بالفيديو-دول الخليج تستنكر الحرب
بالفيديو-دول الخليج تستنكر الحرب
الإستنكار نابع من الحرص على إيران ، أم خوفاً من التداعيات التي ستصيبها أولاً؟
الحقيقة أنّ دول الخليج تقف على خط النار، وهي في مقدمة المتأثرين بأي تصعيد. فمع تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، إرتفعت أسعار النفط بأكثر من 10% خلال يومين فقط. هذا الممر الحيوي تمرّ عبره قرابة 20% من صادرات النفط العالمية و35% من تجارة الغاز الطبيعي المسال. أي استهداف فعلي له لا يعني فقط أزمة طاقة عالمية، بل ضربة مباشرة لاقتصادات الخليج التي تعتمد على استمرار تصدير النفط والغاز.
في حال تعرّض المضيق لضربة عسكرية أو تم إغلاقه، فإنّ تصدير النفط والغاز من السعودية، الكويت، قطر، والإمارات سيتوقف أو يتعطل، مما يؤدي إلى خسائر مالية ضخمة تُقدّر بمليارات الدولارات يومياً. السعودية وحدها تصدّر نحو 6 ملايين برميل يومياً عبر المضيق، بحسب شركة "فورتيكسا"، وهي الأكثر تضرراً من التعطيل.
شركات النفط الخليجية ستكون مجبرة على تقليص الإنتاج أو إستخدام خطوط بديلة كأنابيب البحر الأحمر، لكن هذه الخيارات محدودة وقد لا تغطي الكميات المطلوبة. أما على مستوى الشحن البحري، فالسفن التجارية ستصبح أهدافاً محتملة، مما يهدد موانئ رئيسية كالفجيرة، جبل علي، والدمام بالشلل، ويدفع شركات الشحن العالمية إلى تعليق عملياتها في المنطقة.
التبعات لا تقتصر على الطاقة والإقتصاد. فاستهداف إسرائيل لمفاعل فوردو ومواقع نووية إيرانية يرفع من إحتمالات تسرّب إشعاعي، قد يصل إلى دول الخليج المجاورة، ويهدّد المياه والهواء، وحتى منشآت تحلية المياه الحيوية للسكان.
التهديدات الإيرانية باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة تزيد من الطين بلّة. وجود قواعد أمريكية في البحرين وقطر والكويت قد يجعل هذه الدول عرضة لهجمات مباشرة أو غير مباشرة، لا سيما إذا انطلقت عمليات عسكرية من أراضيها.
ومع هذه المعطيات، تسود حالة إستنفار داخلية غير مسبوقة في عدد من دول الخليج، رافقها تحصين للمرافق الحيوية، وتحديث لخطط الطوارئ. وفي ظلّ تصاعد التوتر، تتزايد المخاوف من هجمات سيبرانية تستهدف بنى تحتية حيوية، خاصة في السعودية والإمارات، وتشمل شبكات الكهرباء، المصارف، والمطارات.
ما يجري اليوم لا يترك مجالاً للحياد أو المسافة. الخليج ليس على هامش المواجهة، بل في صلبها. وإذا ما تطوّرت الحرب، فإنّ الدول الخليجية ستكون أول الخاسرين، إقتصادياً، وأمنياً، وبيئياً، وربما عسكرياً.