لبنان اليوم.. عاملة منزلية تقتل ربة المنزل
لبنان اليوم.. عاملة منزلية تقتل ربة المنزل
إرتفاع نسبة الجرائم في لبنان 21% مقارنة مع السنة الماضية
إنّه مسرح لجرائم متتالية، لبنان لا يلبث أن ينتهي من قضية، حتى تٌفتح أخرى. ويزداد التسيّب الأمني، حيث بلغ عدد الجرائم منذ بداية ٢٠٢٤ حتى نهاية شهر أيار، 74 جريمة قتل.
يشير المسؤول في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين ل«بيروت تايم» أنّ عدد الجرائم ارتفع 21% مقارنة مع السنة الماضية.
لقد إستفاق أهالي عجلتون اليوم على خبر دموي مفجع، حيث طالت «الجريمة» أماً لثلاثة أطفال تبلغ من العمر41 سنة، لتنهي حياتها، بعدما طعنتها العاملة المنزلية بالسكين.
وفي التفاصيل، عند الساعة الواحدة من ليل أمس، حاولت العاملة التي تخدم عائلة الشالوحي فتح صندوق في غرفة السيدة جوزيان زغبي الشالوحي، زوجة المحامي ش. الشالوحي، خلال نومها.
عندما استفاقت السيدة، طعنتها العاملة خمس طعنات، وذهبت إلى المطبخ لتجلب سكيناً آخر وفتح الصندوق. وبعد فشل المحاولة هرعت العاملة المنزلية، إلى خارج المنزل، لطلب مساعدة الجيران وادّعت أنّه ثمّة من حاول إقتحام المنزل. حصل كلّ ذلك والزوج غائب عن المنزل، بحسب أقوال الجيران في مبنى مار زخيا في عجلتون. وعند الساعة الخامسة فجراً، إعترفت العاملة المنزلية أنّها هي من طعنت الضحية.
نظام الكفالة
بعد هذه الحادثة لا بدّ من تسليط الضوء على نظام الكفالة في لبنان، الذي يعرّض أرباب العمل، كذلك العاملات الأجنبيات، إلى الخطر. وتجدر الإشارة الى أن العمالة الأجنبية في لبنان قد شهدت تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة في أعقاب أزمة جائحة كورونا عام 2020 إلى جانب الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تمرّ بها البلاد وشُح العملات الأجنبية، قد أدى الى إنخفاض أعداد العمالة الأجنبية بالعملة الصعبة في لبنان خلال عام 2021 إلى 260 ألف عامل بعدما كانت تتجاوز 350 ألف عامل في العام 2020.
من جهة أخرى، لم تنجح الجمعيات الداعمة للعاملات الأجنبيات في تغيير نظام الكفالة أو تقديم بديل عنها، أقله حتى الآن، على الرغم من كلّ الشكاوى التي قامت بها العاملات الأجنبيات بخصوص تعرّضهن إلى الضرب والعنف والإحتجاز. وكلّ هذا في طبيعة الحال، لا يبرّر الجريمة التي تقوم بها العاملات في هذا الصدد، إلّا أّنه لا بدّ من تحرّك يضمن حقوق الطرفين.
إذ يعطي نظام الكفالة كامل الصلاحيات لربّ العمل فيما يتعلّق بحقوق العاملة، وتتحول الإجراءات الى خيار يتخذه صاحب العمل لا يستند الى أي قاعدة قانونية أو تنظيمية، تتوقف على ظرف كل ربّ عمل وسلوكه وأخلاقياته. ومن الإجراءات الأكثر شيوعاً في لبنان فيما يختص بالعاملة الملونة الأجنبية، حجز جواز سفرها طوال مدة عملها في منزله، و الإحتجاز القسري في غالبية المنازل من دون السماح للعاملة بمغادرة المنزل بمفردها، وفي بعض الأحيان حرمانها من أجرها، أو فرض أعمال لا تمت بصلة إلى عملها الأساسي، ولربّما كان هذا أحد الأسباب االيوم الذي دفع العاملة الأجنبية لسرقة صندوق غرفة المغدورة، لاسترجاع جواز سفرها. مع العلم، أنّ الجيران صرّحوا بأنّ السيدة شالوحي كانت على علاقة طيبة ووديّة مع عاملة المنزل ولم تحدث أية مشكلات أو تجاوزات بينهما .