بيروت تايم تكشف رسالة هوكشتاين الأخيرة.. فهل يصبح لبنان «غزة٢»؟

بيروت تايم تكشف رسالة هوكشتاين الأخيرة.. فهل يصبح لبنان «غزة٢»؟

  • ٢٢ حزيران ٢٠٢٤

بين وتيرة التهديد ومهمة هوكشتاين..وما يريده اللبنانيون فماذا يختار الحزب؟


كشفت مصادر خاصّة لـ«بيروت تايم» أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قال في زيارته الأخيرة إلى لبنان أنّ «إسرائيل ستصبح جاهزة لفتح الجبهة الشمالية في غضون 3 أسابيع».

 

وفي السياق، تنذر عوامل كثيرة باندلاع الحرب الشاملة على الجبهة الشمالية، لا سيّما في المنطقة تزامناً مع تصاعد وتيرة التحذيرات الدولية، كذلك التهديدات الإسرائيلية. وكان تهديد «حزب الله» الأخير فتيلة، لتشعل حرب أوسع من أن يتحمّلها لبنان والشرق الأوسط. 
إلى ذلك، لفت وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّه لا يمكن السماح لمنظّمة مثل حزب الله بمواصلة مهاجمة أراضيها ومواطنيها، داعياً العالم الحرّ أن يقف إلى جانب إسرائيل، دون قيد أو شرط، ضدّ محور الشر إيران. وذكر أنّ تهديد حزب الله لقبرص ليس إلا مجرّد بداية. وكانت قبرص قد أعلنت  أنّها  ستبلّغ الأوروبيين عن مخاطر تهديدات «حزب الله». 
وكشف مصدر ديبلوماسي للحدث إلى أنّه تجرى مشاورات مع الحكومة اللبنانية، وحزب الله وإيران، لوقف التصعيد. على ما يبدو أنّ الحرب اليوم تقف عند باب «حزب الله» وإيران، وكأنّ لبنان هو الوسيلة الوحيدة، لصب الزيت على النار في المنطقة. 
وتخوّفاً من الإنزلاق إلى هذا الفخ، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة على أنّه يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوتر بين إسرائيل و«حزب الله»  اللبناني، مضيفاً أنّ قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل على تهدئة الوضع ومنع التقديرات الخاطئة. وأكّد أنّ شعوب المنطقة وشعوب العالم لا تستطيع أن تتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى.
والسؤال اليوم، هل لدى واشنطن القدرة على وقف التصعيد ؟ 
من الممكن أن تكون القدرة الحقيقية في يد «حزب الله» الذي لا بدّ له أن يلتزم ببنود الأمم المتحدة، حيث يخضع جنوب لبنان لبنود القرار الأممي 1701 إثر حرب تموز 2006 . وفي هذا الإطار، أشارات المعلومات إلى أنّ  القوات الأممية وضعت تحصينات جديدة في عدد من مراكزها جنوباً.
وعلى الرغم من تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل، إلّا  اّنّ الحرب قائمة منذ 8 أوكتوبر، وتحوّلها لحرب شاملة، بحاجة إلى قدرات عسكرية قد تكون أكبر مما يملكها «حزب الله» الذي يحمي نفسه «بالتهديد والوعيد». 
في الوقت الحاضر، قواعد اللعبة ما زالت محفوظة، أمّا  الوسطاء، الذين  يتحركون لمنع تصعيد الوضع وما يصدر عن مسؤولين في اسرائيل ليس جديداً، إنّما يندرج في إطار الضغط. والجدير ذكره، أنّ عشية المحادثات التي ينوي إجراءها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت مع نظيره الأميركي أوستين، والتي سيكون لبنان حاضراً فيها، حاول نتنياهو إبتزاز الإدارة الاميركية من النافذة اللبنانية بأنّ تأخير شحنات الأسلحة يدفعه إلى إعلان الحرب على لبنان.
واللافت، أنّه طمأن  أمريكيون كبار وفداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن هذا الأسبوع بأنّه إذا اندلعت حرب شاملة على الحدود الشمالية لإسرائيل بين إسرائيل و«حزب الله»، فإنّ إدارة بايدن مستعدة تماماً لدعم حليفتها، وفقاً لمسؤول كبير في إدارة بايدن تحدّث لشبكة «سي أن أن» الأميركية. 
ومن هنا ألم يكن أفضل لحزب الله لو وافق على طرح المسؤول الأميركي آموس هوكشتاين؟ 
إذ إنّ التحصينات الجديدة، غيّرت المعدلة، فالحرب اليوم يعتبرها بعض الأطراف هي حرب ضدّ محور واحد، خارجاً عن سياق قضية فلسطين، وهذا ما نلاحظه في الخطابات السياسية. ويكفي للحزب أن يتراجع بقوّاته المسلحة عن الحدود، لإحراج إسرائيل أمام الموقف الدولي. فماذا يبقى لصاحب مقولة «لو كنت أعلم» إذا لم يعُدّ خطواته هذه المرة؟ 
في حين، أفادت مصادر خاصة لقناة RT، بأنّ الحكومة الإسرائيلية أبلغت سكان المناطق الشمالية مع الحدود اللبنانية بأنّ فترة إخلائهم ستستمر حتى نهاية العام الجاري، إثر إستمرار هجمات «حزب الله»، كذلك بعض التسريبات للعربية اّنّ إسرائيل جاهزة لخوض حرب على الجبهة الشمالية. 
أخيراً، السياسة المحلية لا تزال تحت تأثير محادثات هوكشتين في بيروت، وما ذكره في خلالها من هواجس توتر جبهة الجنوب وانعكاس تمدّد الحرب على الإقليم.