«تن هاغ» بين مطرقة النتائج السلبية وسندان «راتكليف»!

«تن هاغ» بين مطرقة النتائج السلبية وسندان «راتكليف»!

  • ١٠ أيار ٢٠٢٤
  • محمد فوّاز

مانشستر يونايتد.. أرقام قاتمة

هل دقت ساعة الرحيل لمدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي إريك تن هاغ بعد سلسلة النتائج الكارثية التي حقّقها الفريق تحت إشرافه هذا الموسم؟ وهل سيبقى في منصبه لحين موعد نهائي الكأس أمام الجار اللدود سيتي؟

ويواصل يونايتد معاناته المستمرة خلال الموسم الحالي وتراجع إلى المركز الثامن في الدوري، مع إحتمال الخروج بموسم صفري يغيب فيه عن كلّ البطولات الأوروبية خلال الموسم المقبل.

وتشهد الفترة الحالية هجوما حاداً على المدرّب من النجوم الذين كانوا ضمن الجيل الذهبي في العصر الحديث، الذي قاد النادي الإنكليزي نحو العديد من الألقاب المحلية والقارية، مثل مايكل أوين وريو فرديناند وغاري نيفيل الذين طالب معظمهم بإقصاء المدرّب اليوم قبل الغد.

وعلى الرغم من كلّ تلك النتائج الكارثية لا يزال تن هاغ (54 عاماً) المحاصر بالإنتقادات يكابر ويرى أنّه الرجل المناسب لإنقاذ الفريق من الأزمة التي يمرّ بها، وتصحيح مساره وإعادته إلى منصات التتويج.

فيما يقوم المالك الجديد جيم راتكليف بتكثيف عملية تجديد الهيكل القيادي للنادي خارج الملعب وتصحيح الوضع الإداري السيء.

صحيح أنّ الفريق يعاني فنيا بشكل واضح، لكن سوء الوضع الإداري ساهم في تدهور الأحوال بصورة كبيرة، فقد أظهرت إدارة «الشياطين الحمر» تعاملاً سيئاً للغاية مع ملف التعاقدات في السنوات الأخيرة، إذ تنفق دائماً مبالغ ضخمة على النجوم من دون تطوير المنظومة الادارية.

وبات يونايتد بمثابة بيئة سامة للنجوم، والبرازيلي كاسيميرو أحد أبرز الأمثلة الحديثة، إذ أصبح مادة للسخرية بسبب مستواه السيء جداً وجاء ذلك بعد مستويات مذهلة مع ريال مدريد، قادته الى تحقيق 18 لقباً بين بطولات محلية وأوروبية، لكن مستواه تراجع منذ انضمامه للشياطين الحمر في 2022.

كذلك، أثّرت بيئة مانشستر في مستوى الحارس الكاميروني أندريه أونانا وهو الذي حصل على وصافة النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا برفقة إنتر ميلان الإيطالي، والذي أصبح يتلقّى الأهداف بسهولة شديدة مع اليونايتد.

وتكرّر الأمر مع العديد من الأسماء مثل النجم الإنكليزي جادون سانشو الذي انضم إلى يونايتد صيف 2021، قادما من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 85 مليون يورو، لكنه لم يقدّم أي شيء يذكر ليعود من حيث جاء على سبيل الإعارة. ولم تختلف الحال بالنسبة لثنائي أياكس أمستردام الهولندي، المتمثل في أنتوني وفان دي بيك، اللذين ظهرا بمستويات كارثية على الرغم من توهجهما خارج أسوار «الشياطين الحمر».

أرقام قاتمة

وتُمثّل أرقام الفريق قراءة قاتمة لجماهير يونايتد وتظهر مدى تراجع بطل الدوري الإنكليزي 20 مرة منذ هيمن تحت قيادة مدربه السابق الأسطوري الإسكتلندي أليكس فيرغيسون قبل أكثر من عقد من الزمن.

فقد تلقّى يونايتد 13 هزيمة هذا الموسم حتى الآن خلال 35 مباراة في الموسم الحالي، مقابل 16 إنتصاراً و6 تعادلات، ليتراجع إلى المركز الثامن في جدول الترتيب برصيد 54 نقطة بفارق الأهداف خلف تشلسي السابع، ونقطتين خلف نيوكاسل السادس. علماً أنّ تلقّي 13 هزيمة في موسم واحد من الدوري الإنكليزي هو رقم قياسي في تاريخ يونايتد، الذي تعرّض أيضا لأكثر عدد من التسديدات في موسم واحد بواقع 618 تسديدة.

وتتبقى للفريق 3 مباريات في الدوري خلال الموسم الحالي، تبدأ بمواجهة نارية على ملعبه «أولد ترافورد» الأحد المقبل أمام أرسنال المنافس على التتويج باللقب، ثم يستضيف نيوكاسل الذي ينافسه على التأهل لإحدى البطولات الأوروبية، قبل أن يحلّ ضيفا على برايتون.

