نتن ياهو ونتن إبراهيم الأمين
نتن ياهو ونتن إبراهيم الأمين
يعلم موظّف الأخبار، تمام المعرفة، أنّ المعلومات الفائقة السريّة والدقّة والخطورة ليست في متناول أهل الصحافة بل أهل البيت. ومشغّلوه موقنون أنّ قوام حكومة "ڤيشي"، التي تُفشي أعمق أسرارهم، هم داخل الدائرة الضيّقة.
في خضمّ معركتنا في مشاغلة الرأي العام عن الرواية الإسرائيليّة المتمدّدة في العالم، وفي عزّ انهماكنا في جبهة إسناد مواطنينا المُبعدين، تحت حديد الإسرائيليّ وناره، نحو أحضانٍ وطنيّةٍ أكثر أمانًا بقليل، انهمك الأمين المساند لأوراق المفاوض الإيرانيّ، في جبهة التهويل والتخوين على أقلام، حبرها غير أصفر. في عالم الصحافة، الأصفر هو لون التفاهة والرداءة، وخلف الأصفر، هذا، عقولٌ خبيثةٌ قاتمٌ سوادها.
«الصحّاف إبراهيم»
منذ السابع من تشرين الفائت، كتب مناضلو ومناضلات منصّة «بيروت تايم»، بالألم والقلم، في مساندة أبرياء غزّة ولبنان، وفي فضح ارتكابات المعتدي، ما لم يكتبه أبو النوّاس في الخمرة. نقلوا دويّ قنابل العدوّ وصوت معاناة ذبائحه إلى القريب والبعيد. بادروا، رغم قُصر الباع وعقم من باع الوطن على طريق الممانعة والسّلطة، إلى تأمين مسكنٍ وغذاءٍ ليافعٍ، هنا، وغطاءٍ ودواءٍ لمُسنٍّ، هناك. فما الذي أضاق ذرع الصحّاف الأمين إلى هذا الحدّ؟!
ليست سادية المعتدي ولا خبث عناوين الحرب والإخفاق في الإنجاز والعمى عن الخروق الجسيمة خفيّةً على أحد. للمنظار القويم عدستان إثنتان، والصحافة القويمة هي التي تنظر بالإثنتين. فالإسناد لم يسند غزّة ولا المشاغلة شغلت الغزاة. فالواقع، وإن مريرا، يبقى واقعًا. ومن هم بعدسةٍ يتيمة، على شاكلة الصحّاف، يبقون على نشوتهم الزائفة، كما صدح الرجل، قبل ساعاتٍ من سقوط الصنم في ركام ساحات بغداد.
«بين نتنياهو ونتن إبراهيم الأمين»
يعلم موظّف الأخبار، تمام المعرفة، أنّ المعلومات الفائقة السريّة والدقّة والخطورة ليست في متناول أهل الصحافة بل أهل البيت. ومشغّلوه موقنون أنّ قوام حكومة «ڤيشي»، التي تُفشي أعمق أسرارهم، هم داخل الدائرة الضيّقة. لكنّ سلامة الغزّاويين واللبنانيّين ليست على لائحة اهتمامات مشغّليه. وعلى رأس اللائحة تلك، يتربّع إبقاء القبضة ممسكةً بزمام الأمر في لبنان. فهُم، بالتخوين والترهيب وهدر الدماء، أحكموا قبضتهم على البلد. وهم مستمرّون في لعبتهم هذه، لضمان إحكامها بعد انقشاع أعمدة الدخان. في جمال التضامن الوطنيّ الحاصل، في ظلّ المأساة، ينقشع زيف سرديّة كراهيّة الآخر، التي عمل عليها الصُفر من الصحافيّين والإعلاميّين والمؤثّرين المأجورين عند الحزب الأصفر. ثبُت، بالتجربة الوطنيّة الفعليّة، أن لا عدوَّ داخليًّا لبيئة الممانعة ولا حماية لهم من العدوّ الخارجيّ إلّا مواطنيهم. حقيقةٌ تشقّ حجاب هيكل الحكم الممانع. وحدها الحقيقة هي من أفقدت إبراهيم الأمين أعصابه. والحقيقة، أيضًا، هي أنّهم يريدوننا عالقين بين نتن ياهو ونتن إبراهيم الأمين.
«نُيوبُ الخُبث»
بتذييلٍ وهميٍّ مجهول، هدّد الأمين «الصحّاف» منصّة «بيروت تايم» وخوّن وتوعّد وكشّر عن أنيابه. ليست مكاتب المنصّة مخفيّةً. فهي في الطابق الخامس فوق أرض بيروت، لا تحتها. منشوراتها مذيّلةٌ، بوضوحٍ وصدقٍ وشجاعة، بأسماء كُتّابها ومناضليها. لا رسائل مشفّرة، بين سطورها، ولا أضاليل فيها. وفي وجه النتن يقول أهل المنصّة البيروتيّة: إذا رأيت نُيوب الخُبث بارزةً، فلا تظنّن أنّ الحُرَّ يرتعب.