رياضتنا اللبنانية على صورة البلد ومثاله

رياضتنا اللبنانية على صورة البلد ومثاله

  • ٢٢ آذار ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

صحيح أنّ بلدنا يعاني ما يعانيه من تخبط سواء في السياسة أو الإقتصاد أو الأمن أو جوانب أخرى عديدة أثرت وما زالت تؤثر بالإنتاجية المفترض جنيها في مجال الرياضة.

فبمجرد أن تكون ميزانية وزارة الرياضة أقل من ١ بالمئة من ميزانيات دول شقيقة لمعرفة مدى معاناة الرياضة اللبنانية على المستوى الرسمي. فلا المدارس الرسمية التي لطالما كانت تعتبر الخزان الأساسي للرياضيين ولا الأندية الإتحادية ولا أي جهة قادرة على الإستمرار وتأمين أدنى متطلبات الرياضيين في ظل هكذا ميزانيات متواضعة. 
الحمدلله أنّ هناك بعض الجهات الخاصة والمتمولين الذين ما زالوا مستعدين للتضحية ببعض مما يملكون في سبيل الإستثمار في الرياضة والرياضيين اللبنانيين دون مردود أو مقابل مردود زهيد لا يذكر ولا يغطي إلا جزءًا زهيدًا مما يصرفونه على الفرق والرياضيين. 
ولكي ننصف الكل، سنتحدث عمن تمكنوا من إحداث خرق ولو بسيط وحققوا نتائج ربما ليست على مستوى طموحات اللبنانيين ولكنها جيدة قياسًا بالميزانيات المرصودة ومقارنة بالمبالغ التي تُصرَف على الإتحادات والرياضات والرياضيين والرياضيات في محيطنا. 
فاتحاد التايكواندو مثلًا نجح في إستثمار طاقات اللاعبة الشابة من «نادي مون لا سال» ليتيسيا عون لتصل الشابة إلى نهائيات الأولمبياد في باريس الصيف القادم بعد تأهّلها من بوابة دورة التصفيات التي أقيمت مؤخرًا في مدينة تايان الصينية، وذلك عن فئة ما دون ٥٧ كيلوغرامًا. 
وللرماية اللبنانية حصتها في الأولمبياد الباريسي بعد تأهّل المخضرمة راي باسيل الى النهائيات الاولمبية وذلك بعد أن حقّقت افضل أرقامها في بطولة آسيا للرماية عام ٢٠٢٣. 
في عالم الرياضات الجماعية، لا يختلف إثنان على أنّ كرة السلة اللبنانية هي الوجه المشرق لرياضتنا المحلية. فالمنتخب اللبناني يحقّق نتائج جيدة على الصعيد الآسيوي. وما تأهله لبطولة العالم الأخيرة في العام الفائت إلّا دليل على رقي مستوى اللعبة ونجاحها في مقارعة أقوى الدول التي تملك باعًا طويلًا في اللعبة. كما أنّ الدوري اللبناني لكرة السلة أصبح محطّ أنظار متابعي اللعبة ووجهة إستقطاب للاعبين كبار وذلك بفضل الميزانيات الكبيرة التي ترصدها أندية الطليعة وتصرفها على فرقها بهدف تحسين المستوى ورفعه عاليًا. 
نتمنى فقط على الإتحاد السلوي التخفيف من تعديل مواعيد مبارياته بالتنسيق مع الجهات الناقلة لما في ذلك من تحسين لصورة التنظيم والمنظمين. 
إتحاد كرة القدم من جهته، وإن كان نشيطًا في إجراء بطولاته وتنظيمها، إلّاأنّه ما زال يتخبط في أمور كثيرة لعل أبرزها أمن الملاعب وتحسين تنظيم بطولات مختلف الفئات وتحسين وضع الملاعب بالتعاون مع البلديات والأهم من ذلك كله رفع مستوى التحكيم خصوصًا بظل إستقدام تقنية «الفار الخفيف» مؤخرًا. 
في النهاية، نأمل من الدولة إيلاء الرياضة إهتمام أكبر دون التحجج بالوضع الإقتصادي الضاغط. فمصر مثلًا وضعها الإقتصادي ليس ممتازًا ولكنها تسخّر مبلغًا محترمًا من أجل رياضتها وعلى كافة المستويات. كما نتمنى على كل الناس الإهتمام أكثر بالرياضة التي تعتبر المتنفس الأبرز للشباب في ظل الظروف الصعبة التي نمرّ بها.