لبنان اليوم.. الدبلوماسية لإبعاد شبح الحرب
لبنان اليوم.. الدبلوماسية لإبعاد شبح الحرب
إنّ الردّ قادم لا محالة، لكنّ توقيته وشكله يعتمدان على مجموعة من الظروف الإستراتيجية والأمنية والعسكرية والسياسية. وعلى الرغم من أنّ لكلّ مبادرة في منطقة الشرق الأوسط تداعياتها على استقرارها، إلا أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى احتواء المخاطر من خلال زيارتين دبلوماسيتين، إحداهما ستكون للبنان وتحمل في طياتها أبعادًا سياسية هامة.
وسط مخاوف كبرى من الرّد الإيراني المنتظر، لبنان على شفير الهاوية، إذ إنّ أجوائه،هي المتلقّاة دائماً للردود قبل أي منطقة أخرى في الشرق.
ومن لبنان إلى الشرق، تتصاعد الهواجس من إندلاع الحرب الشاملة.
البعض ينتظر المفاوضات، والبعض يشكّّك بنشر الغواصات الأميركية إلى بحر الشرق الأوسط.
في هذه الأوقات، ينشط التحرّك الدبلوماسي على الخط قبل مفاوضات يوم الخميس، فهل لبنان مستعدّ لإستقبال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين؟
بحسب المعلومات، فإنّ المواعيد حدّدت بشكل رسمي، وعلى الأرجح أن يزور هوكشتاين لبنان غداً ليلتقي قائد الجيش جوزف عون وبعدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
هذا وقد أعلنت «أكسيوس» أنّ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن سينطلق الثلاثاء بزيارة إلى الشرق الأوسط تتضمن تل أبيب والقاهرة والدوحة.
ويصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين اليوم الثلاثاء إلى بيروت.
فهل تنجح واشنطن التي تستمر بتسليح إسرائيل، في وقف دوامة العنف الانتقامي عشية مرور أسبوعين على العمليات الإسرائيلية التي لم تردّ عليها إيران حتى الساعة رغم كل التأكيدات والوعيد برد قاس؟
وماذا عن مصير مفاوضات الخميس بين الحركة وإسرائيل، بعد بيان السـنوار المناهض لإجراء مفاوضات تعطي إسرائيل دفعا لارتكاب المزيد من المجازر؟
في هذا السياق، يرى علي حماده، أنّ طالما تأخّر الرّد الإيراني لا بدّ أن تعمل المحرّكات الدبلوماسية، فيما المحرّك الأميركي هو الوحيد الذي يعمل دور الإطفائي بين إسرائيل وحزب الله، وفي محاولة لإيجاد تسوية بما يتعلّق بالرد.
ويضيف أنّ الغرب، لا سيما بعد بيان الدول الخماسية، جدّي جداً بإيقاف كل ما يمكن أن يستهدف إسرائيل. فإن تخطى الهجوم على إسرائيل الخطوط الحمراء سيكون الرّد المباشر في العمق الإيراني والعمق اللبناني، ليشكّل بذلك خطراً كبيراً على المنطقة.
عملياً، يحمل هوكشتاين في جعبته السياسية مسألة "وقف إطلاق النار"، ثم الذهاب نحو التفاوض، خاصّة أنّ حرب غزّة لن تتوقّف في الوقت الحاضر. إلى ذلك، لا بدّ من البحث عن حلول لخفض التصعيد على الجبهة الجنوبية، ومنها إستكمال ترسيم الحدود على الخط الازرق. توازياً يسعى الخارج لتطبيق أقصى حدّ من القرار 1701.
أما بالنسبة للمفاوضات يوم الخميس، الأمر سابق لأوانه، إذ من الممكن أن تتعرقل بسبب الشروط المضادة.