رحل نجم السينما اللبنانية

رحل نجم السينما اللبنانية

  • ٢٩ أيار ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

وداعًا «كابتن» فؤاد

هذه المرة، لم تسلم الجرّة، فبعد أن نجح فؤاد شرف الدين في الإفلات من كمائن العصابات التي كان يواجهها دومًا في أفلامه، ها هو يسلم الروح بعد أسابيع من خضوعه لعملية جراحية في الرأس. وقد حاول الطبيب معالجة شرف الدين الذي دخل المستشفى بهدف الخضوع لبعض التحاليل، ولكن الموت كان اسرع فخطف صاحب الأعوام ال ٨٣، والذي أغنى الفن اللبناني بشكل عام والسينما اللبنانية بشكل خاص بأعماله. 
فؤاد شرف الدين عشق لبنان عشقًا يفوق الوصف، وقد جسّد ذلك من خلال أدواره في أفلام أغنت السينما اللبنانية، حيث كان غالبًا ما يؤدي دور رجل الأمن الساهر على مصلحة البلد والذي يطارد الأشرار. 
حتى في عز أيام الحرب اللبنانية، راهن فؤاد إلى جانب شقيقه المخرج يوسف شرف الدين على نجاح السينما المحلية، فنجحا في تقديم أعمال رسخت في أذهان جيل بكامله، جيل الحرب. في ثمانينات القرن الماضي، برع «الكابتن» فؤاد في تقديم صورة إيجابية عن رجل الأمن اللبناني صاحب الضمير وناصر الحق والواقف بجانب المظلوم ضد الظالم. 
في زمن الميليشيات، قدم شرف الدين صورة حلوة عن الدولة وعن رجل الأمن الصالح. 
وفي زمن الشحّ الفنيّ، ظل شرف الدين مؤمنًا بقدرة الفنان اللبناني على تقديم أعمال جيدة للشعب الحزين، فلعب دور البطولة في أفلام «الممر الأخير»، و«حسناء وعمالقة»، و«المتوحشون»، و«القرار»، و«نساء في خطر». أدوار كرست فؤاد كنجم السينما اللبنانية الأول حتى مُنِح درع «أيقونة السينما اللبنانية»، وإن كان التكريم في لبنان يأتي ضعيفًا و متأخرًا كونه لا يتذكر الفنان إلا في آخر أيام عمره ولا ينصفه وهو في أوج عطاءه. 
بطل طفولة العديد من الشبان والشابات الذين كبروا على إطلالة الرجل الوسيم الذي كان يأسر قلوب الحسناوات ويكون مضرب مثل للرجال.  
إضافة إلى السينما، أطّل شرف الدين على جمهوره من خلال مجموعة من الأعمال التلفزيونية أبرزها «العقرب»، و«ديالا»، و«كيندا»، و«زمن الأوغاد»، و«٢٠/٢٠»، وغيرها من الأعمال التي ستبقى راسخة في الأذهان.