لقاء الإليزيه في التوقيت المناسب.. ودعم الجيش على قائمة المساعي الأوروبية!

لقاء الإليزيه في التوقيت المناسب.. ودعم الجيش على قائمة المساعي الأوروبية!

  • ١٩ نيسان ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

محطة إستثنائية للبنان تمرّ بها المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزف عون، في قصر الإليزيه.

قرّر المجلس الأوروبي، تقديم دعم معزّز للقوات المسلّحة اللبنانية، وسيتمّ تقديم المساعدات لتنفيذ الإستجابات الأساسية لاقتصاد لبنان، بحسب ما أعلنه الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» خلال مؤتمر صحافي مساء أمس. ويجتمع الأخير اليوم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون، في قصر الإليزيه، لبحث ملفّات عديدة.
يأتي هذا اللقاء في وقت لافت، حيث التطوّرات الميدانية على الجبهة اللبنانية وفي المنطقة تتفاقم. 
على ضوء ذلك، تفيد مصادر مطّلعة على هذا الملف أنّ دعم الجيش والقرار الأوروبي في هذا التوقيت، من شأنه تحرير لبنان من الوضع السائد في الجنوب. 
ويضيف المصدر أنّه سبق لفرنسا أن قامت بمبادرات عديدة، بغية الضغط على «حزب الله»، كي لا ينزلق لبنان الى دائرة الحرب الإقليمية. 
ومن اللافت اليوم، حضور «جان إيف لودريان» الإجتماع، وقد زار الولايات المتحدة قبل أيام والتقى المبعوث الأميركي «آموس هوكشتاين»، ما يطرح علامات استفهام حول الملف الأهم على طاولة «ماكرون»، ميقاتي وقائد الجيش. 
وفي سياق متّصل، أشارت مصادر صحفية، أنّ العماد عون، وبعد اجتماعه بنظيره رئيس أركان الجيش الفرنسي «تييري بوركهارد»، سينضمان إلى غداء العمل الذي يقيمه ماكرون لميقاتي، حيث ستستكمل المحادثات حول سبل تلبية الحاجات الأساسية للجيش اللبناني، حتى يتمكن من القيام بمهماته كاملة، ولا سيما في منطقة عمل «اليونيفيل» في حال عودة الهدوء.
خارطة طريق جديدة تضعها اليوم أوروبا، لتوضيح أهمّ النقاط التي لا بدّ للبنان أن يعمل عليها، في حين أنّ ملف الرئاسة مؤجل إلى ما بعد حرب الجنوب، بحسب مصادر موثوقة. إذن، لا يندرج موضوع دعم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية اللبنانية، ضمن أولويّات المساعي الفرنسية.
إلى ذلك، المخاوف من اتّساع الحرب جنوباً ستكون الأكثر حضوراً في لقاء ميقاتي و«ماكرون»، في محاولة لتفعيل الضغوط الأوروبية لمنع تفلت الوضع العسكري بشكل تصعب السيطرة عليه، كما أنّ ما يتطّلع إليه ميقاتي في إجتماعه اليوم، بحسب معلومات صحفية، يكمن في تأمين شبكة أمان أوروبية أميركية للبنان، تضمن له عدم تطاير شظايا الهجوم الإسرائيلي على إيران لتطال جنوب لبنان.
من جهة أخرى، جاء في مذكرة صدرت الخميس عن قصر (كيجي)، مقرّ الحكومة الإيطالية، أنّ رؤساء دول وحكومات الإتحاد الأوروبي قد التزموا بالفعل بمواصلة دعم الجهات الأكثر ضعفاً في لبنان، بما في ذلك اللاجئين، والنازحين والمجتمعات المضيفة لهم، التي تواجه صعوبات جمّة. في محاولة من الجانب الأوروبي مساعدة لبنان في إيجاد صيغ لحل معضلة اللجوء وتخفيف أعبائه، مع العلم أنّ الأمر يعود إلى النظام اللبناني الداخلي، فإذا لم تعمل الدولة اللبنانية بجدًّ لحل هذه الأزمة، فمساعي أوروبا لا تقدّم ولا تؤخّر. 
على الرغم من الملفّات العدّة المطروحة في إجتماع الإليزيه، يبقى موضوع الجبهة الجنوبية الأهم بالنسبة إلى فرنسا وأوروبا. 
والجدير ذكره، أنّ إجتماع الإليزيه ينعقد بعد يومين من إجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل، حيث أعلن قادة الاتحاد الأوروبي أنّ الإتحاد جاهز للعمل مع كل الأفرقاء لتجنّب المزيد من التصعيد في المنطقة، وتحديداً في لبنان.