بالفيديو: طرقات لبنان… قصة موت لا تنتهي

بالفيديو: طرقات لبنان… قصة موت لا تنتهي

  • ٢٠ آب ٢٠٢٥
  • ناتالي أبو حرب

في شهر آب 2025 وحده، سجّلت اليازا سقوط أكتر من 40 قتيل في حوادث السير، بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين تغيّرت حياتهم بلحظة. وقد حذّرت اليازا من هذا الرقم الصادم، معتبرةً أنّه إذا ما استمرّ الوضع بهذه الوتيرة، فقد يحصد لبنان أكثر من ألف ضحية سير خلال عام واحد

في بلدٍ يفترض أن يواكب العالم في تطوّره، طرقات لبنان ما زالت شاهد على مأساة يومية لا تنتهي.

شوارع محفّرة، إنارة غائبة، إشارات خارج الخدمة، إهمال سيّد الموقف، وفوضى سير، بحيث تحوّلت كلّ رحلة بسيارة لمغامرة: إمّا تصل الى البيت، أو تصبح رقم جديد في إحصاءات «اليازا»!

 

في شهر آب 2025 وحده، سجّلت اليازا سقوط أكتر من 40 قتيل في حوادث السير، بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين تغيّرت حياتهم بلحظة.

وقد حذّرت اليازا من هذا الرقم الصادم، معتبرةً أنّه إذا ما استمرّ الوضع بهذه الوتيرة، فقد يحصد لبنان أكثر من ألف ضحية سير خلال عام واحد.

إنّ الأسباب باتت معروفة للجميع: إهمال رسمي مزمن، غياب التخطيط، غياب الإنارة على معظم الأوتوسترادات، غياب صيانة حقيقية للحفر والطرقات، إضافة إلى تهوّر بعض السائقين وغياب الرقابة  والمتابعة الصارمة.

والغريب أنّه وبحسب اليازا، طبيعة الحوادث في الأشهر الأخيرة اتّسمت بوقائع غير مألوفة، من بينها كثرة حوادث الشاحنات والصهاريج، وإرتفاع حوادث الدراجات النارية، إلى جانب إصطدام السّيارات بالمحالّ التجارية، وإنقلاب السيارات على الطرق الساحلية والجبلية، وحوادث الصدم على الطرقات العامة.

 

هذه الحوادث كانت مرتبطة بالسرعة الزائدة، غياب المعاينة الميكانيكية، انعدام الرقابة، انتشار السيارات المتهالكة، فضلاً عن تكاثر الدراجات غير المسجّلة وتجاهلها قواعد السير.

المفارقة أنّ العالم من حولنا يتّجه نحو النّقل الذكي والطرقات الذكية والسيارات ذاتية القيادة، بينما نحن في لبنان، طرقاتنا ما زالت مقابر جماعية تخطف أرواح الشباب.

 

والواقع، إنّ أرقام الضحايا لم تعُد مجرّد إحصاءات. هم أناس مثلنا، كانوا عائدين الى بيوتهم ولم يصلوا... فمن الممكن ألّا نكون قادرين على تغيير كلّ شيء، لكن يمكن ان نستمرّ بالمطالبة، ونذكّر أنّ حياتنا ليست مجرّد تفصيل، ليست مجرّد رقم، بل هي حقّ!