وفشل مانشستر يونايتد في ترك أي بصمة مميزة في موسمه حتى الآن، إذ خرج من دوري أبطال أوروبا بعدما تذيل مجموعته خلف بايرن ميونيخ الألماني وكوبنهاغن الدنماركي وغلطة سراي التركي، كما خرج من ثمن نهائي كأس الرابطة الإنكليزية بالخسارة على أرضه أمام نيوكاسل 0-3.

ويعتبر التأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنكليزي هو النقطة المضيئة الوحيدة في موسم مانشستر يونايتد، على الرغم من أنه جاء بطريقة مهينة أيضا، إذ تأهل الفريق بركلات الترجيح على حساب كوفنتري سيتي، بعدما نجا من ريمونتادا منافسه الذي كان متأخرا 0-3 قبل أن يتمكن من التعادل.

 
أبرز أسباب الفشل

أصبح مستقبل تن هاغ غامضاً مع عدم رضا الإدارة الجديدة للنادي على طريقة عمل المدير الفني الهولندي، وبدأت بالفعل في البحث عن بديل له، مع نهاية الموسم الحالي. وهذه مجموعة من الأسباب أدّت إلى فشل تن هاغ مع مانشستر يونايتد:

- كثرة الإصابات إذ وصل عددها إلى 64، وهو رقم غير مسبوق.

- انتقالات كارثية، فعلى الرغم من إنفاق النادي أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني على صفقات اللاعبين منذ وصول تن هاغ، إلا أنّ غالبية هذه الصفقات لم تقدّم المستوى المنتظر منها.

- ضعف خط الدفاع إذ تلقى مرماه ما مجموعه 81 هدفاً خلال الموسم الحالي، بمختلف المسابقات، وهو أسوأ رقم يتلقاه الفريق منذ 47 عاماً.

- يعيش تن هاغ من دون دعم حقيقي بشأن مستقبله مع النادي، خصوصاً منذ وصول الإدارة الرياضية الجديدة، بقيادة السير جيم راتكليف، والذي حصل على 25% من أسهم النادي.

المرشحون المحتملون لخلافته

أكدت تقارير عدة أنّ نادي مانشستر يونايتد قد أعاد إهتمامه بالتعاقد مع غاريث ساوثغيت مدرّب المنتخب الإنكليزي لتدريب الفريق الموسم المقبل.

وأفادت التقارير أنّ إدارة الشياطين الحمر باتت مقتنعة بأنّ ساوثغيت هو رجل المرحلة بالنادي حيث سيتفاوض النادي معه بقوة عقب إنتهاء بطولة اليورو.

وكانت هناك بالفعل تلميحات إلى أنّ تعيين ساوثغيت قد لا يعجب كثيراً مشجعي يونايتد، وهناك تساؤلات حول أسلوب اللعب وما إذا كان يمكنه الحصول على مصداقية اللاعبين في أحد أكبر الأندية، كما تقتصر خبرته في إدارة الأندية على 3 مواسم مع ميدلسبره يعود تاريخها إلى قبل 15 عاماً.

صحيفة «تيليغراف» البريطانية، كشفت عن أبرز المرشحين المحتملين ليحلوا محل تن هاغ وهم إلى ساوثغيت:

- مدرب بايرن ميونيخ الحالي توماس توخيل والذي انتهى عقده هذا الصيف.

- روبن أموريم المدرّب البالغ من العمر 39 عاماً والذي فريقه سبورتينغ لشبونة إلى اللقب الثاني في 4 مواسم.

- تياغو موتا الإيطالي ذو الأصول البرازيلية والبالغ من العمر 41 عاماً الذي يقود فريقه بولونيا إلى دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى في تاريخ النادي.

- روبرتو دي زيربي المدرب الإيطالي لبرايتون الذي صنفه بيب غوارديولا كواحد من أفضل المدرّبين في أوروبا.

- ميشال سانشيز البالغ من العمر 48 عاماً والمولود في مدريد كان بمثابة اكتشاف منذ توليه تدريب جيرونا عام 2021 والذي قاد النادي إلى دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى، وكان النادي الكاتالوني منافساً على لقب الدوري لفترة طويلة مع العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.

قبل عامين، قال المدرب الموقت الألماني رالف رانغنيك إن النادي يحتاج إلى "جراحة قلب مفتوح" بعد سنوات من ضعف الإنجازات، لذا من المتوقع أن يشهد الميركاتو الصيفي المقبل ثورة كبرى في ملف التعاقدات الى جانب بعض القرارات الإدارية مع أرجحية التخلص من تن هاغ.