«اليونيفيل» في الضاحية الجنوبية.. بين مهام يوميّة و«سوء فهم» المقيمين

«اليونيفيل» في الضاحية الجنوبية.. بين مهام يوميّة و«سوء فهم» المقيمين

  • ٣٠ نيسان ٢٠٢٤
  • سمايا جابر

«توقيف سيارة تابعة لـ اليونيفيل في ضاحية بيروت الجنوبية».. بات خبراً مألوفاً على مسامع اللبنانيين في الأشهر الأخيرة، إلّا أنّ تواجد هذه الآليات عقب أحداث السابع من أكتوبر بعيداً عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وتعامل القوى التي تملك اليد الطولى في الضاحية الحنوبية مع هذا الحدث، بات موضعاً للشك والتساؤل.

في الساعات الماضية، تداولت بعض المواقع الإخبارية أنباء عن إعتراض مواطنين لبنانيين قافلة شاحنات تابعة لقوات «اليونيفيل» عند دوار «ميدان الشهداء» في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، لتعود وتنفي هذه المعلومات، موضحة أنّ «القافلة كانت تتجه بمواكبة من الشرطة العسكرية نحو طريق المطار، ليتبيّن لاحقاً أنّ حادث سيارة  مدنية هو ما أدى إلى تجمهر المواطنين في المحلة لمعاينة الحادثة، فيما أكملت القافلة التابعة للكتيبة الإسبانية مسارها باتجاه وجهتها المحددة».

مرور آلية لـ«اليونيفيل» عبر الضاحية الجنوبية بات يشكّل في الأيام الماضية عامل قلق لدى اللبنانيين، لما يثيره هذا الحدث من بلبلة في الأوساط الشيعية إثر توقيف أهالي المنطقة ومسؤوليها لتلك الآليات بهدف معرفة سبب تواجدها هناك. من هنا، طمأنت نائب المتحدث باسم «اليونيفيل» «كانديس أرديل»، اللبنانيين في حديث لـ«بيروت تايم» أنّ  التنقّل اليومي لآليات «اليونيفل» هو أمر طبيعي وبتفويض من الحكومة اللبنانية. 

تمنح الدولة اللبنانية عناصر حفظ السلام حرية التنقل على كامل الأراضي اللبنانية، بحسب «أرديل» التي لفتت إلى أنّ «خروج قوات اليونيفيل من مناطق عملياتها في الجنوب اللبناني يتمّ لأسباب لوجستية وإدارية، كالذهاب إلى بيروت، المرفأ، المطار، أو إلى مكاتبها الرئيسية في وسط المدينة»، موضحةً أنّ «هذه التحركات التي اليومية، مخصّصة لأغراض ترتبط بالمناوبات الشخصية أو الاجتماعات مع السلطات المحلية، ولا تواجه إلّا نادراً بعض التحديات، نتيجة توجّس بعض الأوساط اللبنانية لدى رؤية آليات قوات حفظ السلام، وهم ليسوا على دراية بطبيعة تحركات القوات اللوجستية والإدارية».

«أرديل» التي شدّدت على أنّ آلية عمل قوات «اليونيفيل» لم تتغير منذ أن باشرت مهامها على الأراضي اللبنانية، لفتت إلى سوء الفهم الذي ينشب أحياناً بين قوات حفظ السلام، وبعض اللبنانيين. 
هذا الأمر تجلى في التوقيفات المتكرّرة التي قام بها بعض اللبنانيين لآليات «اليونيفيل» في الضاحية الجنوبية على مدار الأسابيع الماضية. وفي هذا الإطار، كشفت «أرديل» أنّه عند وقوع أي حادثة مشابهة، تتواصل «اليونيفيل» مع الجيش اللبناني، الذي تجمعها به علاقة مميزة نتيحة عملهما المشترك وسعيهم لتطبيق القرار 1701. حيث يأتي الجيش على الفور إلى المحلّة ويعمل على معالجة الوضع. 

الأحداث الماضية التي شهدتها «اليونيفيل» في ضاحية بيروت الجنوبية عقب السابع من أكتوبر، لم تحمل وفق «أرديل» معطيات جديدة. ورغم معالحتها في حينه، يبقى منسوب القلق الذي يشعر به سكّان تلك المناطق في ازدياد، في ظل التوتر الذي يشهده البلد على الساحتين الداخلية والدولية.