التأثير الخفي لتغير المناخ على صحّة الجلد

التأثير الخفي لتغير المناخ على صحّة الجلد

  • ٢٢ آب ٢٠٢٤
  • تمارا طوق

بشرتنا، خط الدفاع الأوّل، تتعرّض لخطر متزايد مع تغيّرالمناخ. من حرارة الشمس الحارقة إلى تلوّث الهواء المتفاقم إلى السمرة الإصطناعيّة. بينما يستمر تغيّر المناخ في إعادة تشكيل بيئتنا، تتجاوز تأثيراته درجات الحرارة المرتفعة والأحداث الجويّة المتطرفة. أحد الجوانب التي غالباً ما يتم تجاهلها هو تأثيره على صحّة الجلد.

بشرتنا، خط الدفاع الأوّل، تتعرّض لخطر متزايد مع تغيّرالمناخ. من حرارة الشمس الحارقة إلى تلوّث الهواء المتفاقم إلى السمرة الإصطناعيّة.
بينما يستمر تغيّر المناخ في إعادة تشكيل بيئتنا، تتجاوز تأثيراته درجات الحرارة المرتفعة والأحداث الجويّة المتطرفة. أحد الجوانب التي غالباً ما يتم تجاهلها هو تأثيره على صحّة الجلد. تسلّط المؤسسات الرائدة مثل Mayo Clinicو Harvard Medical School الضوء على كيفيّة تأثير المناخ المتغيّر بشكل كبير على صحّة الجلد. إنّ فهم هذه التأثيرات أمر حاسم لتطوير أستراتيجيّات لحماية جلدنا في مناخ متقلّب بشكل متزايد. كما والدراسات تفيد بأنّ دخان الحرائق التي تتزايد مع السنوات بسبب تغيّر المناخ قد تكون السبب الأوّل في الإرتفاع الحاد في عدد المرضى الّذين يعانون من نوبات الأكزيما والتهاب الجلد.
وبهذا يكون الإنسان هو العدو الأوّل لنفسه. فنحن نشهد اليوم كيف أنّ الكم الهائل من الجمال الإصطناعي قد أثّر على الصحّة وتحديداً النساء حيث أنّهنّ يتعرّضن بشكل دائم وشهري للأشعّة الفوق البنفسجيّة التي تُعرف بالـ UV light ، هي أحد التأثيرات المباشرة لتغيّر المناخ على صحّة الجلد،  لا بل أنّ هذا ليس السبب الوحيد بما يخص الأشعّة الفوق البنفسجيّة. فوفقاً لمركز أبحاث Mayo Clinic فأنّ تآكل طبقة الأوزون الذي يتفاقم بفعل إرتفاع درجات الحرارة العالميّة وإنبعاثات الغازات الدفيئة، تؤدّي إلى مستويات أعلى من الأشعة فوق البنفسجيّة التي تصل إلى سطح الأرض ويمكن أن يتسبّب هذا التعرّض المتزايد في تسريع شيخوخة الجلد، ممّا يؤدّي إلى ظهور التجاعيد، والبقع الشمسيّة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. يشرح الدكتور باتريك مكماهون، طبيب الأمراض الجلديّة قائلاً: «مع زيادة الأشعّة الفوق النبفسجيّة يصبح خطر تلف الجلد أكثر أهميّة».
فبما أنّنا نعيش اليوم عواقب ما فعلناه بعناصر الحياة، فها أنّنا نشهد الإرتفاع في درجات الحرارة والتّي تؤدّي إلى نوع من حساسيّة الجلد.
