تقرير كيسنجر: العلاقة بين النمو السكاني والمصالح الأمريكية
تقرير كيسنجر: العلاقة بين النمو السكاني والمصالح الأمريكية
في 10كانون الأول 1974، أصدر مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة ،أعلى هيئة لصنع القرار في السياسة الخارجية، مذكرة سريّة تحت عنوان مذكرة الأمن القومي «NSSM-20»، والتي تُعرف أيضًا بتقرير كيسنجر. فمن هو كيسنجر و ماذا تضمنت هذه المذكرة السريّة؟
كيسنجر كان وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون (تولى المنصب من عام 1969 حتى استقالته عام 1974)، اشتهر كيسنجر بنهجه الدبلوماسي، الذي أصبح يعرف بـ «الدبلوماسية المتنقلة» أو «الدبلوماسية المكوكية» في منطقة الشرق الأوسط. موضوع المذكرة كان عن «آثار النمو السكاني في جميع أنحاء العالم على الأمن الأمريكي والمصالح الخارجية». نُشرت بعد وقت من المؤتمر الدولي للسكان في بوخارست، و كانت نتيجة للتعاون بين وكالة المخابرات المركزية (CIA)، ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (USAID)، ووزارات الخارجية والدفاع والزراعة. وتمّ نشره للجمهور عندما رفعت السرية عنه وثم نُقل إلى الأرشيف الوطني الأمريكي في عام 1990. كان الهدف الأساسي من هذا التقرير هو رسم خطة للحكومة الأمريكية لتقليل عدد السكان بهدف للحفاظ على الوصول إلى المواد الخام والموارد الهامة في البلدان الأخرى خاصة البلدان الأقل نمواً، لتبقي الولايات المتحدة «قوية». فقد ذُكر في التقرير النص التالي «سيتطلب الإقتصاد الأمريكي كميات كبيرة ومتزايدة من المعادن من الخارج، خاصة من الدول الأقل نموًا، هذه الحقيقة تعطي الولايات المتحدة إهتمامًا متزايدًا بالإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي لتلك الدول، ويمكن أن يؤدي تقليل الضغوط السكانية من خلال إنخفاض معدلات المواليد وتقليل عدد السكان إلى زيادة إحتمالات هذا الإستقرار، بناء على هذا تصبح سياسة تقليل السكان ذات صلة بإمدادات الموارد والمصالح الإقتصادية للولايات المتحدة بشكل مباشر»
https://www.cia.gov/readingroom/docs/CIA-RDP79M00467A002500120004-8.pdf (ص. 57-59-58)
وقد أشار التقرير إلى عوامل كثيرة التي يمكن أن تصعب عملية التدفق للمواد الخام والموارد الطبيعية الهامة لدى للولايات المتحدة من هذه الدول، مثلا عدد الشباب الكبير المناهضين للإمبريالية سوف يصعب السيطرة عليهم، لذلك لابدّ من تقليل عددهم. وقد حدد التقرير 13 دولة بالإسم والتي يجب أن تكون الأهداف الرئيسية لجهود الحكومة الأمريكية للحد من عدد السكان. فجاء تحت عنوان «التركيز على الدول الرئيسية» يجب أن تركز المساعدة على تقليل النمو السكاني في هذه البلدان: «الهند، بنغلاديش، باكستان، نيجيريا، المكسيك، إندونيسيا، البرازيل، الفلبين، تايلاند، مصر، تركيا، إثيوبيا، وكولومبيا». «يجب أن يكون تخفيض عدد السكان الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم الثالث عامة. https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/pcaab500.pdf (ص. 10)
كما أكد التقرير بشكل واضح أنّ الولايات المتحدة عليها عدم الإعلان على الأنشطة التي تقوم بها حكومتها لتقليل عدد السكان، وأن تقوم باستخدام المنظمات غير الحكومية المختلفة، على وجه التحديد مؤسسة باثفايندر والمؤسسة الدولية لتنظيم الأسرة (IPPF).
https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/pcaab500.pdf (ص. 56-65)
وقد تم طرح مصطلح خطير هو «آكلون عديمي الفائدة»، هذا المصطلح الذي يعني أنّ هناك عددًا كبيرًا من الذين يأكلون و هم عديمي الفائدة (داخل وخارج الولايات المتحدة) وهم يستهلكون مواردًا قيّمة يمكن استخدامها بشكل أفضل من قبل سكان العالم النافعين، وقدّم التقرير خطة عمل لتقليل عدد السكان لمنع الأشخاص غير المرغوب فيهم من استخدام المواد الخام والموارد المطلوبة لتحقيق الربح وحتى تكون الحياة أفضل للأجيال القوية.
https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/pcaab500.pdf (ص. 36-37-38) (ص.103-104)
وفي الكتاب الذي نشر عام 1992 للدكتور جيه كولمان والذي كان بعنوان «العالم 2000: مخطط للإبادة الجماعية العالمية» جاء في الصفحة الرابعة تحديدا الفقرة التالية «إنّنا نشهد أيضا الأوبئة الكبرى لعام 1987-2000 في شكل الإيدز، الهربس، الكوليرا، الجدري، السل، ونعلم أنّ الفيروس الذي يسببه مصطنع. وأنّ التجارب الأولى أجريت في أفريقيا على حدود سيراليون ونيجيريا». وقد قال تيد تورنر وهو رجل أعمال يمتلك العديد من وسائل الإعلام، مثل، أستوديوهات يونيفيرسال، وقناة CNN في مقابلة مع مجلة أودوبون عام 2008: «سيكون إجمالي عدد سكان العالم من 250 إلى 300 مليون شخص في عام 2025، أي انخفاض بنسبة 95٪ عن المستويات الحالية، وهذا سيكون مثاليًا». وفي 21 يناير عام 2016، نشر موقع الأخبار Your News Wire والذي يسمى الآن NewsPunch مقالاً يؤكد فيه من خلال مقابلة مع بيل غيتس يعترف «أنّ اللقاحات مصممة بحيث يمكن للحكومات تقليل عدد السكان». وفي عام 2011 على قناة ال CNN ، أكد أنّ المنطق الذي يؤمن به غايتس هو «الصحة = الموارد ÷ الناس» وبما أنّ الموارد ثابتة نسبيًا، فإنّ الإجابة تكمن في خفض عدد السكان.
ما نعيشه اليوم في «عالم الشر» و ما نشهده من تطور مقرف من سلاح نووي خطير و سلاح بيولوجي بعيد كل البعد عن الانسانية، كان أسلافنا أما يشاهدونه عبر فيلم سينمائي أو عبر تخيلات نهايتها ضحكة. لكن للاسف هذا واقعنا اليوم واصبحت الضحكة هي الواقع المرير. فهل ما نشهده في أيامنا اليوم هي خطط مسبقة لبشر عديمي الرحمة و متبلدي الاحساس؟
المصادر:
https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/pcaab500.pdf
https://www.nixonlibrary.gov/sites/default/files/virtuallibrary/documents/nssm/nssm_200.pdf