بلاد الأرز.. سجل حافل بالإغتيالات السياسية
بلاد الأرز.. سجل حافل بالإغتيالات السياسية
منذ الإستقلال عام 1943، لم تغِب الإغتيالات الحزبية والسياسية عن الساحة اللبنانية. وينبغي الإقرار بالحقيقة المُرّة والقاسيّة، لبنان كان ولا يزال مسرحًا للإغتيالات نظرًا لتشرذم المشهدية اللبنانية وقربه من منطقة الصراع الرئيسية في الشرق الأوسط في فلسطين، والإعتبارات العربية والإقليمية الأخرى. وفيما يلي عرض مقتضب للإغتيالات التي سطرت تاريخ لبنان.
نبدأ بإغتيال رئيس الحكومة رياض الصلح في الأردن، ومن ثمّ إغتيال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي كمال جنبلاط بإطلاق الرصاص على سيارته في بلدة دير دوريت في الشوف. نصل إلى إغتيال الوزير طوني فرنجية وأفراد من عائلته في هجوم على منزله. أما الاغتيال الأبرز فكان من نصيب الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل بانفجار إستهدف إجتماعا لحزب الكتائب في الأشرفية، قبل 9 أيام فقط من تسلمه منصبه الجديد. وكرت سبحة الإغتيالات لتطال رئيس الحكومة رشيد كرامي بتفجير قنبلة ناسفة في مروحية كان يستقلها من طرابلس إلى بيروت. نذكر أيضاً إغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد بتفجير عبوة ناسفة لدى مرور سيارته في بيروت، بالإضافة إلى إغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض بعد تسلمه منصبه بمدة وجيزة بتفجير عبوة ناسفة إستهدفت موكبه قرب القصر الحكومي في بيروت.
لكن تجسدت نقطة تحوُّل الإغتيالات في لبنان باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 بإنفجار ضخم في منطقة السان جورج في بيروت. لتبدأ سلسلة من الإغتيالات السياسية وتخطف روح الصحافي سمير قصير ومن ثمّ الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي الذي كان قضى بانفجار عبوة ناسفة وُضعت تحت مقعد سيارته في منطقة الكولا في بيروت. وتسارعت وتيرة الإغتيالات لتنهي حياة النائب ورئيس تحرير صحيفة النهار جبران تويني بواسطة إنفجار سيارة رُكنت على جانب الطريق التي يسلكها في شرق بيروت. ونصل إلى إغتيال وزير الصناعة اللبناني الأسبق بيار الجميل، نجل رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، بإطلاق النار على موكبه في بيروت. ونذكر أيضًا إغتيال النائب في كتلة تيار المستقبل وليد عيدو، بتفجير سيارته في منطقة الروسة بسيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق، ما أودى به وبنجله الأكبر وأربعة آخرين. إلى ذلك، تمّ إغتيال النائب عن حزب الكتائب اللبنانية أنطوان غانم وذلك بإنفجار سيارة مفخخة إستهدفت موكبه في منطقة سن الفيل شرقي بيروت. هذا وإغتيل مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرنسوا الحاج في إنفجار ضخم إستهدف موكبه في منطقة بعبدا، وكان أول إستهداف للمؤسسة العسكرية. كما إغتيل النقيب في فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي وسام عيد الذي كان خلف إكتشاف داتا المعلومات التي أوصلت إلى إتهام عناصر من «حزب الله» في إغتيال الرئيس رفيق الحريري. كذلك إغتيل رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي اللبنانية العميد وسام الحسن بإنفجار سيارة مفخخة كانت مركونة بمحاذاة الطريق التي يسلكه في منطقة الأشرفية ببيروت، الى إغتيال محمد شطح في وسط بيروت.
ومن الإغتيالات الفعلية إلى محاولة الإغتيالات، إذ نذكر الإغتيال الفاشل الذي طال وزير الدفاع اللبناني الأسبق إلياس المر. كما تعرّض الوزير السابق مروان حماده لمحاولة اغتيال عن طريق سيارة مفخّخة انفجرت بُعيْدَ مغادرته منزله. بالإضافة إلى محاولة اغتيال كل من الإعلامية مي شدياق، وذلك بعبوة إستهدفت سيارتها، والمسؤول عن ملف التحقيق في إغتيال رفيق الحريري المقدم سمير شحادة بعبوة ناسفة موضوعة على جانب الأوتوستراد المؤدي من الجنوب إلى بيروت.