بلدية الشويفات.. إعتداء وفشل إداري

بلدية الشويفات.. إعتداء وفشل إداري

  • ٠٨ شباط ٢٠٢٤
  • خاص بيروت تايم

لم تمرّ إستقالة رئيس بلدية مدينة الشويفات زياد حيدر في الأيام الأخيرة من العام 2023 مرور الكرام. إستقال الأخير من رئاسة وعضوية إحدى أكبر بلديات لبنان وأكثرها ثراء رغم رفض الأمير طلال إرسلان ذلك ومحاولاته الحثيثة لثني حيدر عن قرار الإستقالة من رئاسة بلدية محسوبة على أرسلان بكل تفاصيلها.

المشكلة ليست مالية هنا، على عكس البلديات الأخرى، كما أوضح الرئيس المستقيل بإتصال مع «بيروت تايم» إذ إنّ البلدية تتلقى من المنطقة الحرّة لمطار رفيق الحريري الدولي 100 مليار ليرة تُحتسب على دولار 15 ألفاً.

المشلكة مرتبطة بما آلى إليه الوضع  من فوضى عارمة وخروج الأمور عن السيطرة في مدينة فيها حوالى الـ800 ألف مقيم، ولا يوجد فيها إلّا مخفر واحد يديره ضابط و5 عناصر، فيما عصابات محمية من القريب والبعيد، تسرح وتمرح،  وسط فلتان أمني فادح من كفرشيما إلى الحدث وخلدة كناية عن سرقات و«شواذات» حسب تعبير حيدر في إتصاله معنا. 

يُشير حيدر الذي أكّد أنَّه ليس على خلاف مع أرسلان، إلى أنَّ لا قدرة للبلدية على العمل بظل رواتب لا تتعدى السبعين دولاراً لموظفي البلدية. ولضمان إستمرارية العمل  قد بادر الى تقديم مساعدات للموظفين، «كنّا نُكرّم الموظف كي لا يكون هناك سرقات، ونقدّم مساعدات إجتماعية». 

ووفقاً للمعلومات المتوفرة إنّ الاستقالة أتت بعد إعتكافات متكرّرة لحيدر كان يثنيه عنها أرسلان، وأولها منذ حوالى العام بسبب  دخول عدد من الموظفين إلى مبنى البلدية بالسلاح وفرضوا حصولهم على المكافآت بالقوة. وقد وُثق ذلك عبر كاميرات المراقبة لكنَّ التدخّل السياسي حال دون متابعة الملف أو الإدعاء من قبل الموظفين أو رئيس البلدية، وإقتصر الأمر على «صلحة» برعاية أرسلان. 

إستقال حيدر في كانون الأول الماضي من رئاسة وعضوية المجلس البلدي. وجرى البحث بين الأعضاء عمن يتسلّم رئاسة البلدية، غير أنّ الغالبية رفضت منهم لرغبتهم في ولاية ثانية في إنتخابات أيار المقبل وآخرون خارج البلاد .  فتسلّم نائب الرئيس شديد حنّا المحسوب على التيار الوطني الحر المهام، وهو في عقده الثامن من العمر. وتمّت دعوة المجلس إلى لقاء في دارة أرسلان في خلدة بعد إستلام الرئيس الجديد. وبحسب معلومات «بيروت تايم»، لم يمضِ أسبوعان على تعيين حنّا، حتى تهجَّم إثنان من المسؤولين في الحزب الديمقراطي على رئيس البلدية الجديد لفرض مطالبهم بالتهديد والوعيد وهم رؤوف الجردي الصادرة بحقه مذكرات توقيف، وكان قد أطلق النار على شقيق علاء أبي فرج الذي قتل في حادثة الشويفات عام 2018 يوم إعترض مناصرو أرسلان على حصد الأخير لأصوات أقل من الأصوات التي حصل عليها مرشح التقدمي أكرم شهيب داخل قلم إرسلان، بالإضافة إلى طارق السوقي شقيق أمين السوقي المسؤول الرفيع في الديمقراطي المُتهم بقتل علاء أبي فرج والذي لم يسلمه طلال أرسلان للقضاء في فترة سابقة بل بقي يزاول مهامه إلى جانب أرسلان حتى الساعة.

الحادثة إستدعت إجتماعاً طارئاً من قبل رئيس البلدية مع الأعضاء للتداول بتداعيات التدخل والغرض الذي يحاول إثباته أرسلان عبر محازبيه.
«بيروت تايم» تواصلت مع شديد حنَّا الذي ردَّ قائلاً، إنّ سوء تفاهم حصل بسبب نمط عمل جديد يتَّبعه حنّا. ويعتقد أنّ الأمر تمت معالجته. وقال أنَّه تلقى كل الدعم والتأييد من أرسلان ولكنّه لا يُميّز بين شويفاتي وآخر أو مسؤول وآخر، وهو يمدّ يده للتعاون مع الجميع ، وإن كانت الشويفات معروفة «بقلعة الأرسلانيين».
وفي المحصلة هل ينصاع المجلس البلدي، أو يستقيل الرئيس الجديد أو ينتفض المجلس البلدي لمدينة الشويفات؟