أظهرت الأبحاث أنّ أدوية مرض السكري قد تقلّل من خطر الإصابة بالخرف، فما العلاقة بين هذين المرضين؟
أظهرت الأبحاث أنّ أدوية مرض السكري قد تقلّل من خطر الإصابة بالخرف، فما العلاقة بين هذين المرضين؟
يُعرف أّنّ مرض السكري عالم خطر للخرف. لذلك ليس من المستغرب أنّ مرض السكري يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بالخرف، لكن لماذا هناك دواء معيّن يقلّل من المخاطر أكثر من دواء آخر؟ وكيف يتم الربط بين مرض السكري والخرف؟
يُعرف أّنّ مرض السكري عالم خطر للخرف. لذلك ليس من المستغرب أنّ مرض السكري يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بالخرف، لكن لماذا هناك دواء معيّن يقلّل من المخاطر أكثر من دواء آخر؟ وكيف يتم الربط بين مرض السكري والخرف؟
الأنسولين هو هورمون ينتجه البنكرياس ومهمّته تقوم على نقل الجلوكوس (السكر) من مجرى الدم إلى خلايانا حيث يعمل كمصدر للطاقة. وفي حال فشل البانكرياس في أنتاج الكميّة الكافية من الأنسولين أو طورت خلايانا مقاومة للأنسولين هنا ينشأ مرض السكري من النوع الثاني.
أمّا بما يخص الخرف، فهو ناتج عن تغيّرات في الدماغ ويشمل الحالات الّتي تؤثّر على الذاكرة والتركيز والتفكير والمزاج وقدرتنا على القيام بالمهام اليوميّة.
فمنذ فترة طويلة تمّ التعرّف على مرض السكري كعامل خطر لكل من مرض الزهايمر والخرف الوعائي (vanscular dementia) وهما الشكلان الأكثر شيوعاً للخرف وكلاهما أيضاً يتميّزان بالتدهور المعرفي الناجم عن مرض الأوعية الدمويّة في الدماغ. لكن سبب الإرتباط بين المرضين ليس واضحاً غير أنّ هناك بعض الأسباب المحتملة. على سبيل المثال أنّ مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغيّة ممّا يؤدّي إلى تلف القلب والأوعية الدمويّة وعندما تتدهور الأوعية الدموية سيساهم هذا الأمر في التدهور المعرفي. إضافة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم يسبّب إلتهاب، ممّا قد يؤدّي إلى تلف خلايا الدماغ ويساهم في عمليّة تطوّر الخرف.
من المهم التأكيد على أنّ فائدة الدواء في تقليل خطر الإصابة في داء معيّن هي منفصلة عن أنّ الدواء قد يكون مفيداً في العلاج. مثلاً أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة هي التوقف عن التدخين ومع ذلك التوقّف عن التدخين قد لا يكون كافِ. ومع ذلك وبسبب الأدلّة التي تربط مرض السكري والخرف فقد تمّ في السابق التحقيق في بعض أدوية مرض السكري كعلاج لمرض الزهايمر. وقد ثبت أنّها توفر درجة من الفائدة للإدراك.
مشابهة أدوية SGLT-2 من المعروف أنّ أدوية GLP-1 تقلّل الإلتهاب في الدماغ كما أنّها تقلّل أيضاً التفاعلات الكيميائيّة الّتي تؤدّي إلى شكل غير طبيعي من بروتين يسمّى تاو وهو أحد السمات المرضيّة المميّزة لمرض الزهايمر.