«بيروت عاصمة الشباب العربي»... علّها تنتفض على الثقافة المسلّحة
«بيروت عاصمة الشباب العربي»... علّها تنتفض على الثقافة المسلّحة
سيدة العواصم العربية.. تستعيد بريق شبابها
المدينة التي عرفت بسيدة العواصم العربية، ربما قد تنفض عنها الغبار التي حولتها الى مدينة كئيبة، وعلّها تنتفض يوماً على الثقافة المسلحة والديانة المسلحة وتستعيد بريق شبابها.
بيروت،التي تمدّدت إلى كلّ أنحاء العالم، لتنادي الشرق والغرب. فلا يعلم كثيرون المنعطفات والتحوّلات المثيرة والمفجعة التي شهدها تاريخ العاصمة اللبنانية، إنّها لمعجزة أن تبقى تلك المدينة وفية للشباب العربي حيث ثبّتت عاصمة الشباب العربي لعام 2023، كما حدّد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال جورج كلاّس، عصر يوم السادس عشر من نيسان المقبل موعداً للحفل الختامي لفعاليات بيروت.
«ألو بيروت»، ينادي الشباب العرب المدينة التي لم يعرفوا تنوّع ألقابها عبر التاريخ، فمن هي اليوم عاصمة السياحة، التي حافظت على سمعتها كمدينة لعشاق المرح والإحتفال، كانت قبل ذلك «عصر النهضة» و«عاصمة الانتداب»، و«حاضرة العرب الكوسموبوليتية»، و«مدينة المخاطر كلها»، كما ورد في كتاب «تاريخ بيروت»، للصحافي الراحل سمير قصير.
في الخمسينيات، إشتعل الشرق الأوسط: تقسيم فلسطين، وثورة في مصر، وإنقلابات في سوريا والعراق. وفي هذه الفترة، إستقطبت بيروت أصحاب الرساميل وأهل الفكر والفن: مثقفون وفنانون من حيفا والقدس والإسكندرية والقاهرة ودمشق وحلب وبغداد والموصل.
وثقافة لبنان هذه، التي تجذب العالم لزيارة هذه المدينة العريقة، كانت قد بدأت رحلتها منذ عصر النهضة، حيث ظهر دور بارز للبنانيين آنذاك. لم يقتصر الجهد اللبناني على إحياء العربية والتأليف في مسائلها، بل تجاوز ذلك إلى مجالات تنويرية أخرى،
منها دور النشر وإحياء التراث العربي المشرقي والتأليف فيه وإصدار المجلات الأدبية الرائدة.
لم تحدّ الإحتلالات والظروف السياسية لبنان من الإستمرار بتكوين ثقافته الخاصة، أكان عبر الرياضة أو الأدب أو الفن.
وحتى في عصر الإنتداب، كانت بيروت قد شهدت نموًّا سريعًا لأماكن الترفيه التجاريّة وظهور أنماطٍ ترفيهيّةٍ جديدة مع تشكيل نَوادٍ ومَرافق رياضيّة.
ولو تساءلنا عن سرّ هذه الحيوية اللبنانية التي أشرنا إلى بعض جوانبها، فبيروت تترجم بأنّها أرضية للاستقطاب التي يتسع للجميع وللجماعات المتعدّدة، من خلال الطوائف المتعددّة داخل أرضها. وبين وجه عربي ووجه غربي، إستطاع هذا الإمتزاج، أن يرفع إسم بيروت عاصمة ليست للشباب العربي وحسب، إنّما للعالم كلّه. وعن إعلان بيروت عاصمة الشباب العربي، فيشرح مستشار وزير الرياضة حسن شرارة، في حديث إلى «بيروت تايم»، أنّ هذا الحدث هو عبارة عن نشاط سنوي، تقوم به جامعة الدول العربية. بدأ هذا النشاط في البحرين، ومن ثم إختارت الجامعة الكويت، بغداد،.. وصولاً إلى بيروت عام 2023.
وكانت قد أطلقت وزارة الشباب والرياضة في حفل حاشد، أقيم برعاية رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في فندق هيلتون حبتور، فعاليات «بيروت عاصمة الشباب العربي»، يوم 20 تموز 2023.
ويلفت شرارة، إلى أنّه شارك شباب عدة في أنشطة خاصة بالحدث.
ومن هذه الأنشطة: منتدى العربي للتمكين الإقتصادي، نشاط سياحي من شأنه القيام بجولات للشباب العرب في بيروت، لقاء الكشاف العربي…
وأهم ما يتوّج هذه النشاطات أنّ لبنان يعيد إحياء السياحة، ليثبّت أنّ لبنان ملقى العرب والعالم، بحسب شرارة. ويحرص الأخير على أن يشارك الشباب اللبناني بهذه الأنشطة للتعرّف أكثر على المجلات الوطنية المختلفة، بيئية، طبية،.. وتتجسّد هذه المجالات في مبادرات عربية سيتم تقديمها في حفل اختتام فعاليات بيروت.
على الرغم من كلّ ما مرت به بيروت، فقد حافظت على سمعتها كمدينة لإستقطاب أهم الأنشطة، فالحياة هنا يُحتفى بها على نحو ليس له مثيل في أي مكان بمنطقة الشرق الأوسط من حيث الثقافة، الرياضة، والنشاطات كافة..!