أخطاء الإدارة الكروية
وكأنّه لا يكفي كرة القدم اللبنانية ما يصيبها من تخبّط في النتائج وانهيار المستويين الفني والتحكيمي وغياب التخطيط للمستقبل وقلة الموارد و «تطفيش» معظم رعاة وداعمي اللعبة، ليزداد على كل ما ذكرناه المشاكل الإدارية التي تحصل بين القيمين على اللعبة والتي بدأت تظهر إلى العلن ولم تعُدْ خافية على أحد.
وعبثًا تحاول الكلام مع أطراف النزاع (أو ربما طرفي النزاع إذ يقال أنّ فريقان يتنازعان السلطة في الإتحاد)، فمبجرد السؤال عن أي من المواضيع الخلافية يبادر المسؤول بالرد عليك: «اللعبة بخير». هذا الجواب الذي نسمعه مرارًا وتكرارًا يجعلنا نظن أنّنا نتكلم مع أحد أعضاء الإتحاد الأرجنتيني أو الفرنسي أو الإنكليزي لكرة القدم حيث بلادهم تنعم باستقرار فني وإداري ينعكس نتائج ايجابية على مستوى الأندية والمنتخبات بجميع فئاتها.
هل نحن نطلق الإتهامات جزافًا؟ سنحاول الإضاءة على غيض من فيض الأمور المضحكة - المبكية التي نسمع عنها والتي تجري خلف أروقة الإتحاد وحتى خلال بعض المناسبات العامة.
ما قصة الدرع؟
وقد تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي الأسبوع الماضي خبراً عن حادثة خروج رئيس إتحاد كرة القدم هاشم حيدر غاضباً من حفل الإفطار الذي أقامه نادي النهضة بر الياس في منطقة شتورة البقاعية.
وفي التفاصيل التي ذكرها شهود من الحادثة، فإنّ النادي البقاعي سلّم حيدر خلال الحفل درعاً تقديرية، ثم طلب عريف الإحتفال من جودت شاكر إستلام درعاً خاصاً أيضاً معرّفاً عنه برئيس إتحاد الشطرنج وأمين عام اللجنة الاولمبية اللبنانية.
هنا اعترض حيدر على الصفة التي عُرِّف بها شاكر معتبراً أنّ ذلك إنتحال صفة حسب قرار سابق للقضاء اللبناني، فرد شاكر على حيدر بقوله :«أنا أمين عام اللجنة الاولمبية » بقرار من الجمعية العمومية الشرعية للجنة الأولمبية اللبنانية ومن خلال إنتخابات شرعية، كما أنّ اللجنة الأولمبية الدولية تعترف بصفتي الامين العام».
فما كان من حيدر إلّا أن غادر المكان فوراً من دون أي تدخّل من أحد لتطييب خاطره.
كل ذلك حصل بحضور الوزير جورج بوشيكيان والنائب بلال الحشيمي والحضور.
ألم يكن أجدى ب حيدر السؤال عن الأسماء التي ستتسلّم الدروع مع صفاتها لكي ينسحب بهدوء قبل تسليم الدروع من دون هرج ومرج؟
السلبيات لم ويبدو أنّها لن تتوقّف عند هذا الحد، فمشكلة البعثات المسافرة لتمثيل لبنان «أو ربما التمثيل على الناس» في الخارج. ففي المباراتين «المهزلتين» اللتين لعبهما المنتخب مؤخرًا في أستراليا، سمّى الإتحاد السيد سمعان الدويهي رئيسًا للبعثة، ولكن الدويهي نفى هذا الأمر وأكّد أنّ وجوده هناك لا علاقة له بالبعثة، وأنّ الأمين العام للإتحاد جهاد السخف كان هو الرئيس الفعلي للبعثة. فلماذا هذا اللف والدوران ولماذا تحصل هكذا أمور تسيء إلى سمعة اللعبة بغض النظر عن أسماء المسؤولين الذين لا ينفكون يتقاذفون التّهم والتّهم المضادّة ضاربين بعرض الحائط كل الأعراف والأصول في التعاطي البنّاء.
نبقى في تداعيات رحلة استراليا حيث غاب عنها المستشار الفني للمنتخبات اللاعب الدولي السابق يوسف محمد. الحجة كانت مرض محمد ولكن العارفين في خبايا الأمور يدركون أنّ محمد غاب عن مرافقة المنتخب إلى استراليا بسبب مشاكل مع أعضاء الإتحاد. ما الفائدة من تلك المشاكل؟ ألّا يفترض بالقيمين على اللعبة أن يتفقوا على إنجاح كرة القدم بدل إفشالها؟
هذا غيض من فيض والأمور مرشحة للتفاقم إذا لم يتدارك الجميع حجم خطورة وضع كرة القدم اللبنانية المهدّدة بالزوال إذا إستمرت الأمور على هذا المنوال.