كارلوس الكاراز يخترق نادي النجوم

نهاية أسبوع أكثر من رائعة للإسبان، فقد تزامن فوز منتخب إسبانيا ببطولة اوروبا مع فوز لاعب التنس الشاب كارلوس الكاراز ببطولة ويمبلدون البريطانية للتنس للسنة الثانية على التوالي. فقد نجح الكاراز في تكرار الفوز الذي حققه السنة الماضية وعلى نفس المنافس الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي كان يسعى للفوز بلقبه الـ٢٥ في الدورات الكبرى لكنه اصطدم بشاب بالكاد بلغ عامه الـ٢١ ولكنه قوي للغاية ويملك مهارات عالية، جعلته ينهي اللقاء ويحسم الفوز لصالحه بثلاثة أشواط نظيفة، وهو أمر نادر الحصول مع بطل التنس الصربي الأسطوري الذي اعتاد على إكتساح أخصامه أو بأسوأ الأحوال الخسارة بشق النفس.

ولكن الكاراز الذي بدأ يفرض أسلوبه كلاعب شبه متكامل يجيد قراءة أفكار خصمه ويضرب ضرباته الأمامية بمزيج لامتناهي من القوة والدقة، مما صعّب مهمة هزيمته من أي خصم كان. وإذا عرف مدرّب الكاراز ومواطنه خوان كارلوس فيريرو كيف يكمل في تطوير قدرات اللاعب، فإنّ إبن منطقة مورسيا هو بالتأكيد مشروع نجم جديد سيحطم كلّ الأرقام القياسية لمن سبقه ويسطر إسمه بأحرف من ذهب في سجلات التنس، وهذا الأمر مسألة وقت ليس إلا. 

وبعد أن بدأ مسيرته من خلال بطاقة دعوة «وايلد كارد» إلى دورة ريو المفتوحة، ها هو الكاراز يحقق انتصاره الـ ١٠٠ في ويمبلدون ويحرز لقبه الرقم ١٥ في الفردي والرابع في البطولات الأربع الكبرى وكذلك الثاني تواليًا في أهم بطولات موسم ويمبلدون، ليتفوق على لاعبين كبار أمثال الأساطير الحاليين مواطنه رافايل نادال، وخصمه في النهائي ديوكوفيتش، والسويسري روجيه فيديرير، وأبرز نجوم الحقبة السابقة امثال اندريه أغاسي، الذي شاهد المباراة النهائية من على مدرجات الملعب، وستيفان إدبرغ، ومواطنيه من السويد ماتس فيلاندر، وبيورن بورغ، والأميركيين جيمي كونورز، وجون ماكنرو، وغيرهم من النجوم الذين لم يسبق أن وصل أي منهم إلى ما وصل اليه الكاراز في هذه السن المبكرة. 

لكن هناك أمر يزعج بعض محبي اللعبة وهو أنّ الكاراز يبالغ في الإحتفال كلما فاز بنقطة، لكون لعبة التنس معروفة بهدوء لاعبيها واحتفاظهم برباطة جأشهم عند الانتصار، وهذا أمر قد يستفز لاعبي ومشجعي الخصوم. لكن هناك بالمقابل الكثير من الناس التي تدعم وتشجع الكاراز وتفرح بكل إحتفالية يقوم بها وتعتبر أنّّه من حقّ الأإسباني أن يفجّر طاقته بالطريقة التي يحبّها طالما هي ضمن القانون المسموح به.