات الشعبية حول العالم ودعت منظمات في جميع أنحاء العالم إلى محاكمة قادة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وفي خطاب استقالته بتاريخ الأول، أشار كريج مخيبر، المدير السابق لمكتب نيويورك لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى أنّه «ليس هناك مجال للشك أو النقاش» في أنّ الحكومة الإسرائيلية تتعمد إدامة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات الفاعلة الدولية الأخرى. وفي هذا السياق هل هي نهاية اللعبة المعلنة الإسرائيلية، أم الهدف القضاء الكامل على الفلسطينيين وإخلائهم من قطاع غزة وفي نهاية المطاف الضفة الغربية. من يراقب المنشورات من جهات غير رسمية إسرائيلية أو من حلفاء يجِد أنّ لغزة مخططات آخرى، غير القضاء على السنوار ومحمد الضيف وحماس ككل، تنتشر خرائط وتصاميم لمشاريع عقارية ومشاريع طاقة وكأنّ الهدف غير المعلن أمام العالم هو تفريغ الأرض من سكانها ، لتحويلها الى مستوطنة جديدة إسرائيلية واعدة على الصعيد السياحي والإقتصادي.
ومن الواضح أنّ معظم المسؤولين في حكومة نتنياهو، بما في ذلك نتنياهو نفسه، واضحين تمامًا، على مدى عقود وفي كثير من الأحيان، أنّ نهاية اللعبة، هي تدمير الدولة الفلسطينية أو حتى فكرة فلسطين.إنّ تصريحات وزراء نتنياهو واضحة بأنّهم يريدون دولة نقية دينياً، وهو ما يعني المنفى القسري والتطهير العرقي لملايين الفلسطينيين،والإنتهاء من هذه المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد. ولن يتم تحقيق ذلك إلّا من خلال أعمال الإبادة الجماعية . والأحداث المتعاقبة تشي بهذا الأمر ، كما أنّ إسرائيل منيعة على طلبات واشنطن بسبب اللوبي الإسرائيلي المتمدّد في كل مفاصل القرار، أو ما يسمى هيكل السلطة وأموالها. مثل «أيباك» و المليارديرات اليهود من نوع شيلدون أديلسون.، الذين قاموا بتمويل وصول نتنياهو الى السلطة.
هل إستهداف محمد ضيف سيخفّف من جنون نتنياهو؟
الحديث عن إستهداف القائد العسكري محمد الضيف احتلّ الوسط السياسي في المنطقة اليوم. ففي تصعيد خطير، قامت إسرائيل بشنّ هجوم مدمّر في منطقة خان يونس، حاولت فيه إستهداف قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف.
منذ 7 تشرين الأول، وإطلاق عملية طوفان الأقصى، توعّدت إسرائيل، بالقضاء على الرؤوس المتواطئة في هذه العملية، إلّا أنّ الأهداف تغّيرت يوماً بعد يوم، وصار الحديث عن القضاء على فكرة حماس سائداً. بلا شكّ، أنّ«السنوار» و «الضيف» هما هدفان محوريان لإسرائيل، ومجرّد الوصول إلى هذا الهدف، يرتاح الشعب الإسرائيلي بأكمله، ولكن يبقى السؤال حول هدف رئيس حكومة الحرب، بنيامين نتنياهو، وحفاظه على موقعه السياسي وفق تبريرات للمجازر التي تتوالى.
تصعيد خطير
وفي السياق، قتل ٧١ فلسطينياً إثر استهداف إسرائيل خيام نازحين بمنطقة مواصي خان يونس، جنوبي قطاع غزّة، التي صنّفتها في وقت سابق بأنّها «آمنة»، كما أسفرت غارة أخرى عن مجزرة ثانية في مخيم الشاطئ، قتل فيها عدد كبير من الفلسطنيين.
واللافت، في سلسلة الغارات التي شنّتها إسرائيل، على خان يونس، تأكيد الجيش الإسرائيلي مباشرة، باستهداف محمد الضيف، الذي أصيب بجروح خطيرة، فيما قتل جراءها قائد لواء خان يونس، رافع سلامة.
إلى ذلك، أكّدت حركة حماس أنّ إسرائيل هدفها التغطية على المجزرة المروّعة، وأنّ كلّ الذين توفيّوا جرّاء الهجوم هم من المدنيّين. وفي هذا الإطار، قال مسؤول في حركة حماس لسكاي نيوز، أنّ ما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظلّ الدعم الأميركي والصمت العالمي، وهذه رسالة عملية من إسرائيل بأنّها غير معنية بأي إتفاق.
في المقابل، يؤّكّد المحلّل السياسي يوني بن يناحيم، للحدث، أنّه ليس هناك أي إمكانية أنّ تتمّ هذه العملية دون شبكات مخابرات واسعة. والجدير ذكره، أنّ المنطقة التي وقع فيها الهجوم، كان محمد ضيف الهدف المقصود.
ماذا تعني هذه العملية لإسرائيل؟
يشير المحلّل السياسي، بن يناحيم، في حديث صحافي له، أنّ هذه العملية تشعر إسرائيل بالعمل البطولي، وإغتيال الضيف إنجاز عظيم في تاريخ إسرائيل بعد نجاته 7 مرّات. ولكن، حتى إذ تمّ القضاء عليه فعلياً، لن يتوقّف نتنياهو عن جنونه لأنّ مستقبله السياسي مرهون، بتدمير كلّ ما في حماس وفلسطين.