إرتفاع أسهم اليوروبوندز: رهان ما بعد الحرب؟

إرتفاع أسهم اليوروبوندز: رهان ما بعد الحرب؟

  • ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

اليوم التالي في لبنان بدأ مالياً، فالحروب غالباً ما تكون نهاية حقبة، وبداية حقبة جديدة.

السيناريو المحتمل، ظهرت ملامحه بإرتفاع أسعار اليوروبوندز 53% خلال شهر، في قفزة كبيرة في الأسعار في ظل حرب إسرائيلية قاسية على لبنان. ارتفعت الأسعار من قرابة 6 سنت إلى 9 سنت. أبرز المشترين للسندات، هو مصرف «غولدمان ساكس»، ومصرف Danske Bank.

هذه السندات التي توقف عن سدادها في 7 آذار 2020، كانت بمثابة إعلان إفلاس لبنان. وسندات اليوروبندز هي السندات السيادية بالعملة الاجنبية، ويتم تداولها في الأسواق الدولية، وتؤمن عائدًا ثابتًا لحاملي السندات حتى تاريخ استحقاقها. وقد أصدر لبنان سندات اليوروبندز كجزء من استراتيجيتها لتمويل عجز الموازنة ورفع حجم الاحتياطي من العملة الأجنبية.

هذا الاقبال على اليوروبندز يعكس تعويل المؤسسات الغربية والمستثمرين، على ما بعد الحرب، والتسوية المرتقبة، القائمة على تراجع قوة حزب الله في لبنان، بعد كل الضربات التي تلقاها، وبداية لحقبة سياسية وامنية جديدة، والتعويل على فترة إعادة الاعمار ما بعد الحرب، لناحية التعويضات واعادة الاعمار وخاصة أموال الخليج يمكن أن يساعدوا في مسار التعافي. والمراهنة على تسوية سياسية بغطاء إقليمي ودولي، ولتسهّل لاحقاً الحلول المالية لتخفيف سطوة الحزب مما يفسح المجال للخارج التعامل بمرونة أكثر، وتحديداً من قبل صندوق النقد والمؤسسات الدولية الأخرى. ويمكن تلمس النقاشات حول التسوية بعد إعادة تحريك ملف رئاسة الجمهورية، وتطبيق القرارات الدولية. 

هذا التعويل مبنى على معلومات، ليس من الضروري أن تتحقق، لكن الآمال أن تنتهي الحرب بإعادة تشكيل دور حزب الله أو حتى إنهائها، وإعادة ترتيب الداخل اللبناني، ليصبح الاقتصاد اللبناني منفتحاً اكثر لسياسات السوق. والسندات ترتبط بشكل رئيسي بهيكلة الدين العام، ويتأمل الدائنون بالتفاوض وتأمين مكاسب أكبر مما تمّ إستثماره.