تؤكّد أبحاث كليّة هارفارد الطبيّة أنّ درجات الحرارة المرتفعة وارتفاع موجات الحرارة يمكن أن تؤدّي إلى مجموعة من مشاكل الجلد. تشير مدونة صحّة هارفارد إلى أنّ الحرارة الزائدة يمكن أن تؤدّي إلى تفاقم حالات مثل الأكزيما والصدفيّة. كما ويمكن أن تثير العرق والرطوبة الزائدة  من نوبات وتفاقم الأعراض، ممّا يجعل من الضروري للأفراد الذين يعانون من هذه الحالات إعادة النظر في العناية بجلدهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعطّل درجات الحرارة الأكثر دفئاً وظيفة الحاجز الطبيعي للجلد. تقول الدكتورة ليزا ك. وافيلي، طبيبة الأمراض الجلدية في كلية هارفارد الطبيّة: بأنّه يمكن أن تؤدي الحرارة إلى جفاف الجلد ، ممّا يجعله أكثر عرضة للمهيّجات والعدوى وهذا الأمر جميعنا نواجهه اليوم. فالحفاظ على ترطيب الجلد واستخدام منتجات لطيفة وغير مهيّجة يمكن أن تساعد في تخفيف هذه التأثيرات المزعجة.
تلوث الهواء وصحّة الجلد
العلاقة بين تلوّث الهواء وصحّة الجلد، مجال آخر من القلق الذي تسلط عليه الضوء  كل من كليّة هارفرد و  Mayo Clinic .
فلقد تمّ ربط الملوّثات الهوائيّة مثل الجسيمات الدقيقة والأوزون الأرضي بتسريع شيخوخة الجلد وحالات الجلد الإلتهابيّة. يمكن أن تساهم الملوثات في الإجهاد التأكسدي، مماّ يؤدّي إلى تلف الخلايا والإلتهاب.
وحسب الدكتورة إميلي لامبرت من كليّة هارفارد الطبيّة: "يساهم التلوث في الإجهاد التأكسدي، الذي يسرّع شيخوخة الجلد ويمكن أن يؤدّي إلى تفاقم حالات مثل حب الشباب والورديّة. إستخدام منتجات العناية بالبشرة الغنيّة بمضادات الأكسدة وتنظيف الجلد بانتظام يمكن أن يساعد في الحماية من هذه الملوّثات"
التأثير على معدلات سرطان الجلد
الرابط بين تغيّر المناخ وزيادة معدلات سرطان الجلد مثيرة للقلق بشكل خاص. تفيد Mayo Clinic أنّ إرتفاع درجات الحرارة وزيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية تساهم في زيادة معدّلات الإصابة بسرطان الجلد، بما في ذلك الميلانوما وأنواع أخرى من السرطان. وقد حدّدت منظّمة الصحّة العالميّة سرطان الجلد كأحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً المرتبطة بالتغيّرات البيئيّة.
ينصح الدكتور مكماهون قائلاً: «الفحوصات الجلديّة المنتظمة والكشف المبكر هما الأساس. يجب على الأفراد أن يكونوا يقظين تجاه أي تغييرات في جلدهم والتشاور مع المتخصّصين في الرعاية الصحيّة لإجراء الفحوصات الروتينيّة».
التدابير الوقائيّة والتكيّف
في ضوء هذه النتائج، تدعو كل من المؤسسات إلى اتخاذ تدابير وقائيّة لحماية صحّة الجلد. تشمل التوصيات:
1. استخدم واقي شمس واسع الطيف مع  SPF لا يقل عن 30 يومياً، وأعد إستخدامه كل ساعتين و استخدام واقي الشمس بشكل يومي
2. الترطيب: حافظ على ترطيب الجلد من خلال شرب الكثير من الماء واستخدام المرطبات.
3. الملابس الواقية: ارتدِ قبعات ونظارات شمسيّة وملابس ذات أكمام طويلة لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجيّة.
4. الوعي البيئي: إبقَ على اطلاع بشأن جودة الهواء وتحذيرات الحرارة لتقليل التعرض للظروف الضارة.

 
المصادر:
· Mayo Clinic.«رعاية الجلد: كيف يؤثر تغير المناخ على جلدك»
· كلية هارفارد الطبية. »تغير المناخ وتأثيره على صحة الجلد»