صديق المسؤولين في الحزب عميل لإسرائيل: "شو وقفت عليّ"!
صديق المسؤولين في الحزب عميل لإسرائيل: "شو وقفت عليّ"!
وجّه القاضي فادي عقيقي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، إتهاماً رسمياً إلى المواطن محمد هادي صالح بجرم التعامل مع إسرائيل، مقابل حصوله على مبالغ مالية وصلت إلى 23 ألف دولار أمريكي. خلافًا لما تمّ تداوله، لا يحظى صالح بشهرة كمنشد ديني، بل كان يمارس الإنشاد كهواية ويشارك في قراءة "اللطميات الحسينية" بشكل غير منتظم، بالإضافة إلى مشاركته في كورال فرق الإنشاد التابعة أو المؤيدة لح/زب ال/له.
إدَّعى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي على المواطن محمد هادي صالح بجرم التعامل مع إسرائيل، في مقابل تقاضيه مبالغ مالية على دفعات بلغت 23 ألف دولار.
وصالح ليس منشدًا دينيًا معروفًا كما كتبت عنه الصحافة وبعض صفحات اوسائل التواصل الاجتماعي، بل كان هاويًا للأناشيد وقارئًا لما تسمّى "اللطميات الحسينية" بشكل ظرفيّ، وكذلك كان يشارك أحيانًا في الكورس لفرق الإنشاد التابعة أو المؤيدة لحزب الله.
تربط صالح علاقة صداقة متينة بنجل معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب حسن بدير المكنّى ب"الحاج ربيع"، لكنها ليست العلاقة الوحيدة بل إنّ لدى صالح شبكة علاقات بعدد من المسؤولين العسكريين والمحليين والمقاتلين في الضاحية الجنوبية.
علاقاته الواسعة ببيئة المنتمين للحزب تعود إلى دراسته في المدارس التابعة لحزب الله لذلك كان صديقًا لأبناء المسؤولين من زمن مقاعد الدراسة.
وما زاد ثقة بيئة حزب الله فيه هو صداقاته مع عدد كبير من "الشهداء" الذين قُتلوا في المعارك ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وتوثيقه لصور تجمعهم به الأمر الذي جعل الشبهة فيه شبه مستحيلة.
يتمتع بظلّ خفيف كما يروي مقربون منه ويحب رفاقه صوته الشجّي فكانوا يدعونه لقراءة الدعاء في المسجد، لكنه لم يحترف طريقة قراءة "مجالس العزاء" بسبب عدم نجاحه في الدراسة الدينية.
عنصر في حزب الله يؤكد أنَّ صالح كان يشارك في كل المناسبات الدينية وتشييع شهداء الحزب حتى الذين لا يعرفهم أحيانًا.
الدَّيْن أدى إلى العمالة
تورّط محمد هادي صالح في أعمال النصب والاحتيال من دون أن يخطط لذلك يقول صديق له بل إنَّ بطالته أدخلته في عالم البورصة وقد أدخل معه شبابًا من المحيطين به، ويشير إلى أنَّ منهم من كان يعلم بأن صالح متورط بديون مع آخرين لكنه كان يطمع بالمغريات المالية وكان صالح يرى أنّه لا يجبر أحدًا على التعامل معه وأنَّ عالم البورصة فيه الخسارة وفيه الربح.
تمّ القبض على صالح بعدما أوقف بسبب دعوى قضائية رفعها أحد المتضررين من عملياته المالية منذ نحو 3 أسابيع وسرّب أحد المحققين معلومة أنَّ الشاب الثلاثيني متوؤط بالعمالة، فانتشرت الأخبار عن "الخائن" في البيئة الشيعية، ما دفع بعائلته إلى إصدار بيان تنفي فيه تهمة العمالة وتؤكد تورّط ابنها بالمغامرات المالية التي آذت أهله وعائلته.
وبعدما اطّلعت استخبارات الجيش على بيانات هاتفه اكتشفت تواصله وتعامله مع أرقام مشبوهة تعود إلى وحدة 8200 الأمنية المسؤولة عن تجنيد اللبنانيين الشيعة لصالحها بحسب النتائج الأولية.
وخلال استجوابه عن السبب الذي أدّى به إلى العمالة قال للمحقق إنَّ أمر العمالة لا يقف عنده بل إنَّ هناك مسؤولين كبارًا في حزب الله هم من العملاء.
الوشاية ثابتة
وكشف التحقيق أنَّ صالح هو الذي تأكد من وجود رفيقه علي إبن المسؤول في حزب الله حسن بدير وعائلته في المنزل قبل استهدافهم وقتلهم في غارة جوية في حي ماضي في الضاحية الجنوبية في الأول من نيسان أبريل الماضي.
وعن كيفية الاتصال بالإسرائيليين كشف مصدر أمنيّ أنَّ الإسرائيليين هم الذين تواصلوا مع صالح بعدما خرقوا هاتفه ووجدوا أنه غارقٌ في الديون ومدمنٌ على أعمال البورصة.
وكشف المصدر أيضًا أنَّ الوحدة الأمنية الإسرائيلية سددت قسمًا من ديونه إلكترونيًا، مشيرًا إلى أنّه اضطر إلى مبادلة تسديد الديّن بتصوير عدد من الأبنية التي يسكنها مسؤولون محليون في الحزب وعدد من المراكز المدنية لكنّ إسرائيل لم تستهدفها لعدم أهميتها الأمنية والعسكرية.
وكشف المصدر أيضًا أنَّ حزب الله قبض عليه بعد استهداف شقة القيادي بدير في المكان المستهدف للاشتباه فيه لكنه تركه ولم يبقِ على توقيفه طويلًا بعدما تأكدت الجهة الأمنية في الحزب أنَّ المستهدف الشهيد يكون صديقًا للعميل.