المجموعات المسلّحة عتادها وعديدها..

المجموعات المسلّحة عتادها وعديدها..

  • ٢١ نيسان ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

تختلف القدرات العسكرية من مجموعة إلى أخرى في مختلف الدول العربية.. وهدفها تلبية «المشروع الإيراني»

لم يعُد مستغرباً، بأنّ طهران تنظر باهتمام لأي من أحزابها المسلّحة المتحالفة معها في الشرق، والمنتشرة في عدّة دول عربية، على رأسها لبنان. الواضح من ذلك، محاولة تنشيط أذرعها، لتكون الخط الدفاعي الأمامي  لها، ومنافسة القوى الإقليمية التقليدية في المنطقة، إذ تدعم «مباشرة أو بطريقة غير مباشرة»، أكثر من 20 جماعة مسلحة، غالبيتها مصنفة «إرهابية» في الولايات المتحدة.
يطلق على هذه المجموعات محور المقاومة ضدّ إسرائيل، تحت شعار «وحدة الساحات»، منها: حزب الله اللبناني، الحوثيون في اليمن، جماعات مسلّحة عدّة في العراق وسوريا وصولاً إلى فيلق القدس. تمدّ إيران هذه المجموعات عسكرياً، ولكلّ منها دور في المنطقة، مع العلم أنّ عبارة «وحدة الساحات» فقدت صداها بعد عملية طوفان الأقصى، بحيث لا يخفى أنّ حركة حماس، بقيت وحدها في المواجهة الكبرى.. فإذا لم يتمّ تطبيق شعار وحدة الساحات بشكل عملي في مثل هذه اللحظة متى إذاً؟ 
وعلى الرغم من فتح الجبهة الجنوبية في لبنان من قبل حزب الله، إلّا أنّ ايران ما زالت على خط المفاوضات مع واشنطن، ولم تنخرط في حرب غزّة مباشرة منذ بدء المواجهات. وتركز على تزويد جماعاتها بالعتاد والأسلحة، بمثابة إمتداد لهيمنتها العسكرية.  و عمليّاتها التي صنّفت «إرهابية»  من قبل المجتمع الدولي إستناداً الى وقائع عديدة ومن بينها، مساندة النظام السوري، ومشاركة الحوثيين في العدوان على المملكة العربية السعودية، ومحاولة إغتيال أمير الكويت عام 1985،و إغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري 2005، حيث تبيّن أنّ هناك عناصر مشاركة من قبل حزب الله اللبناني. ولا شكّ أنّ حزب الله يعترف منذ نشأته، وبوضوح، أنّ مموّله وحليفه الأوّل إيران.. 
فهل حزب الله هو الذراع الأقوى لإيران في الشرق؟ 
حزب الله (في لبنان)
يملك حزب الله، وهو منظمة ذات غالبية شيعية في لبنان، ما يتراوح بين 100 إلى 400 صاروخ تمّ تحديثها مؤخرًا وتزويدها بأنظمة توجيه دقيقة. تتعدّد أنواعها وتسمياتها، مثل صواريخ «رعد» و«فجر» و«زلزال»، وهي تفوق صواريخ  «الكاتيوشا» من حيث الفعالية العسكرية إن من ناحية القوة أو الأهداف البعيدة المدى . ومن الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب غزة منذ تشرين الأول الماضي، صواريخ «الكاتيوشا» و«بركان» بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام. 
في 2021، كشف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنّ عديد الهيكل العسكري التابع لحزب الله، هو 100,000 مقاتل. تموّل هذه القوات إيران ويدرّبها فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وتبلغ الميزانية العسكرية لحزب الله حوالي مليار دولار في السنة.


الحوثيون(في اليمن)
يمثّل الحوثيون جماعة أنصار الله في اليمن، ينشطون في مهاجمة السفن في طريق الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن.
و قد أصبح الحوثيون الحكام الفعليين لليمن بعد سيطرتهم على العاصمة في عام 2014، وتمتد سلطتهم حالياً على حوالي ثلث البلاد، حيث يعيش 70 إلى 80 في المائة من السكان.
لدى الحوثيين حوالي 20 ألف مقاتل مدرّب، بحسب تقارير تابعة لصحف أجنبية، وفي المقابل يعلن قادة الحوثيين، خلال اللقاءات والبيانات الإعلامية  أنّ لديهم ما يصل إلى 200 ألف مقاتل. فيما قدّرت الأمم المتحدة العدد بحوالي 75 ألف مقاتل عام 2015. ولقد أظهرت الهجمات الأخيرة، أنّ الحوثيين لديهم بعض الوحدات المدربة تدريباً عالياً في تشغيل الطائرات بدون طيار. 
وقد أشارت صحيفة الشرق الأوسط، أنّ  تقريراً دولياً حديثاً كشف عن حجم إيرادات جماعة الحوثيين الإنقلابية في اليمن، التي ارتفعت بنسبة 500 في المائة خلال الأعوام الماضية. 
في المقابل، تتلقى جماعة الحوثيين، أسلحة وتدريباً من إيران بدلاً من الدعم المالي المباشر. وبحسب قناة الحرّة، يؤكّد بعض الخبراء أنّ الحوثيين يؤمنون جزءاً من إيراداتهم المالية من المخدرات وبعض المنتجات النفطية.

