الإختبارات الجديدة قد تغير في تشخيص «الباركنسون».

الإختبارات الجديدة قد تغير في تشخيص «الباركنسون».

  • ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤
  • تمارا طوق

قد تؤدي إختبارات جديدة إلى تحسين دقة التشخيص في المراحل الاولى من مرض باركنسون وحتى تشخيصه قبل ظهور الأعراض.

أفادت إحدى إستطلاعات الرأي التي نشرت  منذ 4 سنوات على موقع بريطاني متخصّص بأمراض الباركنسون، وقد شملت العينة 2000 شخصاً  أفاد 26٪  قيل لهم في البداية بأنّهم مصابون بمرض آخر وبالنتيجة أنّ 48٪ من هذه المجموعة تلقوا علاجاً لا يتناسب مع طبيعة المرض الفعلي، حيث 36٪ منهم تمّ علاجهم بالادوية و٦٪ خضعوا لعمليات جراحية. وكشف الإستطلاع أنّ النساء أكثر عرضة للتشخيص الخاطيء، والأخطاء الأكثر شيوعاً هي بين الذين تتراوح أعمارهم بين 51 الى 60 عاماً. ووفقاً لإستطلاعات رأي أخرى كشفت أنّ واحداً من أربعة أشخاص يتلقى علاجاً مغايراً لحالته قبل إكتشاف إصابته بالباركنسون.
وحسب بعض الخبراء أنّ أحد أسباب هذه الأخطاء تعود الى عدم وجود إختبار معملي أو تصويري. لأنّ التشخيص يعتمد حاليًا على الفحص السريري البصري حيث يبحث الطبيب عن أعراض حركية مثل تباطؤ الحركة أو الرعشة أو التصلب.
غير أنّه هناك موجة جديدة من إختبارات المؤشرات الحيوية  قد تساعد في تحسين دقة التشخيص في المراحل المبكرة من المرض حتى تشخيصه قبل ظهور الأعراض. وتَكشف  هذه الإختبارات المساعدة لتأكيد الباركنسون بدقة أعلى من خلال فحص شكل غير طبيعي من بروتينو وهو ما يعرف ب«الألفا سينيوكلين» في السائل الدماغي الشوكي أو الجلد أو الدم. في أغلب الأحيان يتمّ تأكيد تشخيص مرض باركنسون من خلال اكتشاف «ألفا سينيوكلين» غير الطبيعي في الدماغ ولكن بعد الوفاة.
يقول مدير مركز مرض باركنسون واضطرابات الحركة في جامعة بنسلفانيا أندرو سيدروف: « إنّ التشخيص السريري للمرض تصل نسبة الخطأ فيه الى 50٪ من الحالات ، ودقة التشخيص غالباً ما تتطلب خمس سنوات أي عند ظهور الأعراض الشائعة للمرض وهي مدة مؤذية لمن يعانون من الباركنسون، وفي هذا الإطار يمكن أن يساعد «ألفا سينيوكلين» في كشف مبكر أكثر دقة».

كيف يعمل «ألفا سينيوكلين»
تخيل أن البروتينات مثل قطع الأوريغامي(فن طي الورق لإنشاء أشكال مختلفة) لكي تعمل بشكل صحيح، يجب أن تُطوى بطريقة محددة. إذا طُويت بشكل خاطئ، تصبح عديمة الفائدة، بل وقد تكون ضارة.
في مرض باركنسون، هناك البروتين «ألفا سينيوكلين»  يطوى بشكل خاطئ، مثل قطعة الأوريغامي المشوهة. هذه البروتينات المشوهة تتجمع معًا لتشكل كتلًا سامة، مثل كومة من الأوريغامي التالف، فتضر عندئذ بخلايا الدماغ.
هذا الضرر يبدأ قبل سنوات من ظهور أعراض باركنسون المعروفة، مثل الرعشة وصعوبة الحركة.  وقد تظهر أيضاً أعراض مبكرة مثل فقدان حاسة الشم والإمساك ومشاكل النوم.

أما الآن  فيتمّ العمل على إختبار جديد يمكنه الكشف عن هذا البروتين (ألفا سينيوكلين) المشوه في عينات من الجسم، ليس فقط في الدماغ، ولكن أيضًا في الأمعاء والجلد والدم.  هذا الإختبار الدقيق يمكنه تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض باركنسون أم لا.
إنّما، ليس كل من لديه «ألفا سينيوكلين» المشوه مصاب بمرض الباركنسون.  بعض الأمراض الأخرى، مثل الخرف وأنواع معينة من الشلل، يمكن أن تتسبّب أيضًا بتشوه هذا البروتين.  لذلك، إنّ عمل الأطباء قيد الإختبار وجمع المعلومات الشاملة حول الباركنسون وغيره من الأمراض التي تتقاطع مع مسبباته توخياً لتخفيف نسبة الخطأ في التشخيص.
مع ذلك، يعتبر الباحثون أنّ هذا الإختبار خطوة كبيرة للأمام. فهو يساعد الباحثين على فهم الباركنسون بشكل أفضل وتطوير علاجات جديدة.  كما أنّه يساعد على تشخيص المرض في وقت مبكر، مما قد يسمح بالتدخل المبكر وتأخير أو حتى منع تطور الأعراض الشديدة.  ويعمل العلماء على تحسين الإختبار لتمييز الباركنسون عن الأمراض الأخرى بشكل أكثر دقة.

المصادر:
https://www.washingtonpost.com/wellness/2024/10/10/parkinsons-tests-alpha-synuclein/
https://www.washingtonpost.com/wellness/2024/09/05/parkinsons-disease-gut-study/
https://www.parkinsons.org.uk/news/poll-finds-quarter-people-parkinsons-are-wrongly-diagnosed