تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية وأنواعها ..

تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية وأنواعها ..

  • ١٨ أيلول ٢٠٢٤
  • تيريزا كرم

كيف تنفذ اسرائيل عملياتها ؟

تُعد الاستخبارات الإسرائيلية من أكثر الأجهزة تطوراً وأهمية في العالم. تعود جذورها إلى فترة ما قبل تأسيس الدولة، حيث كانت الوكالة اليهودية والمنظمات الصهيونية تجمع المعلومات وتخطط للعمليات الأمنية. وقد تطورت الاستخبارات الإسرائيلية لتشمل عدة وكالات رئيسية:

 

1. الموساد: يعد الذراع الطويلة لإسرائيل في عمليات التجسس والتخريب على مستوى العالم. متخصص في جمع المعلومات، تنفيذ العمليات السرية، واغتيال القادة المعارضين. وقد أثبتت الوكالة قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ضد الأعداء، بما في ذلك عمليات الاغتيال والتسلل إلى سلاسل الإمداد الأمنية (المصدر: The Times of Israel).

 

2. شين بيت  او شاباك: وكالة الأمن الداخلي التي تركز على مكافحة الإرهاب وتجميع المعلومات عن التهديدات الداخلية. تلعب دوراً رئيسياً في حماية الأمن الداخلي ومعالجة التهديدات التي تستهدف إسرائيل من داخل حدودها، بما في ذلك مواجهة الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله (المصدر: The Guardian).

 

3. أمان: جهاز الاستخبارات العسكرية الذي يختص بجمع المعلومات العسكرية عن الأعداء وتحليلها لدعم القرارات الاستراتيجية. يلعب دوراً حيوياً في تقييم التهديدات العسكرية وإعداد التقارير التي تؤثر على استراتيجيات الدفاع والهجوم (المصدر: The Guardian).

 

أبرزطرق  ومصادرجمع المعلومات الاستخباراتية

 

1. الجواسيس والعملاء: تعتمد الأجهزة الاستخباراتية على تجنيد العملاء، مثل العاملين في الحكومات أو القطاع الخاص، عبر تقديم فرص عمل ومبالغ مالية مغرية للوصول إلى المعلومات.

 

2. الأقمار الصناعية:

 

تُستخدم الأقمار الصناعية التجارية في جمع المعلومات الاستخباراتية، مما يوفر البيانات التي تؤثر على الحروب وتشكيل الرأي العام من خلال الكشف عن الدمار في البنية التحتية المدنية وتوثيق جرائم الحرب المحتملة.

 

3. تطبيقات الهواتف المحمولة:

تستغل الأجهزة الاستخباراتية التطبيقات لتعقب هواتف الأفراد، مثل نشطاء وصحفيين ومديري شركات. وقد أثار برنامج «بيغاسوس» الإسرائيلي مخاوف بشأن التنصت على المكالمات وتتبع المواقع.

 

4. الطائرات المسيرة: تُستخدم الطائرات المسيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية والاستطلاع، بالإضافة إلى دورها في الحرب الإلكترونية.

 

كيفية تنفيذ عمليات الموساد

تأسس الموساد رسمياً في ديسمبر/كانون الأول 1949 كخليفة للذراع الاستخباراتية للهاجاناه. وقد عانى في بداياته من الصراعات البيروقراطية وأحداث كشف تجسس مبكرة. يشمل الموساد عدة أقسام:

 

1. قسم التحصيل: المسؤول عن عمليات التجسس ولديه مكاتب في الخارج تحت غطاء دبلوماسي وغير رسمي.

 

 

2. قسم العمل السياسي والاتصال: يتعامل مع الأنشطة السياسية ويتواصل مع أجهزة الاستخبارات الأجنبية.

 

 

3.  قسم العمليات الخاصة (ميتسادا): يتولى المشاريع الحساسة مثل الاغتيالات والتخريب.

 

 

4.  قسم علم النفس (LAP): مسؤول عن الحرب النفسية والدعاية وعمليات الخداع.

 

 

5.  قسم الأبحاث: ينتج المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك التقارير اليومية والشهرية.

 

 

6.  قسم التكنولوجيا: مسؤول عن تطوير التقنيات لدعم عمليات الموساد.

 

 

التسلسل الزمني للاحداث المتسارعة

 

في الأسابيع الأخيرة، شهدنا تصعيدًا ملحوظًا في الصراع الإقليمي بين إسرائيل وحزب الله، مدفوعًا بعمليات عسكرية متطورة وتحركات استخبارية معقدة. كان أحد أبرز الأحداث هو التفجيرات التي ضربت أجهزة النداء الخاصة بحزب الله، والتي جاءت لتكشف عن تقنيات متقدمة قد تكون استخدمتها إسرائيل.

 

التحليل والتقنيات المستخدمة

 

وفقًا لتشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، فإنّ «الموساد قد تسلل إلى سلسلة التوريد». قد يكون هذا قد أدى إلى وضع متفجرات بلاستيكية صغيرة بجوار البطاريات، مما سمح بتفجيرها عن بُعد من خلال مكالمة هاتفية أو صفحة إلكترونية. أليكس بلتساس، خبير الأسلحة في المجلس الأطلسي، أشار إلى أن الصور التي التُقطت للأجهزة المدمرة أظهرت علامات واضحة على الانفجارات، مما يشير إلى استخدام شحنة متفجرة صغيرة بدلاً من مجرد حريق ناتج عن بطاريات الليثيوم أيون. بول كريستنسن، خبير في سلامة بطاريات الليثيوم أيون في جامعة نيوكاسل، علق بأن الضرر الذي تسببت فيه الانفجارات يبدو غير متسق مع حالات فشل بطاريات الليثيوم أيون المعروفة، مما يعزز احتمالية وجود شحنة متفجرة.

 

تصاعد التوترات الإقليمية

 

حزب الله اتهم إسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات، رغم أنّ إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ تورطها في هذه الحوادث. يأتي هذا التصعيد بعد مقتل القائد البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية إسرائيلية دقيقة في 30 يوليو/تموز، مما يدل على دقة المعلومات الاستخبارية التي تمتلكها إسرائيل. كما تلت هذه العملية عملية اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، باستخدام عبوة ناسفة زرعها عملاء إسرائيليون قبل أسابيع.

 

الآثاروالاستجابة الدولية

 

هذه التطورات تؤكد على قدرة إسرائيل على استهداف أعضاء حزب الله بدقة، مما قد يزيد من إحتمالية تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية واسعة. بيير سيرفانت، الخبير الفرنسي في مجال الدفاع، أشار إلى أنّ التحركات الأخيرة ضد حزب الله قد تساعد إسرائيل على استعادة سمعتها بعد الهجوم الكبير الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين، مما شكل ضربة أمنية كبيرة لإسرائيل.

 

المصدر: The Times of Israel

 

المصادروالموارد

 

«جيمس بوند، ليس بالأمر الكبير»: الجوانب التكنولوجية لعمليات الموساد بقلم دان ياكين، جلوبس (تل أبيب)، 19 إبريل 2001

 

«حروب إسرائيل السرية: تاريخ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية» بقلم إيان بلاك وبيني موريس

 

«داخل المنظمات السرية الإسرائيلية» مجلة جينز إنتليجنس ريفيو، أكتوبر 1996