بالفيديو: «الشيف» مارك محفوظ .. شغف الطفولة يقود إلى إنجاز عالمي بنكهة لبنان

بالفيديو: «الشيف» مارك محفوظ .. شغف الطفولة يقود إلى إنجاز عالمي بنكهة لبنان

  • ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥
  • ناتالي أبو حرب

جال مطابخ العالم، حاملًا قناعته الراسخة بأنّ المطبخ اللبناني عريق ويستحق العالمية، واليوم يقف على مشارف نيل نجمة ميشلان، قصة نجاح تلهم الشباب.

من مطبخ صغير في منزله العائلي إلى جوائز عالمية، حقق «الشيف» اللبناني مارك محفوظ قصة نجاح ملهمة. شغفه المبكر بالمطبخ، وإصراره على مواجهة التحديات، جعلاه يجمع بين الأصالة اللبنانية والمعايير العالمية في فن الطهو، ليصبح نموذجًا يُحتذى به لكل شاب لبناني يحلم بالتميز.

بدأت رحلة مارك محفوظ مع الطبخ منذ صغره، حين كان يعود من المدرسة ليقوم بنفسه بتسخين الطعام، بينما كان والداه منشغلين في العمل. هذه اللحظات الصغيرة جسّدت ولعه المبكر بفن الطهو، وحبه لتحويل المكونات البسيطة إلى تجارب إستثنائية.

بالرغم من شغفه، واجه محفوظ في لبنان تصورات نمطية عن مهنة الطاهي، إذ كان يُنظر إليه على أنّه مجرد «طبّاخ يقطّع البصل ويفرمه». هذا التصور شكّل تحديًا كبيرًا، لكنه لم يثنه عن رفع مكانة المهنة وجعلها تحظى بالإعتراف والدعم الذي تستحقه.

لقد بدأ محفوظ مسيرته المهنية بجدية منذ سن السادسة عشرة، وحصل على منحة دراسية إلى فرنسا، حيث التحق بمدرسة Paul Bocuse، إحدى أرقى معاهد فن الطهو عالميًا. واجه هناك تحديات كثيرة، لكنه ظلّ متمسكًا بحلمه في أن يحقّق نجاحه الكبير مع الحفاظ على هويته اللبنانية.

كما أنّ مسيرته الدولية شملت مطابخ حول العالم، حاملاً معه قناعة راسخة، بأنّ المطبخ اللبناني عريق ويستحق أن يُرفع إلى العالمية. وخلال رحلته، التقى بالكثير من المشاهير وشارك خبرته معهم، ما أضاف بعدًا فريدًا لتجربته.

حصد محفوظ جائزة Michelin Gourmand في قطر بعد خمسة أشهر فقط من افتتاح مطعمه، ما يضعه على مشارف نيل نجمة ميشلان، ليصبح من أوائل اللبنانيين الذين يحققون هذا الإنجاز في فترة قياسية.

 ورغم نجاحه في الخارج، لم يبتعد عن بلده، إذ اشترى أرضًا في لبنان دعماً للإنتاج المحلي وتمهيداً لافتتاح مطعمه مستقبلاً، ويهدف من خلاله لاستخدام المكونات اللبنانية الأصيلة، مستلهمًا التراث الوطني، لنقل المطبخ اللبناني إلى العالمية وفق معايير حديثة.

يقول محفوظ: «كل صحن أقدمه يحمل قصة من حياتي، مشاعر وأحاسيس». ويضيف: «الهوية ليست عائقًا، بل مصدر قوة، والطموح لا يعرف حدودًا، والنجاح يبدأ دائمًا من الشغف والمثابرة».

ويعتبر أنّ الطريق نحو النجاح مليء بالصعوبات، وأنّ كل من يريد تحقيق حلمه في الطهو يحتاج إلى الإصرار والتعلّم المستمر، و«إذا كان الشغف حقيقيًا، فإنّ النتيجة تستحق كل التعب».