بيروت تستعد لمعركة إنتخابية ساخنة: 50 مرشحاً و10 لوائح في أفق غير واضح!

مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية في بيروت، تبدو العاصمة على أعتاب معركة إنتخابية غير مسبوقة، حيث تتأهب عشرات الشخصيات السياسية لخوض غمار المنافسة في إستحقاق يُتوقع أن يكون معقداً وطويل الأمد، حيث تتعدد اللوائح وتتشعب التحالفات.

التيار الأزرق: هل يخرج من دائرة الجمود؟

بالرغم  من أنّ المشهد العام يوحي بأنّ الطريق لن يكون مفروشاً بالورود أمام أي طرف، إلا أنّ أجواء الإنتخابات في بيروت تبدو أكثر تشتتاً من أي وقت مضى. فبعد المقاطعة المدوية التي فرضها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على الإنتخابات الماضية، يلوح في الأفق ظهور تمرد داخلي على قرارات القيادة.

شباب «المستقبل» بدأوا في التحرّك، مطالبين بممارسة العمل السياسي لضمان إستمرارية التيار وتوسيع قاعدة الدعم في العاصمة. لكن رغم هذه الحماسة، يبدو أنّ المسار ليس سهلاً. فالمعلومات تشير إلى أنّ الحريري لن يكون حاضراً شخصياً في بيروت لدعم مرشحيه، نظراً للحساسيات السياسية في المنطقة. ومن المتوقع أن يتواجد عدد من الشخصيات المحسوبة على تيار المستقبل ضمن لوائح أخرى، ربما بدون الدعم المباشر من «بيت الوسط»

لوائح عدة في السباق: تنافس ضخم وتوقعات مكلفة

حتى اللحظة، التوقعات تشير إلى أنّ ما لا يقل عن 10 لوائح إنتخابية ستتنافس على المقاعد البيروتية. والمثير في هذه المعركة هو حجم اللوائح المتعدد التي ستكون بحاجة إلى ميزانية ضخمة لدعم حملاتها.

ويتحدث بعض المتابعين عن تكلفة تشغيلية قد تتجاوز مليون دولار لكل لائحة، وهو ما يعكس حجم التحدي الذي سيواجهه الجميع في هذا الاستحقاق.

أبرز هذه اللوائح:

１-    لائحة تيار المستقبل: بقيادة وجوه قريبة من التيار مثل النائب السابقة رلى الطبش، رغم عدم وجود دعم مباشر من سعد الحريري.

２-    لائحة بهاء رفيق الحريري: ويُتوقع أن يكون رجل الأعمال وراء هذه اللائحة، مع إحتمال ضم شخصيات مثل بلال حمد، رئيس بلدية بيروت السابق.

３-    لائحة فؤاد مخزومي: رغم القلق من تراجع شعبيته، والجهد الهائل الذي يبذله لعدم التفريط بموقعه النيابي.

４-    لائحة جمعية المشاريع (الأحباش): حيث يجري التنسيق المستمر مع مخزومي.

５-    لائحة يؤيدها رئيس الحكومة نواف سلام: تضم مجموعة من الأسماء البارزة مثل النائب وضاح الصادق، وصالح المشنوق.

６-    لائحة المجتمع المدني: برئاسة النائب إبراهيم منيمنة.

７-    لائحة الوزير السابق شربل نحاس

من ينجو من «الزحمة»؟

الطريق إلى الفوز في الإنتخابات البيروتية لا يزال ضبابياً. العديد من المرشحين قد يتراجعون عن نيتهم للترشح في اللحظة الأخيرة، مع إقتراب موعد فتح باب الترشيحات. وقد تنشأ تحالفات مفاجئة بين بعض اللوائح في اللحظات الأخيرة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمن سيكون الفائز في النهاية.

ومما لا شك فيه أنّ الحملات الإنتخابية في بيروت ستكون مكلفة، في وقت يواجه فيه البلد أزمات إقتصادية خانقة. وبغض النظر عن شكل المنافسة أو التحالفات التي قد تتشكل، يبدو أنّ معركة بيروت الإنتخابية ستكون أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. ومع وجود العديد من اللوائح والمرشحين، وإستمرار الفراغ السياسي في بعض التيارات الكبرى، والنتيجة قد تكون مفتوحة على جميع الإحتمالات.