القاضي جمال الحجار خلفاً لعويدات؟
القاضي جمال الحجار خلفاً لعويدات؟
فرضت السلطة السياسية قرارها بتكليف القاضي جمال الحجار للقيام بمهام المدعي العام التمييزي، بعد إحالة القاضي غسان عويدات إلى التقاعد يوم الأربعاء المقبل، 22 شباط.
إتُخِذ القرار بعد إصرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبموافقة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي رفض تولي أي قاضٍ شيعي أو مسيحي لهذا المنصب المعروف أنّه من حصة الطائفة السنية. كذلك تشير المعلومات إلى أنّ الرئيس برّي لم يبدِ تمسكه كثيراً بإسم القاضية ندى دكروب لتولّيه، لأنّه فضّل الحفاظ على حساسية هذا المنصب وتكليف أو إنتداب قاضٍ سني، منعاً للبلبة خصوصاً بعد تولّي القاضي الشيعي بلال حلاوي منصب قاضي التحقيق الأول في بيروت، وبعد تولّي وسيم منصوري القيام بمهام حاكم مصرف لبنان.
تقول المراجع القضائية أنّ رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي سهيل عبود، إجتمع بالقاضية ندى دكروب(من الطائفة الشيعية) إبنة أخت رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، خلال الأيام الماضية، التي سبق ووافقت منذ أسابيع على تولّي هذا المنصب، مؤكدةً أنّها جاهزة للقيام بمسؤولياتها، وكان هدف الجلسة مناقشة قرارها والتباحث في هذا الخصوص، وبعد إنتهاء إجتماع القضاة، تبيّن أنّ القاضية دكروب تراجعت عن قرارها، بسبب إصرار السلطة السياسية، ومجلس القضاء الأعلى على تولّي قاضٍ من الطائفة السنيّة لهذا المنصب، حرصاً على التوزيع الطائفي للمناصب القضائية.
وبعد أسابيع طويلة من النقاشات، تقول المصادر أنّ القاضي جمال الحجار سيُكلّف من قبل رئيس مجلس القضاء الأعلى، سهيل عبود، وسيصدر هذا القرار خلال أيام قليلة، أو في 23 شباط كحد أقصى.
أما الأزمة التي وقعت خلال الفترة الماضية، هي رغبة مجلس القضاء الأعلى بإيجاد المخارج القانونية لتكليف الحجار، بالرغم من موافقة دكروب على تسلّم هذا المنصب. وإنقسام القضاة حول هذه الحلول، بين من رأى أنّ القاضية دكروب هي المرشحة لهذا المنصب وفقاً للقانون ولا يمكن تجاوز النصّ القانوني، وبين من إعتبر أنّ رئيس مجلس القضاء الأعلى يحقّ له المضي في هذا الإتجاه لأنّ القاضي الحجار من الطائفة السنية وهو من القضاة الأعلى درجة والأكبر سناً.
مصادر «بيروت تايم» أكدت أنّ مجلس القضاء الأعلى رافض لبقاء هذا المنصب شاغراً، لذلك قرّر التدّخل في هذا الأمر، والمخاوف كانت من إصرار القاضية دكروب على تولّي المنصب (أي أن تتمسك بالقانون الذي يجيز لها إستلام هذا المنصب في 22 شباط، كأن تحضر إلى النيابة العامة التمييزية في 22 شباط لتولي منصبها) وإصرار السلطة السياسية على تكليف الحجار، ما يعني إشتعال الخلافات القضائية بين القضاة، وفي هذا الإطار، نذكر الإشكال المستمر حول مركز قاضي التحقيق الأول، حين كُلف القاضي وائل صادق (سني) لهذا المنصب، وكان من المفترض تكليف القاضي فؤاد مراد لكونه الأعلى درجة، وبعد إرتفاع وتيرة الخلافات بين القضاة، إعتذر القاضي صادق عن تولّي هذا المنصب، فكُلّف القاضي بلال حلاوي (من الطائفة الشيعية) ولم يكلّف القاضي مراد الذي يستمر في خوض هذه المعركة حتى الآن، وتقدّم بطعن أمام شورى الدولة ورُد الطعن. مع العلم أنّه في حال شغور منصب المدّعي العام التمييزي وعدم الإتفاق على إسم واحد، قد يتجه قضاة النيابة العامة التمييزية إلى تقسيم الملفات القضائية فيما بينهم ، حتى تعيين أو تكليف قاضٍ لتولي المنصب، وهذا لا ينفي إمكانية نشوب بعض المشاكل بين قضاة النيابة العامة التمييزية حول الملفات القضائية وطرق تقسيمها.
وبعد كلّ هذه التأكيدات القضائية بأنّ الحجار هو المدّعي العام التمييزي الذي سيخلف عويدات، أوضحت مراجع قضائية إمكانية إنقلاب المعطيات فجأة، ولا يمكن التأكّد إلّا في 22 شباط تحديداً.