رومانيا وسلوفاكيا كلّلتا جهودهما بفوزٍ وفرنسا تكسب ولا تُقنِع

رومانيا وسلوفاكيا كلّلتا جهودهما بفوزٍ وفرنسا تكسب ولا تُقنِع

  • ١٨ حزيران ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

مفاجأتان، واحدة من العيار الثقيل، أطلّتا برأسيهما في سهرة الإثنين من اليورو

في اللقاء الأول، وإن كان مستوى المنتخبين متقاربًا، فإنّ معظم الناس لم تتوقّع فوز رومانيا على أوكرانيا والأهم من الإنتصار هو النتيجة العريضة التي حقّقها رجال المدرّب إدوارد يوردانيسكو (لا صلة قربى بينه وبين النجم الأسطوري والمدرب السابق انخل يوردانيسكو) بثلاثية نظيفة في مرمى منافسهم الأوكراني الذي كان يعتبر على الورق أفضل من الرومان. 
ولكن من يتابع مسار المنتخب الروماني في الآونة الأخيرة، يدرك جيدًا أنّه في تطوّر مستمر وذلك على الرغم من تعادلين في المباريات التحضيرية لليورو أمام بلغاريا وليشتنشتاين. فالرومان أنهوا التصفيات من دون خسارة وتفوقوا على المنتخب الهولندي. وقد برهنوا على أنّ فوزهم على الأوكرانيين لم يكن صدفة وذلك على الرغم من تقدّم رجال المدرّب سيرغي ريبيروف على خصومهم بـ٢٤ مركزًا في لائحة تصنيف الفيفا. فقد عرفت رومانيا إستغلال الإرتباك الحاصل عند جارتها وخطفت ثلاث نقاط غالية جدًا وحقّقت أول فوز في المسابقة منذ ٢٤ عامًا يوم فازت على إنكلترا ٣-٢ في دوري المجموعات عام ٢٠٠٠. كما برز مدافع توتنهام الشاب رادو دراغوسين وكان سدًا منيعًا أمام هجمات خصومه. 
المفاجأة الكبرى حصلت في اللقاء الثاني من لقاءات الأمس. فالمنتخب السلوفاكي، صاحب المركز الـ٤٨ في تصنيف الفيفا، هزم المنتخب البلجيكي الذي يحتل المركز الثالث في التصنيف عينه. 
صحيح أنّ الحكم حرم البلجيكيين هدفًا صحيحًا، وصحيح أيضًا أنّ المهاجم البلجيكي الأسمر روميلو لوكاكو أضاع أكثر من فرصة سهلة للتسجيل، لكن فوز السلوفاكيين يعتبر أكبر مفاجآت هذه المسابقة منذ انطلاقها، خصوصًا أنّ معظم النقاد رشّحوا بلجيكا للذهاب بعيدًا في هذه المسابقة وربما الفوز باللقب. لكن الكل أعاد حساباته بعد لقاء الأمس خصوصًا أنّ التنظيم الدفاعي للمنتخب السلوفاكي كان مثاليًا. 
مسلسل للمفاجآت كاد يكتمل لو لم تفُز فرنسا على النمسا وإن كان ذلك حصل بفضل هدف عكسي سجله المدافع النمساوي فوبر خطأ في مرمى فريقه. ويبدو أنّ مسابقة اليورو ليست المكان المفضل لكيليان مبابي. فاللاعب الذي يعتبره الكثيرون الأفضل في العالم خصوصًا بعد تقدّم ميسي ورونالدو في السن، لم ينجح في تسجيل أي هدف حتى الآن في المسابقة القارية. وقد أضاع فرصة لا تعوّض، وتعرض لإصابة في أنفه بعد ارتطامه مع مدافع نمساوي، وتلقى بطاقة صفراء بعد تعمده إضاعة الوقت عند خروجه من الملعب على إثر إصابته. ويبدو أنّ اللاعب الموهوب بحاجة الى المزيد من الخبرة لينضج أكثر في الملاعب. 
وحده نغولو كانتي كان على قدر المسؤولية وأهلًا للثقة التي أولاه إياها مدرّبه ديدييه ديشان، إذ نجح في تعطيل معظم هجمات الخصم قبل وصولها إلى مناطق فريقه وركض في كل أنحاء الملعب على الرغم من بلوغه الثالثة والثلاثين من العمر. 
أمسية جميلة كانت أمس وينتظرنا اليوم، آخر لقاءين من المرحلة الأولى من دوري المجموعات. وتلعب في السابعة تركيا مع جورجيا بينما ينتظر الجميع منتخب كريستيانو رونالدو البرتغالي في لقاء بارز مع منتخب تشيكيا.