لبنان اليوم.. حيثيات زيارة جنبلاط إلى قطر

لبنان اليوم.. حيثيات زيارة جنبلاط إلى قطر

  • ٢١ أيار ٢٠٢٤

الخماسية بين الرئاسة والجبهة


على الرغم من سيطرة المشهد الإيراني على الساحة الإقليمية، تستمرّ اللجنة الخماسية في عقد اجتماعاتها مع المسؤولين لبحث الملف الرئاسي اللبناني. وكان آخر اجتماع لها عصر الإثنين، حيث أكّدت أنّها ستكمل جولتها على الزعماء في لبنان، كذلك تحديد موعد قريب مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لوضعه في أجواء النتائج التي تصل إليها. 
إلى ذلك، أفادت معلومات خاصّة لـ«بيروت تايم» أنّ علي حسن خليل سيمثّل برّي، في زيارة الدوحة قريباً. هذا وكان عدد من الزعماء قد توافدوا إلى قطر في الفترة السابقة، ليحلّ اليوم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط زائراً في قطر، لخرق المراوحة القائمة محلياً ولإبقاء الملف اللبناني حاضراً في المحافل العربية والدولية، ولا سيما أنّ زيارة اليوم  تأتي بعد أسابيع قليلة من زيارته الأخيرة إلى فرنسا ولقائه الرئيس «إيمانويل ماكرون» في قصر الإليزيه، حيث عرض جنبلاط في لقاءاته في الدوحة للآفاق الراهنة.
وعن حيثيات زيارة جنبلاط إلى قطر، أشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله إلى أنّها تأتي في سياق مساعي قطر المباشرة ودورها في اللجنة الخماسية في محاولة لإيجاد مخارج للملف الرئاسي. ولفت في حديث لجريدة «الأنباء» الإلكترونية، إلى أنّ تلبية الدعوة القطرية «أمر طبيعي».
في سياق متّصل، أشارت بعض المعلومات عن إحتمال قيام المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان «جان إيف لودريان»، بزيارة إلى بيروت، للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في تجديد المساعي للوصول إلى اتفاق حول انتخاب رئيس للجمهورية.
 والسؤال الذي يطرح نفسه ما إذا كان من الممكن أن ينتقل  الحوار الداخلي بين اللبنانيين إلى الخارج. في هذا الإطار، أشارت المعلومات أنّ هذا الأمر ليس مطروحاً، إضافة إلى أنّ الهَم الرئاسي اللبناني لا يعدو اكثر من ملف ثانوي تحقيقه بيد اللبنانيين وحدهم، وكثيرون ممّن زاروا تلك الدول وغيرها قيل لهم بصورة مباشرة وغير مباشرة، أنّ لا أولوية لتلك الدول تتقدم على أولوية مواكبة تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة.  كما أنّه بحسب معلومات جريدة «الأخبار»، لم يرسل أي من سفراء الخماسية أمس أي إشارات إيجابية جدية إلى قرب انتخاب رئيس للجمهورية، ما يوحي أول إشهار لعجز السفراء عن إحداث خرق في المأزق والشغور المستمر.
وأضافت مصادر مطّلعة للأخبار إلى  إنّه لا تعويل على الحراك القطري ولا الزيارات التي تحصل إلى الدوحة، والجميع سلّم بأنّ المفاوض الأساسي هو الأميركي. وكشفت أنّ عدداً من الشخصيات التي تمّت دعوتها لزيارة قطر غير متحمّسة للذهاب من بينها رئيس القوات سمير جعجع.
في الأوقات، أكّد جنبلاط، خلال زيارته اليوم الدوحة أنّ هناك  13 نقطة خلافية على الحدود بين لبنان وبين إسرائيل، والمطلوب وقف الإعتداءات. وسبق أن طرح في الماضي العودة إلى إتفاق الهدنة الذي كان بين إسرائيل ولبنان، أي أن يكون هناك توازناً دقيقاً بين القوى المسلحة من الجهة اللبنانية في الشمال ومن الجانب الإسرائيلي، وأتى الجواب بالرفض. ونوّه بالدور القطري قائلاً  أنّ قطر كانت وستبقى داعمة للبنان، وخاصة للقوى الأمنية والجيش اللبناني. 
انطلاقاً من هذه الأجواء، يتبيّن أنّ المساعي الأجنبية تتغلّب على المساعي العربية في الشأن الداخلي، غير أنّ المبعوث الأميركي «آموس هوكشتاين»، ما زال محط الأنظار في الوقت الذي يسبق فيه ملف الجنوب اللبناني والحدود كافّة الملفّات الأخرى.