فرنسا أم إسبانيا؟ التوقعات لمصلحة بلاد الأندلس

فرنسا أم إسبانيا؟ التوقعات لمصلحة بلاد الأندلس

  • ٠٩ تموز ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

١٨ عامًا بالتمام والكمال على نهائي كأس العالم ٢٠٠٦ بين فرنسا وإيطاليا. فهل ستكون مناسبة ليعبر الفرنسيون إلى نهائي اليورو؟

على الرغم من أنّ ذكرى اليوم سيئة على الفرنسيين بسبب خسارتهم نهائي مأساوي لكأس العالم عام ٢٠٠٦، إلا أنّ منتخب الديوك يأمل على الرغم من كل ما يحيطه من سلبيات أن يتخطى خصمه الإسباني ويصل إلى النهائي الأوروبي الذي وصله آخر مرة عام ٢٠١٦ يوم خسر أمام البرتغال. 
نقول سلبيات لأّن المنتخب الفرنسي ليس بأفضل أحواله على الرغم من بلوغه المربع الذهبي لليورو. فهو بعيد جدًا عن المستوى الذي ظهر به في آخر نهائي كأس عالم يوم خسر أمام الأرجنتين في قطر. كما أنّ مهاجم المنتخب ونجمه الأول كيليان مبابي ليس سوى شبحًا لذلك اللاعب الذي يرعب المدافعين فور لمسه الكرة في منطقة الخصم. ناهيك عن عدم وجود لاعب يجيد إنهاء الهجمات كما كان يفعل مهاجم أي سي ميلان الإيطالي أوليفييه جيرو الذي تقلّص دوره حاليًا بعد تقدّمه في السن. خط الوسط من جهته، باستثناء نغولو كانتي الذي يتكفل بكل المهام الدفاعية تقريبًا، لا يؤدي ما هو مطلوب منه من حيث بناء الهجمات وتموين خط الأمام بالكرات الخطرة. 
لكن حسنة هذا المنتخب، أنّ ظهره محمي حتى الآن، فهو لم يتلقَ سوى هدف واحد في مبارياته الخمس. كما يعتبر المدافع اللبناني الأصل وليام صليبا أحد أبرز نجوم المسابقة، وقد بدأت الأندية الكبيرة تفتح عيونها على قدرات اللاعب الفرنسي الدفاعية وترغب بضمه إلى صفوفها. كما أنّ حارس المنتخب مايك مينيان يؤدي مباريات جيدة ويبرهن أنّه خير خلف للحارس الذي حرس عرين المنتخب الفرنسي طويلًا هوغو لوريس. 
لكن التوقعات تشير إلى أفضلية الإسبان في الفوز باللقاء وحجز مكان في النهائي لملاقاة الفائز من لقاء إنكلترا وهولندا. فالمنتخب الإسباني هو الأفضل حتى الآن بإجماع كل من شاهده يؤدي جيدًا في هذه المسابقة منذ بدايتها. وهو يملك كل العناصر الملائمة لتخطي خصمه والوصول للعب المباراة النهائية في برلين الأحد المقبل. فإسبانيا فازت بكل مبارياتها بشكل مريح حتى الآن باستثناء آخر لقاء جمعها بصاحب الأرض المنتخب الألماني، وهي تعد العدة لتخطي منتخب كبير آخر يمكن أن يشكّل عقبة أمام رجال المدرب لويس دي لا فوينتي في الطريق إلى اللقب. 
وقد برهن المنتخب عن تطور ملفت في الأداء منذ تسلّم مدرّب منتخب الناشئين السابق زمام الأمور بعد لويس انريكي الذي انتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس لتدريب باريس سان جرمان. دي لا فوينتي أعاد أسلوب الضغط الذي كان يعتمده الأسبان ايام المدرب الراحل لويس اراغونيس. كما قدم إلى العالم لاعبان ابهرا كل من شاهدهما يخترقان أجنحة منتخبات الخصم وهما لامين يامال (١٦ عامًا) ونيكو وليامز الذي لم يتجاوز سنه الـ ١٨ بعد. كما أنّ خط الوسط غالبًا ما يكون المسيطر على زمام المبادرة ولا يترك فرصة لخصمه كي يتحرك بأريحية. لكن هذا الخط سيفتقد إلى جهود نجم برشلونة الشاب بيدري الذي أصيب في آخر لقاء لأسبانيا أمام الألمان في الدور ربع النهائي لليورو، وهو سيغيب عن باقي المسابقة. أضف إلى أنّ لاعبا الدفاع لو نورمان ولابورت لا يوحيان بالثقة خلال مواجهة مهاجمي الخصم. 
ولكن بوجود رودري، أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم إن لم يكن أفضلهم حاليًا، إلى جانب فابيان رويز، يعتبر خط اسبانيا الخلفي محميًا بدءًا من الوسط. كما أنّ داني أولمو يقوم بدوره على اكمل وجه إن لناحية إيجاد الحلول من العمق او لجهة التسديد من بعيد عند غياب الحلول عن الأطراف. 
يبقى الملعب هو الفصل بين منتخبين كبيرين حيث تسقط كل التوقعات ويعلو صوت الكرة على كل الأصوات الأخرى.