نجمة كرة القدم سيلين حيدر تخوض مباراتِها الحاسمة!
نجمة كرة القدم سيلين حيدر تخوض مباراتِها الحاسمة!
سيلين ليست مجرد رياضيةً موهوبة، بل هي ابنة الوطن الذي رفعت رايته في المحافل الإقليمية، وحملت طموحات جيل يؤمن بالرياضة كأداة للتغيير الإيجابي. قصة سيلين تُلهم الأمل وتعكس روح الوحدة بين اللبنانيين، حيث تسعى للعودة إلى الملاعب ومتابعة مسيرتها على الرّغم من التحديات. وهي مثال حقيقي للروح القتالية والصمود في وجه المحن.
سيلين حيدر، نجمة كرة القدم اللبنانية، تمثّل رمزًا للشجاعة والإصرار في الرياضة والمجتمع، وهي تخوض اليوم مباراتها الحاسمة وتكافح للخروج من غيبوبتها جرّاء إصابتها بشظايا في الرأس تعرّضت لها نتيجة غارةٍ إسرائيليّة على الشيّاح حيث تقيم وخضوعها لعملية جراحية دقيقة في الرأس بسبب الكسور والنزيف الحاد.
هذه الحادثة المؤلمة قلبت حياتها وحوّلت حلمها كلاعبة شابة إلى خوض معركة صعبة للتعافي. وانتشر فيديو مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر سيلين وهي ممدّدة أرضًا مضرّجةً بدمائها وإلى جانبها يصرخ شاب مفجوع. وتمّ نقل حيدر أولًا إلى مستشفى سان جورج في الحدث، ثم نقلت إلى مستشفى سان جورج في الأشرفية، حيث لا تزال في العناية المركّزة.
سيلين ليست مجرد رياضيةً موهوبة؛ بل هي ابنة الوطن الذي رفعت رايته في المحافل الإقليمية، وحملت طموحات جيل يؤمن بالرياضة كأداة للتغيير الإيجابي. قصة سيلين تُلهم الأمل وتعكس روح الوحدة بين اللبنانيين، حيث تسعى للعودة إلى الملاعب ومتابعة مسيرتها على الرّغم من التحديات. وهي مثال حقيقي للروح القتالية والصمود في وجه المحن.
انضمت سيلين إلى أكاديمية بيروت منذ 3 سنوات، وتدرّجت من فريق تحت 17 عامًا إلى ما دون 19. وحققت مع الفريق عدّة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابّات الموسم الماضي ولقب السيدات، بالإضافة إلى فوزها ببطولة غرب آسيا مع منتخب لبنان.
كما تجسّد سيلين حيدر روح التضامن والوحدة في المجتمع الرياضي اللبناني، وتعتبر مثالًا يحتذى به في مواجهة التحديات. الدعم الذي تلقّته من زميلاتها وزملائها والمجتمع الرياضي يعكس قوّة الروابط الإنسانية في أوقات الأزمات، ويعزّز الأمل في مستقبل أفضل للرياضة في لبنان.
المعاناة
وسط الألم، تعزف عائلتها وزميلاتها وزملاؤها ومدربوها لحن الأمل وينتظرون معجزة تعيد النّجمة النابضة بالحياة إليهم. من كلمات صديقاتها عن شخصيّتها الحنونة وضحكتها التي لا تفارق وجهها، إلى حملات الدّعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكلّ يترقب اللحظة التي ستستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة.
القصّة بدأت عندما اضطرّت عائلتها للنزوح من منزلها في الشيّاح بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعيّة. في ظل ظروفٍ مأساوية، والدتها، سناء شحرور، تواصل التأكيد: "ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها". وتسرد سناء تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل: "رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة" تحوّلت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تستعدّ لبدء تحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
لم تصدِّق الأم، ولا سيما أن سيلين كانت قد أبلغتها بأنّها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذّعر والارتباك وبدأت رحلة البحث عن معلومات حول حالتها، وتقول: "لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجوّل في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها". وتواصل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطّاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسرٍ في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعبًا، لكن الأم لم تفقد الأمل، على الرّغم من تأكيد الأطباء أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.
أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر من دون تحسُّن كبير. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم: "منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر".
عبّاس يحاول جاهدًا أن يتماسك عند الكلام، ويقول بحرقة: "سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدّدًا مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطنًا حرًّا علمانيًّا بعيدًا عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا".
واجتمع اللاعبون واللاعبات لإظهار دعمهم لسيلين، فتمّت إضاءة الشموع والصلاة من أجل شفائها. وتم تزيين ملعب ناديها بصورة كبيرة لها محاطة بالأعلام اللبنانية، مع عبارة مؤثرة تعبّر عن الأمل في عودتها القوية إلى الملاعب.
كما نظّم زملاء سيلين حملة تبرّعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدّدًا، فكما قالت زميلتها ميشال أبو رجيلي إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبّون الحياة كسيلين.
وقد أكد رئيس الأكاديمية زياد سعادة على أهمية الاستقرار والسلام في لبنان، مشدّدًا على قوة سيلين وعزيمتها في التغلّب على الصعوبات.
صمت
وطالبت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن محنة اللاعبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) بالقيام بالمزيد من أجل الدفاع عن اللّاعبين اللبنانيّين والفلسطينيّين المصابين أو الذين قتلوا في حرب غزة ولبنان، ودعوة الهيئتين إلى تعليق مشاركة إسرائيل في المنافسات الدولية.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، لم يردّ الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم حتى الآن على الدعوات لاتخاذ إجراءات، ومع ذلك، ذكرت الفيفا سابقًا: "العنف المستمر في المنطقة يؤكد أنه، فوق كل الاعتبارات، وكما ذكر في المؤتمر السابع والسبعين للفيفا، نحتاج إلى السلام. وبينما لا نزال مصدومين للغاية مما يحدث، وأفكارنا مع الذين يعانون، ندعو جميع الأطراف إلى استعادة السلام في المنطقة على الفور".