النجباء(في العراق)
 ساهمت الحركة التي تحمل إسم «المقاومة الإسلامية حركة النجباء»، وتعرف إختصارًا باسم حركة النجباء في القتال إلى جانب القوات الحكومة السورية في السيطرة على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب شمالي سوريا، أواخر عام ،2016 بحسب ما ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية.
لا تخفي الحركة تلقيها الدعم المادي والعسكري والسياسي من إيران وحزب الله اللبناني بما في ذلك التدريب العسكري والمقاتلين.
يتراوح عدد عناصرها ما بين 8-10 آلاف عنصراً، وتحمل أسلحة تقليدية إيرانية متطورة (طائرات مسيّرة وصواريخ) تمّ تخزينها في مناطق «أحزمة بغداد». 


كتائب «حزب الله»
في العراق أيضاً، تأسّست كتائب حزب الله، التي يقدّر المحللون أنّ عدد مقاتليها يتراوح بين 10 آلاف و30 ألف مقاتل، تستخدم طائرات بدون طيار وصواريخ يصل مداها إلى حوالي 1100 كلم، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية. وتشير إلى أنّ التنظيم اكتسب بمساعدة إيران، القدرة على تعديل الصواريخ لجعلها أكثر دقة، ولديه مجموعة متنوّعة من الطائرات بدون طيار، يمكن لبعضها الوصول لمسافة تصل إلى 750 كلم.
وينافس هذه المجموعة، «عصائب أهل الحق» وهي جماعة عراقية مسلحة تتبع المحور نفسه، لكنها تحافظ على درجة من الإستقلالية، من خلال تشكيلها خلايا عديدة لإجراء عمليات حركية وإعلامية وإجتماعية، بعضها مموّل من قبل الدولة العراقية، بحسب تقارير صادرة عن معهد واشنطن. 
فيلق القدس
من العراق إلى إيران، تأسّس «فيلق القدس» بعد عامين من انتهاء الحرب العراقية الإيرانية  بهدف تعزيز وتنظيم الأنشطة الخارجية للحرس الثوري الإيراني، إذ أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي بعد عام من توليه القيادة قراراً بتشكيل قوة جديدة في الحرس الثوري باسم «قوة القدس» أو ما عرف بـ«فيلق القدس».
يصل عدد الضبّاط في الحرس الثوري الإيراني الى قرابة 125,000 بما في ذلك القوات البريّة، والقوات الجو- فضائية، والقوات البحريّة. وهدف الحرس في الوقت الحالي هو تطوير قواته البحريّة للسيطرة على الخليج العربي.
يحصل الفيلق على ميزانية رسمية تعادل 6 مليارات دولار، يضاف إليها ما بين 6 و12 ملياراً تُدفَع له من المرشد الأعلى، بحسب الجريدة الكويتية. 
الجدير ذكره أنّ «فيلق القدس» الإيراني لعب دوراً كبيراً في مساندة الجماعات المسلّحة في الدول العربية، لا سيّما حزب الله. 
اذ بدأ ظهور دور فيلق القدس عندما انخرط في الحرب الأهلية اللبنانية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان، وساعد في تنظيم حزب الله، وظلّ حليفاً وثيقاً وراعياً له، حتى اليوم. 
وتعكس ميزانية فيلق القدس القدرة العالية على تمويل الجماعات الأخرى، التابعة لايران، فهو الإدارة العليا للمحور، حيث من الصعب عزله عن الأحداث الدائرة في بعض الدول الشرق أوسطية..
وإنْ اختلفت القدرات العسكرية من مجموعة إلى أخرى في مختلف الدول العربية، من حيث العتاد،والتمويل، وعدد الضباط، وأنواع الصواريخ، غير أنّ جميعها مرجعيتها «المشروع الإيراني»