فورة الذهب إلى أين؟
ما إن أُعلن عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، حتى ارتفع سعر أونصة الذهب إلى 2440 ومن ثم 2450 دولارا، واستمر على هذا السعر ساعات قليلة ثم استقر عند حدود 2420 دولار.
يتغذى «الملاذ الآمن» على النزاعات الجيوسياسية وعلى تراجع أسعار الفوائد من قبل المصارف المركزية التي تهيمن عملتها على العالم كحال الفائدة التي يحددها البنك الفيديرالي الأميركي. فضلاً عن تنافسية الدول بتنويع إحتياطاتها من سلة العملات إلى التقليل من قوة الدولار بشكل أو بآخر واللجوء الى الإستحواذ على المعدن الأصفر بدلاً من الدولار وما الى ذلك من تداعيات على الإمساك بزمام الأمور في النظام المالي العالمي من باب قوة التاثير. وهذا ماحصل مع الصين، يوم قررت تعزيز احتياطاتها بالذهب بدلاً من الدولار وهي من تملك النسبة الأعلى عالمياً بالعملات الأجنبية، قرابة 3 تريليون دولار.وقد قام كل من المصرف المركزي الصيني والروسي بشراء قرابة 800 طن من الذهب في النصف الأول من العام 2023، بزيادة 14 % عن المدة المماثلة من العام 2022، حسبما أعلن مجلس الذهب العالمي.
وبحسب عضو المجلس الإقتصادي والإجتماعي، محمد الجوزو، فإنَّ زيادة الطلب المفرط على الذهب منذ مطلع هذا العام، أتى جرّاء أسباب عدّة منها: ضعف الإقتصادات العالميّة لا سيّما الإقتصاد الصيني، وتراجع قوّة الدولار مع الحديث عن خفض الفائدة والخروج من السياسة النقديّة علماً أنّ العلاقة بين الذهب والفوائد هي علاقة عكسيّة. كما أنّ للحرب الأوكرانيّة الروسيّة أيضاً علاقة بارتفاع أسعار الذهب إضافة إلى الحرب القائمة في غزّة والتداعيات جرّاء الأوضاع في اليمن والبحر الأحمر. فكل هذه الأمور أدّت إلى زيادة الطلب على الذهب، لدول مثل الصين وذلك أتى تخوّفاً من تلاعب سعر الدولار إضافة إلى الطلب الإستهلاكي الذي ارتفع بشكل ملحوظ بسبب التخوّف من تراجع القطاع العقاري والأجواء العالميّة والأزمة الإقتصاديّة العالميّة القائمة.
ووفقاً للجوزو فإنّ المصارف العالميّة قد قامت بتقدير سعر الذهب لعام 2024 لكن بعد الإرتفاع القوي الذي يصيب الذهب أجبرت المصارف على القيام بتعديلات على السعر الذي كان قد وُضع سابقاً وعلى الأرجح سعر الذهب لن يستقر ولا حدود لارتفاعه وذلك بسبب موضوع الفائدة الذي امتصته السوق.
أما بما يخص المعادن ومستقبلها فيلفت الجوزو إلى أنّ المستقبل هو للفضّة كما ونصح الإستثمار به. والأجواء تشير بأنّ الطلب على الفضة في المستقبل سيرتفع، علماً بأنّ العلاقة بين الفضة والذهب هي علاقة تساوي أي أنّ عند ارتفاع الذهب، الفضّة ستترتفع حكماً.