لبنان يقترب من الحرب.. الحزب لن يتراجع، وإسرائيل تجهّز «الضربة القاسية»

لبنان يقترب من الحرب.. الحزب لن يتراجع، وإسرائيل تجهّز «الضربة القاسية»

  • ٣١ تموز ٢٠٢٥
  • أنطوني سعد

الحزب يحضّر على الأرض، إسرائيل تجهّز من الجو، والدولة تحتمي بالغموض. السؤال لم يعُد: هل تندلع الحرب؟ بل: متى تبدأ… ومن ينجو من فصولها؟

بين التصعيد السياسي في بيروت، والتحضيرات العسكرية جنوبًا، تُرسم معالم المرحلة المقبلة بوضوح مقلق: لبنان على مشارف حرب جديدة، وحزب الله لا ينوي التراجع.

في كواليس القرار، تؤكد مصادر دبلوماسية أوروبية أنّ إسرائيل أنهت إستعداداتها لشنّ حرب «أقسى من حرب 2024»،  تستهدف هذه المرة ليس فقط مواقع عسكرية في الجنوب أو البقاع، بل القلب السياسي والأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية. وتشمل لائحة الأهداف: قيادات مركزية في الحزب، مراكز لم تُقصف في السابق، إضافة إلى مصارف وشركات صيرفة تعمل على تبييض أموال الحزب، حتى ولو كانت خارج مناطق نفوذه التقليدية.

اللافت أنّ الخطط الإسرائيلية – بحسب المصادر – لا تميّز كثيرًا بين العسكري والسياسي والإقتصادي، بل تعتبر أنّ شبكة نفوذ الحزب تمتد أبعد من جغرافيا الضاحية والجنوب. ولهذا، فإنّ الأهداف قد تشمل مواقع لم تُستهدف سابقًا، ومؤسسات مالية تعمل من بيروت إلى الشمال، طالما أنّها مذكورة في لوائح تمويل «المنظومة».

في المقابل، حزب الله لا يُخفي نواياه. فكل خطوة على الأرض توحي بأنّ الحزب لا يتحضّر لاحتمال الحرب، بل يتهيأ لها كأمر واقع. الجنوب يتحوّل إلى جبهة مفتوحة على الإستعداد، البقاع يستعيد مشهده التعبوي، وفي الضاحية تُرصد تحركات لوجستية لافتة. بحسب معلومات محلية، تمّ توزيع تجهيزات على القرى، وتمّت دعوة رؤساء بلديات إلى إجتماعات مغلقة خُصصت لوضع خطط طوارئ، بينها فتح المساجد والقاعات العامة للإيواء والتنسيق. هذه المؤشرات لم تعُد خفية، بل ثبّتها الشيخ نعيم قاسم بكلمات حاسمة في خطابه الليلة الماضية: «السلاح ليس مطروحًا للنقاش، والمقاومة لن تُهزم».

أما في الدولة، فتتجه الأنظار إلى جلسة حكومية مقرّرة الأسبوع المقبل لمناقشة ملف نزع سلاح حزب الله. ورغم ضغوط أميركية وإسرائيلية معلنة، لا تبدو الحكومة في وارد إتخاذ قرار حاسم. ففي إحتفال الجيش اللبناني، أطلق الرئيس العماد جوزيف عون إشارة واضحة إلى تبني ما يُعرف بـ«حل برّي»، أي ربط السلاح بالإعمار ووقف العدوان، لا بتسوية داخلية. هذا الطرح سبق ورفضته واشنطن وتل أبيب، واعتبرته «مجرد مناورة سياسية».

بهذا المشهد، يصبح واضحًا أنّ الساحة اللبنانية تدخل مرحلة جديدة:

الحزب يحضّر على الأرض، إسرائيل تجهّز من الجو، والدولة تحتمي بالغموض.

السؤال لم يعُد: هل تندلع الحرب؟

بل: متى تبدأ… ومن ينجو من فصولها؟