«دعوى الأندية».. ضربة قاسية جديدة لمانشستر سيتي

في انتظار بدء محاكمة النادي المتهم بارتكاب 115 مخالفة لقوانين الدوري الإنكليزي الممتاز، قد يواجه مانشستر سيتي دعوى قضائية من أندية الدوري الإنكليزي، حيث ستكون مئات الملايين على المحك. فهل سيسقط ملك إنكلترا عن عرشه؟ 

تدرك إدارة مانشستر سيتي، أن فريقها قد يمر بموسم صعب على الرغم من تشكيلته المرعبة المدججة بالنجوم، لأن هناك عوامل أجبرته حتى الآن على صيف هادئ في سوق الانتقالات.

وفاز مانشستر سيتي الموسم الماضي، بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، للمرة الرابعة على التوالي، والفوز بلقب خامس، سيتطلب جهدا أكبر، في ظل اتساع دائرة الراغبين في المنافسة من جهة، والعوامل الأخرى التي قد تساهم في تقليص حظوظه من جهة أخرى. 

وهنا يبرز دور المدرب بيب غوارديولا، الذي يبدو هذا الموسم راغبا في الاحتفاظ بالتوليفة التي حققت له النجاح في العامين الماضيين، وسيكون لزاما عليه إخراج أفضل ما في جيبه من خطط، ستضع الفريق في موقف جيد للمنافسة على كافة الألقاب.

بعد فوزه باللقب ست مرات خلال السنوات السبع الماضية في الدوري الإنكليزي الممتاز، يستعد مانشستر سيتي لخوض "محاكمة القرن". والنادي متهم بارتكاب 115 مخالفة لقوانين الدوري الإنكليزي الممتاز، بما في ذلك عدم تقديم معلومات مالية دقيقة خلال تسعة مواسم مختلفة، وعدم تقديم جميع تفاصيل رواتب المدرب روبرتو مانشيني خلال المواسم الأربعة التي قضاها في النادي (2009-2013)، وكذلك عدم تقديم جميع تفاصيل رواتب اللاعبين من عام 2010 إلى 2016. كما اتهمت الرابطة سيتي بعدم تقديم معلومات مالية دقيقة لتحويل الأموال من مالكي النادي عبر رعاة في الإمارات العربية المتحدة.

وستبدأ محاكمة مانشستر سيتي في 16 أيلول المقبل وستستمر لعدة أشهر. ومع ذلك، من المتوقع أن يصدر الحكم النهائي عام 2025. وقد يكون هذا الحكم قاسياً للغاية على أبطال أوروبا 2023، إذ يمكن أن تشمل العقوبات الممكنة الهبوط من الدوري الممتاز وحسم النقاط، بالإضافة إلى تغريمه الملايين كتعويضات. 

وينفي مانشستر سيتي ارتكاب أي مخالفات ويدافع عن قضيته في تحقيق مستقل، مؤكداً أنه يمتلك الأدلة لإثبات براءاته، لكن حتى الآن لم يصدر أي قرار في الأمر.

وكان الدوري الإنكليزي أدخل قواعد جديدة تنص على اتخاذ القرار خلال 12 أسبوعًا لأي قضية تخترق قواعد اللعب المالي. لكن القانون الجديد لم يشمل الحالات الاستثنائية مثل قضية مانشستر سيتي المرتبطة بـ 9 مواسم، لذلك ليس من المتوقع صدور العقوبة في فترة قريبة.

وأفادت صحيفة "ذا تايمز" أن الأندية الأخرى في الدوري الإنكليزي الممتاز تدرس بجدية ملاحقة مانشستر سيتي قضائياً للحصول على تعويضات.

وأوضح الإعلام البريطاني أن الأندية الكبرى قد استشارت محامين، لأن قيمة التعويضات المطلوبة قد تصل إلى مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية. 

وإذا قررت الأندية فعلاً رفع دعوى قضائية ضد مانشستر سيتي، سيكون لديها حتى 5 تشرين الثاني المقبل للقيام بذلك. 

وشرح محامٍ متخصص للتايمز هذا المهلة الزمنية: "مدة التقادم هي ست سنوات بموجب قانون التقادم، ولكن هناك استثناء عندما يخفي الشخص مخالفته، وفي هذه الحالة يجب تقديم الدعوى في غضون ست سنوات وذلك منذ اللحظة التي كان يمكن فيها اكتشاف المخالفة من خلال التصرف بشكل معقول. لذلك يمكن القول إن فترة الست سنوات تبدأ من أول نشر لمقال "دير شبيغل" بتاريخ 5 تشرين الثاني 2018".

لذلك، مانشستر سيتي في وضع لا يُحسد عليه أكثر من أي وقت مضى.

نادي مانشستر سيتي مملوك بشكل رئيسي من قبل مجموعة سيتي لكرة القدم (City Football Group)، وهي مجموعة استثمارية دولية تركز على تطوير أندية كرة القدم والأنشطة المرتبطة بها. 

الحصة الأكبر في هذه المجموعة تعود إلى شركة "أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار"، التي يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد أفراد العائلة الحاكمة في إمارة أبو ظبي.

الاستثمار الإماراتي في مانشستر سيتي بدأ عام 2008 عندما اشترى الشيخ منصور النادي، وقام بضخ استثمارات ضخمة في الفريق على مدار السنوات التالية. هذا الاستثمار لم يقتصر فقط على شراء لاعبين من الطراز العالمي، بل شمل أيضاً تطوير البنية التحتية للنادي، بما في ذلك تحديث ملعب الاتحاد وإنشاء مركز تدريبي حديث يُعرف بـ "سيتي فوتبول أكاديمي".

تحت الملكية الإماراتية، شهد مانشستر سيتي تحولاً جذرياً، إذ أصبح من أبرز الأندية في الدوري الإنكليزي الممتاز وأوروبا. تمكن الفريق من الفوز بالعديد من البطولات، بما في ذلك عدة ألقاب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنكليزي، وكأس الرابطة الإنكليزية، بالإضافة إلى تتويجه بدوري أبطال أوروبا عام 2023.

الاستراتيجية التي يتبعها مالكو مانشستر سيتي تركّز على خلق نموذج مستدام للنادي من خلال الاستثمار في الشباب وتطوير اللاعبين المحليين، إلى جانب النجاح التجاري على الصعيد العالمي. هذه الاستراتيجية ساعدت النادي على أن يصبح علامة تجارية عالمية في عالم كرة القدم، كما ساهمت في تعزيز العلاقات الرياضية بين الإمارات والمملكة المتحدة، مما يعكس التأثير الإيجابي للرياضة في تعزيز التعاون الدولي.