«تراب الجنوب».. مستويات عالية من الفوسفور في التربة

«تراب الجنوب».. مستويات عالية من الفوسفور في التربة

  • ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

نُشِرت نتائج الفحوصات التي أجرتها وزارة البيئة اللبنانية ومختبرات البيئة والزراعة والغذاء لدى الجامعة الأميركية في بيروت بشأن تربة بعض القرى الجنوبية التي تعرضت لقذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض من جهة العدو الإسرائيلي، وتوصلت الدراسة إلى أنّ نسبة الفوسفور والمعادن الموجودة في التربة تفوق المعدل الطبيعي بـنسبة تصل الى 900 مرَّة.

هذا يعني أنّ التربة فقدت تركيبتها الأساسية التي تجعلها قابلة للزراعة.

تمّ الإعتماد على  فحوصات مخبرية لعيّنات من خمسة مواقع في قرى حدودية. كانت قد إستُهدفت بقذائف فوسفورية. و كانت النتيجة كارثية حيث تبيّن وجود كميات خطيرة جداً من الفوسفور والرّصاص، ومادتي الأنتيمون، والباريوم، وما في ذلك من تأثيرات بيئية طويلة الأمد. وبحسب الدكتورمحمد أبيض، مدير مختبرات البيئة والزراعة والأغذية في الجامعة الأميركية، ومستشار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين فإنّ زيادة مستويات الفوسفور قد تؤدي الى تأثيرات بيئية واسعة النطاق. فهي تفقد التربة خصوبتها، وتتكاثر الطحالب في المجاري المائية، بما يؤدي إلى نُفوق الأسماك وظهور «مناطق ميتة» في المسطحات المائية. وعندما يتسرّب التلوث الفوسفوري إلى المسطّحات المائية، يزداد نمو الطحالب الخضراء والأنواع  الضارة الأخرى مما  يستنزف الأوكسجين في الممرات المائية.  

في إتصال خاص مع «بيروت تايم» شرح الدكتور محمد أبيض ما توصلت إليه  نتائج الفحوصات. أوضح  أنّ الدراسة لاتزال قيد التنفيذ وسيتمّ فحص التربة في مناطق مختلفة لأنّ الخطر لا يقتصر  فقط على المواقع التي تعرضت للقذائف أو المسيرات التي تحمل الفوسفور، بل يمتد أيضاً الى المناطق المجاورة نظراً لإنتقال هذه  المادة عبر الهواء. 

وأكّد أبيض أنّ وزارة البيئة ستضمّ الدراسة إلى شكوى الدولة اللبنانية لمجلس الأمن. وأشار الى أنّ نتائج الفحوصات التي أُخذت من خمسة عيّنات، تؤكّد إستخدام إسرائيل لمادة الفوسفور، بالتالي من المهم إدراج هذه النتائج في ملف الشكوى الى مجلس الأمن. 

الأحراج الأكثر تضرراً
تواصل  وزارة البيئة جهودها ولم تتوقف عند نتائج تلك الفحوصات التي تُنذر بالخطر. وتعمل على إستكمال الملف بالتعاون مع الجامعة الأميركية. لفحص التربة في مختلف قرى الجنوب،  وعلى الرغم من أنَّ المواد الفوسفورية التي ألقتها  المسيرات والقذائف المدفعية ضربت الأحراج بشكل أساسي، وفقاً  لدراسة أجرتها جامعة البلمند ولحظتها دراسة الجامعة الأميركية، إلّا أنّ إنتقال الإنبعاثات عبر الهواء يعدّ الأكثر خطورة في هذا السياق. 

المنتجات الزراعية بخير
مع ذلك، يُطمئن د. أبيض اللبنانيين عبر «بيروت تايم»، بشأن  المنتجات الزراعية الجنوبية المتواجدة في الأسواق. وإنّ  تأثير تلك المواد يكمن في فقدان خصوبة الأراضي الزراعية.
وهو أمرٌ سيؤثر سلباً على القطاع الزراعي اللبناني في المواسم المقبلة. 
بالتالي لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن المنتجات مثل الزيتون والأفوكادو الجنوبي وغيرها من المنتجات الغذائية الموجودة في الأسواق حالياً. 
وقد تسبّبت الحرائق التي نشبت جراء قذائف الفوسفور المحظورة دولياً، في تضرّر 8 ملايين متر مربع، ومن المهم أن نلاحظ أنّ  العيّنات التي دُرست في مختبرات الجامعة الأميركية لا تشمل كل تلك المساحة. مما يتطلّب مسحاً شاملاً للأراضي  التي قد تكون تعرضت للتلوث بالفوسفور سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الهواء. 
بالنسبة لعلاج هذه المشكلة، التي لم تُحدّد الدولة اللبنانية نطاقها بعد نظراً لإستمرارالعدوان على الجنوب، فهو صعب ويستغرق وقتاً بحسب ما أكّده د. محمد أبيض. ويكمن الحلّ في خلط التربة المتضرّرة بكميات كبيرة من الأسمدة التي من شأنها إعادة الحياة إليها تجنباً لفشل المحاصيل الزراعية في السنوات القادمة.